طباعة هذه الصفحة

المدارس الإبتدائية الحلقة الأضعف في قطاع التربية بسيدي بلعباس

التشققات، خطر “الأميانت” وتوصيلات الغاز غير المطابقة تهدّد التلاميذ

سيدي بلعباس: غ. شعدو

تعاني المؤسسات التعليمية في الطور الإبتدائي من نقائص جمّة جعلت منها الحلقة الأضعف في قطاع التعليم بولاية سيدي بلعباس من حيث الجاهزية والتكفل الأمثل بالمتمدرسين، فعلى الرغم من أهميتها في تكوين القاعدة الأساسية لتعلم الناشئة، إلا أنها تشكو من عديد الإختلالات التي تتطلّب إعادة هيكلة شاملة لتحقيق المدرسة النوعية.
وقفت الشعب على عينة من مدارس الولاية التي تعاني من إختلالات ومشاكل تعيق عملية التحصيل العلمي لمتمدرسين ومنها مدرسة شعيب داود بسيدي بلعباس التي إشتكى أولياء التلاميذ بها من الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه المدرسة بسبب التصدعات والتشققات التي طالت معظم جدرانها وأسقفها، ما جعلها غير صالحة للدراسة، وحسب الأولياء فإن المؤسسة تمّ تشييدها منذ حوالي 25 سنة على أرضية غير صالحة للبناء الأمر الذي سرّع في ظهور التشققات والتصدعات التي تظهر للعيان، مؤكدين أن حياة أبنائهم أصبحت في خطر داخل أقسام مهدّدة بالإنهيار، وأضاف الأولياء أن إدارة المؤسسة لجأت إلى غلق 3 أقسام بسبب إهترائها الكلي فيما يزاول التلاميذ دراستهم داخل حجرات متصدعة، تشهد في كل مرة إنهيارات جزئية ناهيك عن تسربات الأمطار التي تعيق عملية التدريس. الأمر الذي دفع بالأولياء إلى الإحتجاج والمطالبة بالتدخل السريع لحل المشكل، ومن جهتها أوفدت الجهات المعنية لجنة خاصة قامت بزيارة المدرسة، حيث تمّ إقتراح حلول مؤقتة تتمثل في تحويل تلاميذ المدرسة إلى مدرسة محمودي محمد المجاورة أو مدرسة محمد عبده، في إنتظار إجراء الخبرة التقنية للمدرسة والنظر في وضعيتها.
وبقرية مرسط التابعة لبلدية مزاورز جنوب سيدي بلعباس يطالب أولياء التلاميذ بإسترجاع المدرسة الإبتدائية المهملة والتي حوّلت إلى زريبة لتربية المواشي في تعدي صارخ على مرفق تربوي عمومي، وهو ما اعتبره سكان القرية بالتصرف غير القانوني مطالبين بتدخل الجهات الوصية من أجل إعادة الإعتبار للمدرسة الوحيدة بالقرية المغلقة منذ سنوات التسعينيات، خاصة وأن القرية تشهد تزايدا في عدد التلاميذ الذين يضطرون لقطع مسافة 6 كلم يومياً من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة بأحد القرى التابعة لبلدية عين تندمين. وقد أكد الأولياء أن معاناة أبنائهم تشتد خلال الفصل البارد بالنظر إلى الوضعية المناخية الصعبة التي تميز المنطقة والنقص المسجل في وسائل النقل باعتبار أن الحافلة المخصصة لنقل التلاميذ تتسع لـ18 مقعد فقط مقابل حوالي 40 تلميذا من أبناء القرية. وحيال هذا الوضع يجدد الأولياء مطلبهم القاضي باسترجاع المدرسة وإعادتها لوظيفتها الحقيقية من خلال ترميمها، تجهيزها وإعادة فتحتها لصالح أبناء القرية من أجل ضمان تمدرس جيد لهم.
أما ببلدية تلاغ فيطالب أولياء تلاميذ مؤسسة بلغالم مخفي بضرورة التدخل العاجل لحل بعض المشاكل المطروحة بهذه المؤسسة ومنها اهتراء الأقسام وخطر تأثير مادة الأميونت على صحة وسلامة المتمدرسين البالغ عددهم 160 تلميذا، حيث كشفت جمعية أولياء التلاميذ أن المؤسسة تجاوزت عمرها الإفتراضي، فأقسامها الجاهزة لم تعد صالحة للإستعمال وهي الأقسام التي تمّ إستغلالها منذ سنوات الثمانينات.
وفي سياق ذي صلة، أصدرت مصالح دائرة سيدي بلعباس مؤخرا قرارا يقضي بتوقيف تشغيل الغاز الطبيعي بحوالي 20 مدرسة إبتدائية تقع بإقليم مدينة سيدي بلعباس بعد وقوف لجنة مختصة على تجاوزات في عملية توصيل هذه المادة الطاقوية، فضلا عن قدم الشبكة وعدم مطابقتها لمعايير السلامة، وقد جاء القرار كإجراء وقائي تفاديا لوقوع أي أخطار تضر بصحة المتمدرسين خاصة وأن الشبكات بالمدارس المذكورة أنجزت باستعمال الأنانيب البلاستيكية عوض النحاسية ما يخالف المعايير التقنية المعمول بها، هذا وتزامن القرار بتعليمات مستعجلة لتدارك الوضع من خلال إعادة تركيب شبكات جديدة مطابقة في أقرب الآجال الممكنة مخافة ترك التلاميذ دون تدفئة مع حلول فصل الشتاء، على أن تتواصل عملية تفقد شبكات توصيل الغاز لتشمل باقي مدارس الولاية.
ومن جهتها كشفت مصالح بلدية سيدي بلعباس عن الشروع في تهيئة 82 مدرسة إبتدائية عبر 41 بلدية ضمن برنامج صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لسنة 2019، كما تمّت إعادة ترميم وفتح إبتدائية قرية النواورة التابعة لبلدية حاسي دحو بعد سنوات طويلة من الغلق، بالإضافة إلى إستيلام 6 مدارس جديدة تعزز بها القطاع ليصبح عدد المدارس الإبتدائية بالولاية 298، هذا وتمّ أيضا إستيلام 98 قسم توسعة.