يشهد فصل الصيف من كل سنة تسمّمات غذائية تؤدي إلى أمراض خطيرة، وغالباً ما يكون السبب الرئيس فيها تناول الأطعمة الفاسدة أو غير المحفوظة بطرق سليمة، حيث إنّ ارتفاع درجات الحرارة يزيد من سرعة تكاثر الجراثيم والبكتيريا في الأطعمة؛ وبالتالي يسبب تناول الطعام الفاسد التسمم الغذائي.
وهناك عدة أنواع للإصابة، ومن أهمها التّحسّس عند تناول طعام معيّن الذي يؤدّي لظهور بعض الأعراض الخفيفة المشابهة لأعراض التسمم، ومنه الكيماوي والبكتيري، وحسب بعض الأخصائيّين فإنّ الجراثيم المسبّبة كثيرة، ومعظمها الموجود في الأطعمة المعلبة والأغذية المحفوظة الفاسدة.
وللحد من الظّاهرة، تسعى العديد من الجمعيات وممثلي المجتمع المدني لعمليات التحسيس، وإعلام المواطنين بعدم استهلاك المواد المعلبة والمعروضة بالهواء الطلق لما لها من أخطار صحية.
للحديث عن أسباب التسمم والحد منها، سألنا السيد، يعقوب محمد، الامين الولائي للمنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك مكتب تيارت، عن التدابير المتخذة في هذا الشأن، حيث قامت المنظمة بحملات تحسيسية وتوعوية عبر الفضاءات التجارية، ومن خلال زيارة المواطنين لمكتبها الولائي تنصحهم بعدم تناول المأكولات والمشروبات التي لا تتوفر على شروط النظافة والتخزين، كما حذّرت من التهافت على شراء اللحوم المذبوحة عشوائيا والمعروضة عبر الاسواق الاسبوعية وعلى قارعة الطريق، ولا سيما على حافة الطرقات الولائية والوطنية.
السيد يعقوبي أضاف أنّ المكتب الولائي قام بعملية تحسيسية تجاه التجار وأصحاب المحلات، تنصح من خلالها عدم عرض المشروبات الغازية والمعدينة والمواد الغذائية لاشعة الشمس، وقامت المنظمة بإخطار أصحاب محلات بيع الحليب ومشتقاته بخطورة الغش في تحضير الالبان كما جرى بحي سوناتيبا بتيارت، وينتظر حسب السيد يعقوبي دعوة مديرية التجارة للمشاركة في عملية تحسيسية مشتركة لمزيد من توعية المواطنين.
ومن التدابير التي دعت اليها منظمة الدفاع عن المستهلك بتيارت: وجوب ارتداء عمال المطاعم ومصانع التعليب والمحلات للقفازات، كما يجب إجراء فحوصات دورية لكافة العمال ومنع المصابين من العمل - الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأطباق والأواني - اتباع العادات وتجنب حفظ الأطعمة وتناولها مرة أخرى - تجنب السعال والعطس - منع المصابين بالدمامل أو بالخدوش والجروح من تحضير الطعام - غسل الخضار والفواكه بالماء جيداً وخاصة الخضار التي يتم تناولها نيئة كالبقدونس، النعناع، الخس والخيار - غسل اليدين جيداً بالماء والصابون عند تحضير الطعام وقبل وبعد تناول الطعام وبعد ملامسة الطعام الفاسد وبعد تنظيف اللحوم والدجاج - طهي الطعام جيداً وخاصة اللحوم، وذلك لقتل الجراثيم التي تسبب التسمم، كما يجب غلي الحليب جيداً قبل شربه - تجنّب ترك الأطعمة مكشوفة، وتغليفها بإحكام وحفظها في أماكن آمنة - تخزين المبيدات الحشرية بعيداً عن الأطعمة - تجنّب حفظ الأطعمة بأواني معدنية كالألومنيوم لمنع تفاعلها مع الطعام، واستبدالها بالأوعية الزجاجية - تجنّب استخدام أدوات تقطيع اللحوم والدجاج لتقطيع الأطعمة الأخرى، وغسل الأدوات جيداً وتعقيمها - وضع اللحوم والدجاج في أسفل الثلاجة حتى تذوب وبعد ذلك طبخها - استعمال الماء النظيف وإن كان مصدره مجهولا فيجب غليه جيداً لقتل الجراثيم - الامتناع عن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين، حيث تتعرض لدرجة حرارة عالية كما تتعرض للتلوث والغبار - الحذر عند شراء المنتجات والأطعمة والانتباه لمدة صلاحيتها وخلوها من الثقوب والانتفاخ والصدأ، حيث تسبّب ضرراً خطيراً كونها فاسدة.
اما مديرية التجارة لولاية تيارت، فقد قامت بإجراءات من شأنها التخفيف من حدة التسممات الغذائية كالمراقبة اليومية للمحال التجارية، وتغريم المتحايلين على القانون كالبيع غير المرخص لها وتنظيم الأسواق، فقد تم تفكيك 6 أسواق غير شرعية من أصل 7 تم إحصاؤها كان ينشط بها 425 تاجرا، حيث تم ادماج 210 منهم، وتبقى الأسواق المعتمدة تحت المراقبة، حيث تم إحصاء سوقين للجملة بالنسبة للخضر والفواكه والمنتوجات الاخرى، و13 سوقا يومية و18 سوقا اسبوعية و7 أسواق جوارية و27 مساحات صغرى و3 مذابح و38 مسلخا.
ويبقى المواطن أو بالاحرى المستهلك هو حامي نفسه من التسممات الغذائية، ومحاربتها عن طريق الوقاية والحذر وعدم تناول أغذية غير صالحة ومشبوهة ولا سيما المطاعم غير النظيفة، والمنتشرة عبر الطرقات للمسافات البعيدة، كما يحث الاطباء على تناول كمية معتبرة من المياه النظيفة والمعقّمة عن طريق الغلي، وتلقين ثقافة الوقاية للأبناء ولا سيما الأطفال، وصدق من قال «الوقاية خير من العلاج».