طباعة هذه الصفحة

تأمين ورشات التّرميم بالعاصمة

الإجراءات الوقائية غير كافية

جمال أوكيلي

ورشات ترميم العمارات بالعاصمة تثير مخاوف المارة الذين يتفادون السير أمام تلك الهياكل الجارية بها  الأشغال، تجنبا لسقوط بقايا الحجارة والأكثر من هذا القطع الحديدية على شكل قنوات صغيرة تركب على بعضها البعض، من الأسفل إلى الأعلى.
وقد نجا بعض الأشخاص بأعجوبة من تهاوي الحجارة على رؤوسهم، مثلما حدث لأحدهم بديدوش مراد، كما شهد ممر باب عزون سقوط قضبان على الأرض، لم يكن أحد في ذلك المكان خلال تلك اللحظة.
والحالات الأخرى لا تعد ولا تحصى سجلت على مستوى الأحياء المعنية بتغيير واجهتها وما بداخلها، وهذا بالرغم من الإجراءات الأمنية والوقائية المتخذة من قبل هؤلاء المقاولين، وهذا بوضع شباك أخضر يعترض أي تسرب لبقايا الأشغال.
ومثل تلك التدابير الملاحظة في هذه الورشات غير كافية بتاتا ولا تخضع للشروط التي تمليها حالات كهذه كون الأمر له صلة مباشرة بحركة الأشخاص عبر الأرصفة، الذين لا يثقون في ما يرون بعيونهم المجردة ويفضلون الانتقال إلى الطريق العمومي هروبا من الأخطار المحدقة بهم، كما أن الطريقة التي اتبعت في نصب شكل الهيكل الحديدي استولت على أجزاء كبيرة من الرصيف، يضاف إلى كل هذا توقف السيارات الذي يعرقل الحركة في هذا الحيز.
ونسجل هنا أن بعض الورشات طال عملها في بعض الشوارع الرئيسية إلى أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر، لا ندري لماذا؟ هناك من المقاولين من غادرها ثم عاد إليها ثانية في الوقت الذي ما تزال الكثير من الأحياء تنتظر دورها في الترميم داخليا وخارجيا خاصة بالجزائر الوسطى (بليلي، حريشاد، شايب، إقيريوان، ذبيح الشريف، بن زين، موزاوي).
ويدرك جيدا مسؤولو ولاية الجزائر وبلدية الجزائر الوسطى المناطق التي تحتاج فعلا التكفل بها سريعا وفورا دون إضاعة المزيد من الوقت جراء انهيار الشرفات على رؤوس الناس والسيارات، كان آخرها ما وقع  في حي حريشاد “ موقادور” سابقا.
لذلك، فإن الحرص كل الحرص يجب أن يتوجه إلى تأمين ورشات الترميم وهذا بدعمها بوسائل حماية العمال والمواطن في آن واحد، لإزالة كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالآخر، لأن العمل قبالة المارة يتطلب تقنية ومهنية عالية وكذلك عدم ترك الوسائل مرمية هنا وهناك أو تكديس الأتربة والحجارة في أكياس أمام العمارات تعرقل حركة السير بالنسبة للراجلين لأن مثل هذه الأعمال أي الجمع وغيره يتم ليلا وليس نهارا لإبعاد أي مخاطرعلى السكان.