طباعة هذه الصفحة

الحنفيات لا تزال شحيحة بتيبازة

معاناة قاسية لسكان النّاحية الشّرقية

تيبازة: علي ملزي

بالرغم من تسارع وتيرة التنمية بقطاع الموارد المائية بتيبازة على مدار السنوات القليلة الفارطة، إلا أنّ العديد من المناطق بها لا تزال تئنّ من وطة العطش وشح الحنفيات التي أضحت لا تلبي الحاجة المطلوبة لأسباب متفرقة ومتعدّدة.

لعلّ آخر المفاجآت التي نزلت كالصاعقة على سكان الناحية الشرقية لتيبازة برمجة عملية صيانة دورية لمحطة تحلية مياه البحر بفوكة وفي عزّ أيام الحر، بحيث تمّ الاعلان عن تذبذب في توزيع المياه لمدّة يومين، إلا أنّ ذلك امتدّ على مدار أسبوع كامل بمختلف البلديات الشرقية، كما أنّ عاصمة الولاية لم تنج هي الأخرى من ظاهرة انقطاع المياه بالنظر الى بقاء حي واد مرزوق الشعبي بها بدون ماء على امتداد ثلاثة أيام متتالية دون أيّ تفسير أو توضيح من الجهة المعنية بالتوزيع، وهو الحال بالنسبة للمركز الجامعي المجاور والاقامة الجامعية للذكور والاناث، ممّا يوحي بأنّ توزيع الماء الشروب هذه السنة  غير ثابت، خاصة وأنّ الناحية الشرقية التي يتم تزويدها انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بفوكة بدون انقطاع على مدار عدّة سنوات خلت، تتعرّض عملية التوزيع بها هذه السنة لتذبذب غير مسبوق من خلال تسجيل العديد من عمليات انقطاع المياه عن الحنفيات بدون سابق إنذار مما أفرز تشنجا للمستهلكين الذين لم يستسيغوا ظاهرة عزوف الماء عن الحنفيات على مقربة من محطة التحلية.
وبعيدا عن الناحية الشرقية، تشهد المنطقة الغربية للولاية هي الأخرى معاناة متواصلة مع الماء الشروب على مدار موسم الحر و الصيف، بحيث يضطرّ معظم سكان بلدية الأرهاط مثلا الى شراء المياه المعدنية لغرض الشرب بدلا من ماء الحنفية الذي بزور حنفياتهم دوريا مشبعا بمادة جافيل حسب ما أشار اليه بعضهم، إضافة الى تغيّر مذاقه الى حالة لا تطاق بفعل زيادة نسبة الملوحة في فصل الصيف بالقرب من الساحل وتزايد كمية النترات المتسربة للمياه الجوفية، وهو الحال بالنسبة لبلدية الداموس بأقصى غرب الولاية، والتي كشفت تحاليل المياه بها عن ارتفاع مقلق لمادة النترات المترية من الأراضي الفلاحية المجاورة، مع الاشارة الى أنّ معظم الساكنة بالداموس يشتغلون بقطاع الفلاحة. وما يلفت الانتباه والاستياء في آن واحد بهذه البلدية بقاء خزان المياه الرئيسي بها محاطا بديكور أسود من النفايات المختلفة، والتي يمكنها أن تتسرّب الى الخزان بفعل عوامل مختلفة دون أن تتدخّل الجهة المعنية لتصريفها، وإراحة مستهلكي الماء من المشاكل الصحية المحتملة، ليتأكّد بذلك عدم مسايرة القائمين على شؤون المياه للتطورات الحاصلة محليا وإقليميا باعتبارها لم تعد قادرة على ضمان استفادة جميع المستهلكين من الماء في ظروف مريحة ومطمئنة، وتبقى أزمة المياه قائمة أيضا ببلديات قوراية وأغبال وسيدي سميان ومناصر وغيرها بالنظر الى ضعف المصادر المائية من جهة وطول شبكة التوزيع من جهة أخرى، بحيث تجد الجهة المعنية صعوبات جمّة لضمان عمليات الصيانة، والتأكّد من فعالية برنامج التوزيع من جهة أخرى.
تجدر الاشارة إلى أنّ مصالح الري بالولاية كانت قد أعدّت برنامجا عمليا يرتبط بعديد الاستثمارات في القطاع منذ عقد من الزمن، مفاده بلوغ مرحلة تأمين الولاية بالمياه في حدود سنة 2016 عقب استغلال سد كاف الدير بالناحية الغربية، وربط شبكته بشبكة محطة تحلية مياه البحر بفوكة ليتم بذلك التدخّل المستعجل لضخ المياه لأيّ ناحية تشهد نقصا في هذه المادة لسبب أو لآخر، إلا أنّ مشروع انجاز كاف الدير تأخر كثيرا عن موعده و لا تزال المشاريع المكملة له، والمتعلقة بنصب شبكة التوزيع حبرا على ورق، ولم يتم تجسيدها على أرض الواقع ممّا أثّر سلبا على كمية المياه المنتجة لغرض الاستغلال لاسيما بالجهة الغربية، ولم تجد الكمية المضافة بالناحية الشرقية نفعا مادامت شبكة المياه لم تربط ببعضها بخلفية تأمينها وامكانية ضخ المياه في كل الاتجاهات، وتبقى اشكالية شح الحنفيات وصومها عن تقديم المياه قائمة إلى إشعار آخر.