طباعة هذه الصفحة

في ظلّ الإرتفاع الجنوني لأسعار الملابس بعنابة

عائلات تقف حائرة أمام متطلبات أبنائها.. والسوق الموازية هي البديل

عنابة: هدى بوعطيح

حركة دءوبة تعرفها شوارع وأزقة عنابة بعد الإفطار، والوجهة اليوم نحو أسواق ومحلات بونة والتي تعرف توافدا كبيرا للسكان، سيما مع بداية العد التنازلي لعيد الفطر المبارك، أين نلاحظ إقبال وازدحام شديدين على شراء الملابس بمختلف أنواعها خصوصا للأطفال، فالبرغم من ارتفاع الأسعار إلا أنه لا خيار أمام الأولياء سوى اقتنائها.

تفضل العديد من العائلات العنابية، التجول بعد الإفطار أو صلاة التراويح للتبضع هروبا من الحرارة المرتفعة وتعب الصيام، وهو ما يجعل الحركة ليلا كثيفة خصوصا النساء المرفوقين بأولادهم لكسوتهم لأيام عيد الفطر المبارك، فالتجوال بأسواق ومحلات بونة هذه الأيام أصبح مستحيلا، لا سيما مع نهاية الأسبوع أمام ذلك الكم الهائل من المتسوقين، الذين يسارعون لاقتناء ما يلزم أطفالهم، خصوصا وأن عيد الفطر المبارك لا يفصلنا عنه سوى أيام معدودة.

لا مفر أمام متطلبات الأبناء
وتختلف وجهات الأولياء بين من يريد الألبسة الغالية الثمن لأبنائهم، وبين من يلجأ إلى الأسواق الموازية، لا سيما العائلات ذوي الدخل المحدود، والذين لا خيار لهم أمام متطلبات أبنائهم من جهة، والتهاب أسعار الملابس من جهة أخرى والتي تزيد حدة مع اقتراب مناسبة العيد، حيث يزداد جشع التجار الذين يرونها فرصة للربح السريع في ظلّ رضوخ الأولياء لطلبات أبنائهم، ودون أي اعتبار للعائلات المعوزة، فعلى سبيل المثال طقم كامل لطفل لا يتعدى 05 سنوات سواء بنت أو ولد، ما بين 4500 إلى 6000 دج، إلى جانب الحذاء الذي يصل سعره إلى 3000 دج، في حين أن أدناه لا يقل عن 1800 دج.
وهنا يقف رب الأسرة موقف المتفرج، بين من يرغب في شراء أجود الألبسة لأبنائه ولا خيار له سوى اقتنائها، وبين من يبحث عن البديل لهذه المحلات والتي تلبي قدراته المادية، وخلال جولتنا بمختلف المحلات والأسواق المتواجدة بعنابة، وقفنا فعلا على غلاء أسعار الملابس الخاصة بالأطفال، وفي هذا الصدد يقول محمد صاحب محل بيع الألبسة، بأن الأسعار جد معقولة وليست مرتفعة كما تراه بعض العائلات، مؤكدا بأن العرض والطلب هو الذي يفرض عليهم هذه الأسعار.

البحث عن البديل..
في ظلّ الارتفاع الملتهب لأسعار ملابس الأطفال، تجد العائلات ذوي الدخل المحدود نفسها أمام خيار البحث عن بديل للمحلات التي تستنزف جيوبهم، فتجدهم في رحلة البحث عن الطاولات التي ينصبها الشباب في بعض أزقة وشوارع بونة، عارضين ألبسة بأسعار جد معقولة وفي متناول العائلات البسيطة على وجه الخصوص.
وهو وما كشفت عنه السيدة لامية ناصري في حديث مع «الشعب»، مبدية اندهاشها لغلاء الأسعار، والتي ارتفعت قبيل أيام عن عيد الفطر المبارك، مؤكدة أنها تفضل الأسواق الموازية لاقتناء ألبسة لأطفالها تناسب قدرتها الشرائية، على اعتبار أنها أم لـ03 أطفال، ولا يمكنها اقتناء ألبسة تتجاوز 3500 دج لكل واحد منهم، إضافة إلى الأحذية، واكسسوارت لابنتها، كما قالت، واعتبرت أن غياب الرقابة سبب تلاعب العديد من التجار بالأسعار الحقيقية للألبسة، وقد شاطرتها مرافقتها «أمينة . م» الرأي، مشيرة إلى أنه لا حل أمامهم سوى البحث عن بديل لهذه الأسواق التي تستغل المناسبات لزيادة الأسعار، وقالت بأن حمى أسعار الخضر والفواكه التي ألهبت جيوب المواطنين خلال الشهر الفضيل، انتقلت إلى الألبسة الخاصة بالأطفال.
أما السيدة ليلى والتي كانت بصحبة أبنائها الثلاثة، فقد أكدت أنها تضطر لكسوة أبنائها أجود الثياب أمام طلباتهم الملحة، مؤكدة على غلاء الأسعار، حيث اقتنت ما قيمته أكثر من 10 آلاف دج فقط لابنها البكر، والمتمثل في سروال بـ4500 دج وقميص بـ3500، إضافة إلى الحذاء والذي يقدر ثمنه بـ3200 دج، في انتظار بقية أبنائها وما سيكلفها كسوتهم من مصاريف، إلا أن السيدة ليلى أكدت أنها تقوم وزجها بادخار بعض الأموال لهذه المناسبات، حتى لا تجد نفسها مضطرة للاستدانة أو عاجزة عن تلبية حاجيات أبنائها.
وعكس السيدة ليلى، فإن ربة البيت «صونيا س.ع» تلجأ للاستدانة لتلبية حاجيات أبنائها الثلاثة، لا سيما وأنها امرأة ماكثة بالبيت، في حين أن زوجها دخله ضعيف، ومتطلبات أبنائها لا تنتهي، حيث تجد نفسها مجبرة على توفير المال بأي طريقة كانت إرضاء لفلذات كبدها في فرحتهم بعيد الفطر المبارك.. لتبقى إذا هذه المناسبات نعمة للتجار للكسب السريع، ونقمة لبعض الأولياء ذوي الدخل المحدود والمعوزين، حيث تستنزف جيوبهم جشع بعض أصحاب المحلات.