طباعة هذه الصفحة

رغم وفرة منتوج البطاطا بالمناطق الجنوبية لباتنة

الفلاّحون يتوجّهون إلى زراعة أنواع أخرى

باتنة: حمزة لموشي

تعتبر ولاية باتنة من بين الولايات الجزائرية القليلة غير المنتجة للبطاطا، عدة عوامل طبيعية كنقص تساقط الأمطار وقلة المساحات الزراعية المخصصة لهذا النوع من الخضر، وعوامل بشرية أخرى تتمثل في عزوف الفلاحين عن زراعة البطاطا وتوجههم لبعض الشعب الفلاحية الأخرى على غرار الزيتون والمشمش وغيرها.
 رغم ذلك، يراهن المسؤولون على قطاع الفلاحة بباتنة على توسيع المساحات المخصصة لزراعة البطاطس خاصة ببعض المناطق الجنوبية للولاية على غرار بريكة وبيطام وبلدية الجزار، وذلك بعد عدة تجارب ناجحة.
ومعلوم أنّ باتنة رائدة في بعض الشعب الفلاحية عكس البطاطس التي يكتفي أغلب الفلاحين بزراعتها للاستهلاك العائلي فقط والمحلي في أحسن الأحوال، حيث كشفت بعض المصادر من القطاع عن النية في إعادة تشكيل الخريطة الإنتاجية للبطاطا، ولعل ما شجّعهم على ذلك حسب ما أفاد به أحد الفلاحين هو الفارق الزمني في إنتاج هذا النوع من الخضر بين ولاية باتنة ومختلف ولايات الوطن الأخرى، سواء الشمالية أو الجنوبية، حيث تتراوح مدة إنتاجها بين الشهر و45 يوما كأقصى تقدير، ممّا يجعلهم يبادرون إلى زراعتها على قلتها خارج أوقات إنتاجها بالمناطق الأخرى من الوطن، حيث تتم زراعتها 3 مرات في السنة.
واللافت في زراعة البطاطس بعاصمة الاوراس هو جنيها في وقت متأخر بسبب زراعتها المتأخرة نظرا للظروف المناخية للمنطقة، ما يجعلهم يسوقون المنتوج في وقت الشتاء دون الحاجة إلى اللجوء إلى غرف التبريد.
ويطمح العديد من الفلاحين الراغبين في تطوير هذه الشعبة الفلاحية «الضعيفة» بباتنة، إلى دعم الجهات المعنية ممثلة في مصالح مديرية الفلاحة من خلال تكوينهم في أنجع وأحدث طرق الزراعة، وكذا تسخير الوسائل والاستعانة بكل الفاعلين في الشعبة، وخاصة المعاهد المتخصصة في مجال الدعم التقني، حيث أبدت المديرية حسب مصادرنا بالتنسيق مع غرفة الفلاحة نيتها في مساعدة المهتمين من الفلاحين بزراعة البطاطس.
وأشار الفلاحون إلى أن نجاح العملية لن يكون إلا بدخول المنطقة في إنتاج البذور الممتازة عن طريق المزارع النموذجية، وتعميم استعمال السقي المقتصد للمياه في إطار الإستراتيجية الولائية المعدة لهذا الغرض وتعميم استعمال فضلات الدواجن التي أثبتت نجاعتها في ولايات أخرى خاصة بالولايات الرائدة بالجنوب على غرار وادي سوف، إلى جانب إدخال المكننة عبر مختلف مراحل المسار التقني الأساسية بسبب صعوبة التربة بالمناطق التي يمارس فيها هذا النشاط.
وخلال جولتنا ببعض أسواق باتنة، وقفنا على الانخفاض الكبير لأسعار البطاطس، حيث قدّر سعر الكيلو غرام الواحد بـ 25 دج، ويرتقب أن تستقر أسعارها لمدة معتبرة، تزامنا مع بداية الفلاحين في جني المحصول المتأخر، والذي شهد ارتفاعا في الإنتاج وطرحه في الأسواق بأسعار في متناول المستهلك، بالإضافة إلى عمليات الضبط والمراقبة التي تقوم بها الجهات المعنية، وإخراج مخزون البطاطا من غرف التبريد، وأوضح بعض التجار أن انخفاض الأسعار سيستمر إلى فترة أطول.