طباعة هذه الصفحة

شباب فرندة شعارهم الإعتماد على المهارات

دار الشباب تتحول إلى ورشة لإنجاز 50 ألف كمامة

تيارت: ع.عمارة

وقفت «الشعب» عند مبادرة شباب دائرة فرندة والمتمثلة في خياطة كمامات وقائية من عدوى انتقال الفيروس وبمواصفات صحية.

بحسب السيد محمودي عادل حكيم، صاحب الفكرة ومختص في العلاج الوظيفي الفيزيائي والحركي، رفقة صحراوي محمد أمين، فإن الفكرة جاءت بعد أن لوحظ أن عدد المصابين أو المشتبه بهم في تزايد وان الممرضين والمنتمين للسلك الطبي في حاجة ماسة إلى كمامات، تم طرحها عبر الفايس بوك. فكانت الإستجابة مذهلة من طرف الرواد من فرندة ومن خارجها. وبما أن تنقل الأشخاص محظور، فاكتفينا بالاتصال بمن يقطنون هنا. وبعد جمع عدد معتبر من الآراء، تم ضرب موعد بدار الشباب المجاهد المرحوم بن علي الطيب، أين انتظمت أفواج، منهم من يتقصى البحث عن الناحية الطبية وبمعايير عالمية ومنهم من كلف بالاتصال بخياطات متطوعات والبعض الآخر بالبحث عن أنواع القماش والطرق الحديثة للتعقيم، ليتم الاتفاق على تنفيذ المشروع، في البداية بإنجاز عدد قليل كتجربة وبعد عرضه على بعض المختصين كالحماية المدنية وأطباء في الأمراض التنفسيبة والمعدية أعجبوا بالمبادرة مما شجع الفريق العامل على الاستمرار.
الحواجز الأولى بدأت بجلب القماش من ولايات الوسط كالجزائر والمدية، وقد أدى الحجر المبكر على هذه الولايات الى عوائق ولا سيما مجال النقل ومستحقات شراء اللوازم.

الكمامات لمستحقيها

عن الفئة التي تستفيد من الكمامات قال السيد محمودي، إنها خصصت أولا لجنود الخفاء وما يصطلح عليه حديثا بالجيش الأبيض والمتمثل في عمال السلك الطبي وسائقي سيارت الإسعاف والشرطة العلمية التي ترافق المرضى وأعوان الحماية المدنية والمصابين، ثم موظفي الإدارات التي تشتغل رغم الوباء، والمرضى الذين يحتاجون إلى حماية، مثل مرضى الكلى والسرطان والأمراض التنفسية، حيث تم توزيع الكمامات على الصيدليات المتواجدة بالمنطقة على أن يوزعوها على المرضى الذين يتعاملون معهم وشملت مصالح الأمن، ثم انتقلنا إلى التجار الذين يتعاملون مباشرة مع الزبون، مثل بائعي الخضر والفواكه والمواد الغذائية واسعة الإستهلاك، واضاف السيد محمودي أن عملية توزيع الكمامات لن تتوقف وتكون دورية وعند الحاجة.
صحراوي محمد أمين، أحد المجسّدين للمشرع، قال «للشعب»، إنه يثمن مجهودات جميع من وقفوا مع الفريق الشباني الذي خاض التجربة، من أطباء ومتبرعين بالمال والمساهمين في تنفيذ المشروع والمشجعين عبر الاتصالات المباشرة أو عبر الفايس بوك وحتى المنتقدين، لأن النقد أحيانا يقدم خدمة التطوير. وأضاف صحراوي أن فكرة الكمامات جاءت من ولاية المدية، لكنها تجسدت في فرندة بولاية تيارت. كما طالب، من منبر «الشعب»، الخيّرين بمساعدة الشباب من اجل مواصلة الجهود، حيث يتطلع الفريق العامل الى صناعة 50 ألف كمامة.
الفريق العامل سمح «للشعب» بولوج ورشة صناعة الكمامات والتي تظهر كخلية نحل من خلال التعاون والتآزر، وكان أول من حاورناه الشاب عبد الفتاح عزوز وهو طالب ماستر تخصص تكنولوجيا بجامعة تيارت. عن التحاقه بالورشة، قال إنه إلتقطها تلبية لنداء السيد عادل محمودي عبر الفايس البوك، فلبى الطلب. وعن دوره قال الشاب، في البداية كان تصفيف القماش وبعدها انتقل إلى القص ومساعدة الآخرين وبعدها تخصص في الإشراف على الورق الشفاف الذي ترشح من خلاله السوائل التي تمر عبر الكمامة.
بن موسى بوزيان، ممرض والناطق الرسمي باسم الفريق المشرف على الورشات، صرح «للشعب» أن سبب الإقدام على المبادرة هو خدمة للوطن في الظروف التي تمر بها الجزائر، على غرار بقية البلدان، من خلال مساعدة السلك الطبي والموظفين الذين يواجهون الوباء من خلال تأدية واجباتهم وذلك بتوفير كمامات بمواصفات طبية، بعد أن تمت استشارة المختصين. واضاف السيد بوزيان، أن الكل مجند للخدمة من اجل رفع التحدي وتحقيق مشروع إنجاز 50 ألف كمامة والتي توزع دوريا على المستشفيات والمؤسسات الصحية العمومية والخاصة والصيدليات والتجار وكل من يعمل في هذه الظروف. وقد أثنى السيد بوزيان على جميع من ساهم في إنجاز المشروع، كجمعية شفاء فرندة والنساء المتطوعات للخياطة وأسلاك الحماية المدنية والأمن، كما أثنى على العاملين في الصحة بمدينة فرندة والذين ساهموا بمبالغ مالية لانطلاق المشروع.
العنصر النسوي مثلته الآنسة هب حياة وهي شابة متطوعة مختصة في الخياطة والتصميم، قالت إن الهبة التي باشرها الشباب من أجل الوقوف مع وطنه ومواطنيه وكانت الانطلاقة التي هزت مشاعرها فقبلت عرض التطوع للخياطة وهي جد مسرورة بذلك.