طباعة هذه الصفحة

تنامي مكشوف للمخاطر بولاية بومرداس

دجــــاج غـــــــير مـــــراقـــــب بـــيـــطـــريـــا في مـــطـــاعــــم الـــشّـــواء الـــعـــشــــوائـــيــــــــة

بومرداس: ز ــ كمال

ازدادت في السنوات الأخيرة مخاطر التسممات الغذائية خلال فصل الصيف الناجمة عن تناول الوجبات الفاسدة في المحلات التي تقدم أكلات خفيفة وسريعة، وهي معروفة ومنتشرة أكثر في محطات المسافرين، الأسواق والشواطئ، إضافة إلى الأعراس ومختلف المناسبات العائلية التي تعيشها الأسر الجزائرية من باب العادات والتقاليد، مع تنامي مطاعم شواء الدجاج على الجمر ليلا ببومرداس تنشط في غياب جميع السلطات، وهو ما يتطلب إجراءات احترازية وردعية من قبل الجهات المختصة، وتكثيف الرقابة على مثل هذه الأنشطة التي قد تهدد حياة المواطنين.


ولاية بومرداس التي تعتبر من أكبر الوجهات السياحية الوطنية، بدأت منذ بداية شهر جوان تستقبل عشرات المصطافين القادمين من مختلف الولايات خاصة منها المجاورة كالبويرة، تيزي وزو، العاصمة وحتى برج بوعريريج والمسيلة بفضل خدمات الطريق السيار التي فتحت هذه الآفاق أمام المواطنين من اجل التنقل وتقريب المسافات، وبالتالي بدأت معها بعض الأنشطة التجارية الموسمية تزداد انتشارا عبر 47 شاطئا مسموحا للسباحة هذه السنة كمحلات الفاست فود والمقاهي، حيث يلجأ في الغالب شباب إلى نصب نقاط بيع الوجبات السريعة أحيانا في بنايات جاهزة وأخرى في مركبات متنقلة والقليل منها من يستجيب للمعايير، في حين تبقى شروط النظافة مرتبطة بضمير التاجر اذا بقيا منه شيئا في ظل نقص التغطية من حيث الرقابة والمتابعة.
وككل سنة تطلق مديرية التجارة لبومرداس حملة تحسيسية للوقاية من التسممات الغذائية توسعت هذه السنة، لتشمل انشغالات أخرى تتعلق بمحاربة ظاهرة التبذير التي تطال المواد الغذائية ومنها مادة الخبز بالخصوص، لكن التساؤل المطروح هل مثل هذه الحملات التي لا تعرف زخما سوى عند مرحلة الانطلاق والاختتام كفيلة بإيصال هذه الرسالة للمستهلك وقادرة على التأثير وتغيير سلوك الاستهلاك نحو الأفضل إذا لم تتبعها إجراءات قانونية ردعية لمعاقبة المخالفين، ومحاربة كل الأنشطة الثانوية الموازية التي تظهر صيفا منها الباعة المتنقلين على الشواطئ وتنامي مطاعم شواء الدجاج على الجمر في كل أحياء بلديات بومرداس، كلها تنشط ليلا نتيجة غياب سجل تجاري وضمان عدم مرور مراقبي مديرية التجارة والبيطري وكذا السلطات المعنية بمحاربة هذه الأنشطة غير القانونية التي تهدد صحة المواطن؟
إلى جانب هذه الأنشطة الموسمية، لا تزال ظاهرة التحايل من قبل التجار وعدم احترام سلسلة التبريد خاصة بالنسبة للمواد الغذائية سريعة التلف التي تشكل أيضا أكبر تهديد لحياة المواطن كمشتقات الحليب، المثلجات وغيرها، حيث يلجأ الكثير من التجار حسب تسريبات أعوان الرقابة إلى وقف التيار الكهربائي على أجهزة التبريد ليلا لتقليل عملية استهلاك الكهرباء في سلوك لا يمكن مراقبته أو متابعته، وبالتالي يبقى الضمير المهني وحده هو الكفيل بمحاربة مثل هذه السلوكات لتجنب مخاطر التسممات الناجمة عن تناول أكلات فاسدة، أحيانا حتى بعد انتهاء صلاحية الاستهلاك.
الظاهرة نفسها يمارسها أصحاب شاحنات التبريد التي تقوم بتوزيع مثل هذه المواد على المحلات مثلما تحدث عنه لـ «الشعب» بعض التجار، الذين سألناهم إليهم عن أسباب الظاهرة التي تبقى حسب رأيهم متداخلة بين عدة أطراف، لكن المسؤولية الأكبر تقع على التاجر نفسه المطالب بحماية حياة المستهلكين وعدم تعريضها للخطر.