طباعة هذه الصفحة

بلدية عين السخونة بسعيدة

خزان فلاحي إستراتيجي ومقصد سياحي بإمتياز

سعيدة: جلطي علي

يأمل مواطنو بلدية عين السخونة الواقعة على بعد 90 كلم من عاصمة الولاية سعيدة تحسين أكثر لظروفهم المعيشية خاصة توفير مناصب الشغل سواء تعلق الأمر بالفلاحة التي تعد قطاعا حساسا، أوالسياحة التي تحظى بالأولوية.

هذا ما جعل طموحات سكان البلدية تفوق الإمكانيات التي تتوفر عليها عين السخونة الهادئة والتي تبقى بها التنمية مرهونة بفتح الطريق الذي يربطها بالرقاصة بـ 55 كلم والنهوض بالواقع التنموي الذي أصبح مرهونا بهذا الطريق كونه يبقى بحاجة إلى تعبيدوهو ما يلح عليه غالبية سكان المنطقة، وبفتح هذا الطريق تصبح البلدية مركز عبور   واستراحة للمسافرين بها خاصة جهة البيض، النعامة، مشرية وطريق بشار، وبهذا تنشط البلدية في شتى المجالات، ورغم المكان الذي تقع فيه عين السخونة إلا أنه يعد مكانا  إستراتيجيا كفيلا بدفع المسار التنموي الذي من شأنه تحريك آليات التنمية بشكل قد يساعد على تحسين أكثر ظروف الحياة بالنسبة للسكان الذين يتطلعون من يوم لآخر للأفضل، وفي هذا السياق يجبرها الحديث عن الخصوصيات المناخية والتضاريس التي تطبع المنطقة  ، حيث تتوفر على أراض خصبة بدأت تشغل بصفة جدية منذ ظهور الدعم الفلاحي، ناهيك عن وجود المياه الجوفية والفجوات التي رد لها الاعتبار بعد الذي لحقها من ردم بفعل العوامل الطبيعية بمنطقة الضاية وأصبحت تستغل لسقي الأراضي الفلاحية على مساحة 1300 هكتار مخصصة للخضر والفواكه، كما توجد بالمنطقة جهة تسمى بمنطقة الزراغت وعلى بضعة كيلومترات وبمجرد حفر بضعة أمتار بها تجد الماء وعادة ما تستغل هذه الجهة في المواسم من طرف السكان في زراعة الحبوب وأنواعه والدلاع والبطيخ وغيرها، فإذا استغلت هذه الإمكانيات فإن المنطقة تصبح في المدى القريب قطبا فلاحيا هاما يغطي عجز البلدية في الخضر والفواكه وتصدر لجهات أخرى، فالبلدية يقطنها أكثر من 8000 نسمة معروفة بعيونها الساخنة المتدفقة يطبعها منظر خلاب زينته نباتات وأشجار الصنوبر على مساحات واسعة المحاذية للجهة الغربية من البلدية اشتهرت بحمامات معدنية تساعد على تداوي بعض الأمراض الجلدية وهذا لوجود مادة الكبريت في الماء لذا أصبح يقصده العديد من المرضى وغيرهم بشكل يومي على مدار السنة والمتوافدين من الولايات المجاورة النعامة، مشرية، تيارت، البيض، والمدن الأخرى الشلف، بسكرة، وهران والجزائر العاصمة وسيدي بلعباس وغيرهم من المدن الداخلية للوطن، هذه الحمامات تتوفر على مختلف الخدمات وظروف الراحة للوافدين من مقاهي ومساحة للعب الأطفال ومساحات خضراء ومرآب للسيارات وتعد أحواض الاستحمام الجانب الأهم كما تمتاز فنادق عين السخونة ذات طابع معماري مميز بأشكالها الهندسية، ويظهر بالمكان المسمى بـ»العين» العديد من الأسماك «تيلابيا» الموجودة بالحوض المائي الواسع وبكثرة فهذه الثروة قيل أنها تساعد في علاج الأمراض الجلدية الخارجية حسب ما وصفه لنا السيد بوشيخي عبد الحكيم نائب رئيس بلدية عين السخونة، فهذه الأسماك قليلة ونادرة الوجود حيث نجدها بكل من الصين والنيل وعين السخونة بالجزائر، وتمتاز أيضا المنطقة بطيور مهاجرة تصل إلى المنطقة بداية من شهر ديسمبر وتمكث هناك إلى غاية شهر مارس والعودة من حيث جاءت خاصة من أستراليا وإسبانيا وفرنسا، وقد عثر على بعضها وهي تحمل أسماء من المناطق المذكورة في لفافات صغيرة على أرجلها، كما تمتاز عين السخونة بنبات «حنة إيبل» و»القطفة» و»الشيح» وعن نبتة «حنة إيبل» فهي نبتة تعالج الأعصاب والشرايين ومعظم الأمراض، وعنها أضاف نفس المتحدث أن هذه النبتة نقلت إلى أستراليا من طرف خبراء وأصبحت منتشرة هناك في المزارع ويستعملوها كدواء في علاج المرضى، ويبقى مشكل بعض البنايات القصديرية ببلدية عين السخونة يشكل عقبة كبيرة فهناك عدة سكنات مهجورة فيما لا تزال فئات أسرية تسكن هذه البيوت وتفضلها كونها دافئة في فصل الشتاء وباردة صيفا، فشباب المنطقة يعتمد على التجارة الخاصة وهناك من يمتهن مهنة الرعي كما فضل البعض الآخر كراء المحميات ومعروف لدى معظم الموالين بتنقلاتهم داخل تراب البلدية وحتى خارجها، فلا وجود في منطقة عين السخونة لأي نشاط صناعي أو حر، فهذه البلدية وعلى لسان نائبها السيد بوشيخي عبد الحكيم تعتبر من البلديات المدعمة لمناطقها الست كمنطقة واد شطوان وبن هوار وفيف الرمل والزاوية والحامية وزراغت، كلها تتوفر على مياه الشرب والكهرباء كما تعتبر وسائل النقل لتلاميذ الأطوار الثلاث من الاهتمام البالغ الذي يوليه المجلس الشعبي البلدي لتلاميذ الأطوار الثلاث كافية وتتماشى مع المعطيات التي تتلاءم مع مشاورهم الدراسي والسهر على حمايتهم من كل الجوانب مع توفير المطاعم وإحضار الوجبات الغذائية اليومية الساخنة لكافة تلاميذ الأطوار الثلاث، وأضاف نفس المتحدث أن وضعية القطاع الصحي يعاني لعدم توفر بعض التجهيزات الطبية والخدمات ونقص في سيارات الإسعاف والقابلات مع طلب جلب وتوفير أطباء أخصائيين، وكثيرا ما وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على التنقل ليلا إلى مستشفى أحمد مدغري بسعيدة على بعد 90 كلم.