الشلف و عين الدفلى

اصحاب الدخل الضعيف يكتفون بالنظر والتجول

الشلف / عين الدفلى: و. ي. أعرايبي

تعيش أسواق الشلف وعين الدفلى قبل عيد الأضحى المبارك أيام على وقع غلاء فاحش في سوق الماشية حيث وصل سعر الكباش الى حدود قياسية أضرم نار أسعارها الوسطاء وتجار الماشية ومربو الأغنام، مما جعل المواطنين خاصة أصحاب الدخل الضعيف الذين اكتفوا بالنظر والتجول وسط هذه الأسعار الجنونية التي فاقت كل التوقعات رغم طمأنة وزير الفلاحة رشيد بلعيسى  بتراجع الأسعار، وهي المؤشرات التي لاتوحي بذلك مع اقتراب عيد الاضحى المبارك الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، وفي هذا الصدد تضاربت آراء المتدخلين في سوق الماشية بالمنطقتين حسب التصريحات التي سجلتها “الشعب” في9 أسواق بالولايتين.استطلعت »الشعب« هذه المفارقات التي تميز الأسواق هذه الأيام  حيث يظهر مدى الإختلالات العميقة التي تتحكم في الأسعار الجنونية وسط مضاربات واتهامات متبادلة بين الفلاحين من مربي الأغنام والموالين والتجار المتنقلين والمحليين منهم حسب تصريحات هؤلاء داخل الأسواق التي عايناها خلال الأسبوع الفارط واليومين الأخيرن من معاملات البيع والشراء التي اشتدت ضراوة حسب عمي الحاج الجيلالي وقويدر وعمر من أولاد فارس وبوقاديربالشلف وواد الشرفة بعين الدفلى .
  التجار يستغلون
رغبة المواطنين

أجمع كل من تحدثوا إلينا على أن تجار الماشية يستغلون الفرص السانحة لفرض منطقهم في عمليات البيع والشراء التي لاتخضع الى منطق المراقبة حتى وإن وجد بأسواقنا ، ولعل تمادي هؤلاء في فرض أسعارهم  الخيالية والبعيدة  عن كل الإعتبارات الأخلاقية والتي ترجع في الأساس حسب الحاج قاسم وبوزيان وفرحي وبن يوسف الخميسي المعروف في سوق خميس مليانة الذي ورث هذه المهنة عن أبيه الذي كان يصحبه الى أسواق عين الدفلى والمدية حسب ما رواه لنا الى تأكد التجار من أن أرباب العائلات خاصة بسهل الشلف الذي يضم 71 بلدية بالولايتين يحرصون على القيام بتوفير كبش العيد مهما كلفهم ذلك، شعورا منهم بإحياء الشعيرة الدينية  تنفيذا للذبح العظيم الذي امتحن فيه سيدنا إبراهيم الخليل تنفيذا لرؤيةابنه اسماعيل وهو يذبحه. هذا الإحساس في القرب الى الله وهو الحافز الأكبر في عملية شراء هذه الأضحية التي تفتخر به العائلات الجزائرية  على وجه العموم يقول هؤلاء .
ومن جانب آخر، فإن الإقبال على إقتناء الأضحية له  حوافز إجتماعية عائلية تدفع الأولياء  الى إقتحام الاسواق والرضوخ الى تقلباتها مهما كلفهم ذلك من مبالغ مالية لم تكن في الحسبان، إذا ماقورنت بالأيام السابقة يشير محدثنا يوسف الخميسي. فرغبة الأطفال وإلحاحهم في رؤية »الكبش عروس هذه الايام« داخل منزلهم وهو يطلق صيحات وكذا مصاحبة الذابح سواء أكان رب العائلة أو مهني تعني بالنسبة لهؤلاء الشيء الكثير الذي لايمكن تقديره بثمن، زيادة الى أشغال الاسرة في صبيحة ذلك اليوم، أين تتوزع الأعمال المنزلية خاصة لدى البنات .
هذه المشاركة لاتقدر بثمن،  وهو الأمر الذي يجعل الأولياء لايفوتون فرصة رؤية هذا الجو العائلي، وهي الحوافز الكبرى التي يتقن معرفتها هؤلاء الباعة عندما يفرضون منطقهم .
  دخول المتسوقين وأصحاب الفضول هذه الأيام، الفضاءات المخصصة لبيع الأغنام أو الأماكن الإستثنائية التي يختارها الباعة بالرغم من خطورتها أحيانا، أين يكثر التهافت على نوع من الكباش المعروفة »بالكبش الصرندي أو بولقرون« الذي يتراوح بين 55 و60 ألف دينار جزائري .
أما عن سر التهافت والنزوع الى هذا الإختيار دون غيره حسب عمر الجلفي الذي يتردد على سوق واد الشرفة  بشرق ولاية عين الدفلى هو منظره من حيث بنيته وجمالها، أين يكون شكله طولي مع الإرتفاع في مؤخرته وقصر ذليه وامتداد عنقه بشكل مائل يقترب من الخط العمودي، فيما يتوزع لونه بين البني والأبيض المائل للإحمرار الداكن يزينه قرنان قصيران وهو الوصف الذي وقفنا عليه بذات السوق الذي لم يعد يتسع للأعداد الهائلة من الرؤوس .أما فيما يتعلق بذي القرنين، وهي سلالة ليس بالعدد الذي يضاهي الكبش الصرندي حسب العارفين بسوق الماشية بالأسواق الجزائرية منها الفضاءات المتواجدة بالشلف وعين الدفلى، فكلما كانت القرون طويلة كان السعر أرفع يشير الحاج محمد والحاج رشيد وهما على التوالي فلاحين معروفين بجليدة جنوب ولاية عين الدفلى. ولعل السبب في إقتناء هذا النوع من الكباش   تلبية لرغبة الأطفال في التباهي خاصة أثناء مسكه.
لكن فإن تسويق هذا النوع من الكباش يوجد هذه الأيام بكل من العبادية وجليدة وواد الشرفة وخميس مليانة والعطاف بعين الدفلى وكذا ببوقادير وعين مران والكريمية والزبوجة وأولاد بن عبد القادر وواد الفضة بدرجة أقل بولاية الشلف.
أما الأصناف الأخرى، فيراوح سعرها بين 30و43ألف دينار جزائري والقيمة المالية التي نسجل بها  أكبر نسبة من حيث الإقبال عليها، بالرغم أنها تفوق أجرة الكثير من أرباب العائلات، لكن اللجوء للإدخار والسلفة هي المخرج الوحيد للحصول على كبش العيد حيث يلجأ الصنف الثالث الى »الخرفان« والتي ليست عى العموم كباش بالحجم المتعارف عليه عند العائلات والباعة على حد سواء، لكن بالرغم من ذلك أسعارها لاتقل عن 25 ألف دينار جزائري حسب ما سجلناه بالأسواق التي عايناها.
ومن جانب آخر، فقد أكد لنا الكثير ممن ظلوا  يترددون خلال الأسابيع الماضية الى غاية يوم الجمعة على الأسواق أن مداخيلهم لاتساعدهم على إقتناء الأضحية في ظل هذه الأجواء الملتهبة.
 الأسعار الملتهبة تغذي التهم المتبادلة والتبريرات   

