طباعة هذه الصفحة

في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة بورقلة:

تجدد الانقطاعات للكهرباء والمياه

ورقلة: إيمان كافي

تخلف الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والمياه بعدد من الأحياء بورقلة إلى تذمرا واسعا لدى السكان الذين يعيشون تحت وطأة موجة الحر الشديد التي تعرفها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.
أعرب لنا المواطنون عن قلقهم من انقطاع التيار الكهربائي والماء الشروب في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة ليلا ونهارا، هذه الأوضاع التي انجر عنها خروج سكان عدة أحياء متضررة بعاصمة الولاية إلى الشارع معبرين عن أسفهم لهذه الانقطاعات والتي تسجل في أوقات متعددة من اليوم والتي تتسبب غالبا في إلحاق أعطاب على الأجهزة الكهربائية، كالثلاجات والمكيفات الهوائية خاصة.
وقد ذكر السيد عبد الرحمن.ب في حديث لـ«الشعب” عن خلفية ما يشهده سكان هذه المناطق أن هذه الوضعية تؤثر على الساكنة لاسيما في العمارات التي تفتقر لمعايير تتناسب مع مثل هذه الظروف المناخية التي تميز المناطق الصحراوية، مشيرا إلى أن فاتورة الكهرباء في فصل الصيف تسجل ارتفاعا كبيرا ورغم المجهودات التي تسعى الدولة من خلالها إلى تخفيف عبء مصاريف الفاتورة التي تثقل كاهل المواطن في هذه المناطق إلا أنها تظل في مستويات تتجاوز معدلاتها 10 آلاف دينار.
هذا ويشتكي السكان من تذبذب التزود بالماء الصالح للشرب في بعض التجمعات السكانية بعاصمة الولاية على غرار القارة الشمالية، بني ثور، لاسيليس، سيدي عبد القادر، مخادمة وبغض النظر عن أن المشكل قد يكون مؤقتا في البعض منها كما أن المصالح المعنية تسعى إلى متابعة الأعطاب والعمل على تصليحها إلا أن هذا التذبذب يبقى يشكل هاجسا بالنسبة للسكان خاصة في هذه الفترة التي تسجل فيها المنطقة موجة حر شديدة ترتفع فيها نسبة استعمال المياه في غالب الأحيان.
 وبالمقابل تسعى مديرية توزيع الكهرباء والغاز بورقلة من خلال برامجها المسطرة إلى تعزيز وتجديد مختلف الشبكات الكهربائية والعمل على تحسين نوعية الخدمات المقدمة والاستجابة للطلب المتزايد على الكهرباء وتخفيض نسبة الانقطاعات الكهربائية خاصة خلال فصل الصيف، حيث أنجزت في إطار برامجها الاستثمارية المختلفة 270 محول كهربائي بغلاف مالي معتبر قدر بـ274 مليار سنتيم من أجل تعزيز وتجديد مختلف الشبكات الكهربائية ليصل التعداد الإجمالي للمحولات الكهربائية إلى 4821 محول كهربائي، موزعة عبر كافة أحياء وبلديات الولاية.
وفي سياق متصل ذكر بيان لذات الهيئة أن المصالح التقنية لمديرية توزيع الكهرباء والغاز بورقلة سجلت ارتفاعا محسوسا في حالات الاعتداء على شبكات الكهرباء والغاز عبر مختلف بلديات الولاية ورقلة والتي تعد من بين العوامل التي تؤثر على نوعية الخدمة المقدمة للزبون.
كما أكدت ذات المصالح أن عدد حالات الاعتداء على الشبكات من طرف الشركات المقاولاتية العمومية والخاصة منذ بداية السنة الجارية 2018 فاق 400 حالة تم رصدها في مختلف التجمعات السكانية.
ومن جهة أخرى كشفت ذات الجهة أنه تم إحصاء 600 حالة اعتداء من قبل المواطنين أثناء عمليات البناء والتشييد بالقرب من المنشآت الطاقوية خلال السداسي الأول من هذه السنة بالإضافة إلى التوسعات والإحاطات بالسياج مع عدم احترام المسافات الأمنية، فضلا عن اقتحام لغرف المحولات الكهربائية في العديد من الأحياء السكنية بالولاية على غرار منطقة حاسي مسعود، سكرة، الرويسات، سيدي خويلد، ورقلة وغيرها مما بات يشكل هاجسا حقيقيا أمام ممارسة الفرق لنشاطها بالميدان، كما انعكس سلبا على مردودية الشبكات واستثمارات المديرية كونها تخصص أغلفة مالية معتبرة لتدارك وإصلاح مختلف الأعطاب الناجمة عن تلك الإعتداءات والتي تمثل 50 في المائة من إجمالي الأعطاب التي تتعرض لها الشبكات الكهربائية والغازية بالولاية.
وتجدر الإشارة إلى أن الديوان الوطني للأرصاد الجوية كان قد أعلن في نشريات خاصة صدرت خلال الأسابيع الماضية عن استمرار موجة الحرارة على مستوى عدة ولايات على غرار، ورقلة، أدرار، تمنراست، الوادي حيث أن درجات الحرارة قد تتعدى 48 درجة بهذه المناطق وفي سياق متصل حذرت مصالح الصحة من التعرض المباشر والمستمر لأشعة الشمس الحارقة مؤكدة أن الحرارة المرتفعة تتطلب توخي الحذر من طرف الجميع لاسيما المسنين والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة كالربو والسكري والضغط الدموي الذين يشكلون الفئة الأكثر تضررا كما تتسبب هكذا ظروف جوية في إحداث مضاعفات قد تؤثر على وضعهم الصحي.