طباعة هذه الصفحة

بلديات البليدة بدون فضاءات للتّسلية والتّرفيه

غرباء يطلبون من العائلات والشباب دفع حقوق استغلال المساحات المجانية

البليدة: لينة ياسمين

 تحلم العائلات البليدية أن يهتم المسؤولون المحليون بجانب الترفيه، وإنجاز ملاعب جوارية وفضاءات للشباب بالأحياء الشعبية على مستوى بلديات الولاية 25 حتى يقضوا راحة نهاية الاسبوع والعطل المدرسية بتلك المرافق، بدل البحث عن اخرى بالولايات المجاورة، أو اللعب في محيط سكناتهم غير المهيأة ووسط الاوساخ والاتربة، ملتمسين العناية من منتخبيهم والاهتمام بطلبهم، خصوصا أن هناك أحياء تفتقر حتى لملعب ترابي، وهو الانشغال الذي أصبح محل اهتمام الناس.
تنبّه العائلات في البليدة وعشّاق ممارسة الانشطة الرياضية والهوّاة، من أقصى البلدية غربا إلى أدناها شرقا، في متاهة غير منتهية بحثا عن فضاء للتنفيس بعد أسبوع من العمل والدراسة، يتسلون فيه ويمارسون ألعابهم، فبلديات الولاية 25 وتنعدم بها بشكل شبه تام وعام، وهو ما يجعل المحظوظين من الأولياء في خيار السفر نحو العاصمة الجزائر أو إلى تيبازة أين توجد حظائر التسلية والملاعب، والمشهورة بـ «الماتيكو» تنتشر تقريبا في كل زاوية وحي نائي على عكس بلدياتهم، أو التنقل إلى المدية بإقليم الحمدانية أو إلى محيط بعض محطات البنزين، مثل ما هو عليه الحال على مستوى محطة «تمزقيدة» القريبة من إقليم دائرتي العفرون وموزاية أو بالشفة بمحيط القلعة المعروفة، وأولاد يعيش عند البلدية الجديدة، وبني مراد عند محيط مقر الحماية المدنية، والصومعة بجوار حي «عدل» أين يستأجر فيها الخواص مساحات تابعة لتلك البلديات في الغالب، ويركبون فوقها ألعابهم الاصطناعية لفترة من الزمن ثم يغادرون.
هذا هو حال البليدة صيفا وشتاءً، ودون هذا المتنفس فلن يجد المواطن أي فضاء قائم على مواصفات حظائر التسلية واللعب  حتى بمحيط التّجمّعات السكانية الجديدة.

 بين التّجارة والاحتكار...

يعيب رياضيون من شباب الأحياء استغلال ما وُجد من ملاعب جوارية تعرف بـ «الماتيكو «، من قبل أطراف يجبرونهم لإجراء مقابلة رياضة ترفيهية، دفع مستحقات مادية مالية (بعض المحتكرين يطالبون بـ 500 دينار وآخرون لا يتنازولون عن 4 الاف دينار للمقابلة الواحدة)، وإلا فلا فرصة لهم ولا حظ لهم في أن تطأ أرجلهم أرضيات تلك الملاعب، وهو ما ولّد احتقانا بين الشباب، وصل أحيانا إلى درجة الاحتجاج، مثل ما حصل في بوعرفة وقلب مدينة البليدة، خاصة أن معظم هؤلاء الشباب عاطلون عن العمل أو طلبة جامعيون، أو أطفال من تلك الاحياء الشعبية، لا مورد ولا مدخول لهم. والمثير أن مسؤولين أكدوا منع احتكار مثل هذه الفضاءات والملاعب الجوارية، ويمنع دفع دينار واحد لمنتحلي صفة مسيري تلك المساحات، لأنها أنجزت لممارسة أنشطة رياضية بالمجان، ولفائدة جميع الشباب دون تمييز أو تفضيل، كما أن بعض الاولياء اصبحوا ينزعجون من فعل الاحتكار والتسيير غير المقنن، وتنظيم مقابلات في أوقات غير محترمة والتي تتأخر احيانا الى الساعة 2 صباحا، ناهيك عن الازعاج من استعمال اضواء كاشفة قريبة من نوافذ السكان، ممّا يؤدّي إلى تصادمات ومناوشات متكرّرة، ودعا هؤلاء الى رفع دعاوى من أجل تنظيم وفرض رقابة على من يريدون تسيير تلك الملاعب والفضاءات الجوارية، وضبط أوقات ممارسة النساط الرياضي، خصوصا وأن فيه مرضى، عجزة، أطفال رضع وأولياء متعبون من عمل النهار، يريدون بعض الراحة والهدوء.