الولوج الى عالم أسواق الماشية هذه الأيام بالمنطقتين، يطرح تساؤلات لدى المتسوقين والباعة على حد سواء، في الخطابات الرسمية التي يسوقها من حين الى آخر وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى عن سياسة الدعم التي تقدمها الدولى لإنعاش هذا القطاع الذي لايمكن نكران النتائج التي حققها رغم ضبابية الإستفادة وطرق مراقبة المستفيدين وطبيعتهم في كثير من الحالات التي خرجت عن الإستثمار في هذا الجانب.
فالباعة يطنب آذان الشاري بجملة من التبريرات لمسألة الغلاء من حيث إرتفاع سعر العلف و مواد التغذية الحيوانية والتكاليف الباهضة التي يتحملها هؤلاء المربين - على حد تصريحاتهم وقسمهم بأغلظ اليمين- وهم عادة تجار الماشية وهذا لإيهام الشاري بالسعر الذي يقترحه في الكبش الواحد. ومن جهة أخرى، يبرر هؤلاء قضية نقل هذه الكباش من الهضاب العليا ومناطق الصحراء الى الشمال والجبهة الساحلية، وهو ما يجعل الفاتورة ترتفع بقدر التكاليف .
ومن جانب لآخر، يشدد البعض أن سياسة الدعم للمربين مازال بعيدا عن مستواه بحجم التكاليف والنفقات المترتبة عن تربية الرؤوس والحفاظ على الانواع المتداولة في السوق الجزائري.
ومن جانب آخر، فإن الحجم الذي يعرف الدعم الفلاحي لهؤلاء في نظر تصريحات وزير القطاع رشيد بن عيسى وهو الذي جعل الأسواق تمتلئ بالماشية في كل الولايات بما فيها الشلف وعين الدفلى وهذا هو المهم عند الوزير الذي أرجع خلال خرجته هذه الأيام الى المضاربين. لكن ماهو قائم هو الأسعار الملتهبة والتي لا تعكس سياسة الدعم التي من المفروض كما يقول المواطنون أن تخفف من الأسعار وتطفئ  لهيبها وكذا ثمن اللحوم طوال السنةّ.
إذن، فأين الخلل والواقع الجنوني لأسعار الماشية هذه الأيام في ظل سياسة الدعم الفلاحي والتي تقوم بها الدولة رغم  بعض النقائص التنفيذية ومتابعة المشاريع بالشلف وعين الدفلى ؟؟ .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024