طباعة هذه الصفحة

سكان أحواش تسالة المرجة يطالبون المسؤولين المحليّين الالتزام بتعهّداتهم

البرنامج الخاص لإعادة البناء مجرّد وعود واهية

الجزائر: آسيا مني

لا يزال سكان الأحواش ببلدية تسالة المرجة ينتظرون التفاتة السلطات المحلية للوفاء بالعهد والالتزام بعد تسجيلهم ضمن برنامج خاص بإعادة بناء سكناتهم وفق تصميم عمراني جديد ينقذهم من حالة الفوضى التي يعيشون فيها منذ زمن، في ظل غياب أدنى شروط الحياة على مستوى أحيائهم التي أقل ما يمكن القول عنها أنها بلا روح.

  تذمّر واستياء شديدين وسط الكثير من سكان أحياء أحواش بلدية تسالة المرجة نتيجة للوضعية الكارثية التي يعشون فيها منذ عدة سنوات، حيث طال انتظارهم من أجل تتحرّك السّلطات المحلية لتسوية وضعيتهم، وإعادة تهيئة أحيائهم وفق الوعود التي تمّ إطلاقها في العديد من المناسبات خاصة الانتخابية منها.
 وفي هذا المقام، جدّد السّكان مطالبهم الرّامية إلى إعادة النّظر في ملفاتهم العالقة من أجل تسليمهم عقود الملكية حتى يتسنى لهم التصرف فيها وتهيئة منازلهم بطرقة تمنحهم الحق في العيش الكريم، خاصة وأنّ منازلهم تبقى غير مهيئة تثير اشمئزاز الكثيرين، وتزيد من معاناتهم اليومية باعتبار أنّها تعرف تصدّعات كبيرة تجعلها في خطر الانهيار وكذا تسرّب المياه.  
كما تعرف هذه الأحياء شبه انعدام للتهيئة، فطرقاتها في حالة كارثية يصعب على المركبات اجتيازها دون الحديث عن وضعيتها خلال الأيام الممطرة، حيث تتحول الى شبه مستنقعات مائية، ما يضطر السكان إلى وضع بعض الحجارة عليها لتسهيل سير الراجلين  عليها، وهو الأمر الذي يصعب من حركة المركبات أكثر.
 والحديث عن اهتراء الطرق يقودنا لا محالة للحديث عن حالة الأرصفة، التي تعرف حالة أقل ما يمكن وصفها بالكارثية، حيث لم تشهد التهيئة على مستواها عنوانا منذ عقود خلت، ناهيك عن مشكل الرمي العشوائي للنفايات في ظل غياب حاويات لأكياس القمامة، ما يجعلها تتناثر في الوسط بشكل مسيء جدا للبيئة، حيث باتت سببا في انتشار الحشرات والجرذان على حد تعبير البعض لنا دون الحديث عن الروائح الكارثية المنبعثة، وهذا ما زاد الطينة بلة.
ويشكّل نقص الإنارة العمومية أحد أكبر المشاكل التي تعرفها هذه الأحواش، التي يجد قاطنوها صعوبة في التحرك ليلا بسبب الظلام الدامس حيث يصعب عليهم تحديد طرقاتهم، دون الحديث عن التخوفات اليومية من حالة التعرض للاعتداء دون أن ننسى حالة الرعب التي يعيشها تلاميذ المدارس في كل يوم خاصة في فصل الشتاء حيث تكون الفترة الصباحية مظلمة.
 وشكّل غياب المرافق على مستوى هذه الأحواش من بين أهم العراقيل الكبيرة التي تواجه السكان على غرار مستوصف، سوق جواري، ملعب جواري لفائدة أطفال الحي الذين يمارسون لعبة كرة القدم على مستوى الطريق، ما يجعل حياتهم في خطر كبير، وضعية مأساوية جعلتهم يرون أنفسهم وكأنّهم مواطنين منبوذين.
ويبقى حال أحياء الأحواش ببلدية تسالة المرجة جزءا من معاناة كبيرة لسكان البلدية التي ما تزال تعرف في عصرنا هذا غياب التهيئة الحضارية، حيث تبدو للزائر وكأنّه في منطقة ريفية في ظل غياب مشاريع تنموية، فجل طرقاتها الرئيسية منها والثانوية تعرف حالة كارثية لم تمسها عملية التزفيت من زمن، دون الحديث عن نقص الحركة التجارية ومختلف المرافق الثقافية الرياضية والترفيهية.