طباعة هذه الصفحة

أولياء متذمرون

نـدرة حـادّة في لقــاح الرضــّع بعنابة

عنابة: هدى بوعطيح

تشهد العديد من المراكز الصّحية الجوارية بولاية عنابة نقصا كبيرا في لقاحات الأطفال، خاصة ما يعرف بـ»Hbv»  أو لقاح الكبد الفيروسي ب، وهو التطعيم الذي يعطى للرضيع حين يبلغ من العمر شهران، على أن تكون الإعادة في الشهر الرابع ثم الثاني عشر، لكن دون أن تتمكن الجهات الوصية من توفير هذا اللقاح بالرغم من أهميته لصحة الرضيع..
رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بضرورة تلقيح الأطفال في مواعيدها وعدم الإخلال برزنامة التلقيح حفاظا على سلامة الرضع والصحة العمومية، إلا أن لقاح Hbv  يكاد ينعدم بولاية عنابة، بحيث أن أغلب الرضع لم يتلقوا هذا التطعيم في مواعيده المحددة فمنهم من بلغ 4 أشهر ما يزال ينتظر التلقيح الخاص بالشهر الثاني، ومن بلغ 18 شهرا لم يتلق بعد التلقيح الخاص بالشهر الـ12.
التأخر في التلقيح بات، اليوم، يثير مخاوف الأولياء، ويتساءلون عن سبب عدم قدرة الجهات الوصية على توفير هذا اللقاح المهم لصحة أطفالهم، ما نجم عنه تأخر كبير عن موعد التلقيح، بالرغم من طمأنة الأطباء لهم بأن الأمر عادي، وهو ما يرونه يناقض تصريحات الوزارة الوصية بأن عدم التلقيح أو التأخر قد تكون نتائجه وخيمة، خصوصا وأنها أطلقت تصريحاتها الأخيرة مع انتشار وباء كوفيد-19، وعزوف بعض الأولياء عن تلقيح أبنائهم خوفا من العدوى. بعض الأولياء يعيشون، منذ شهور عدة، رحلة السعي اليومية نحو المراكز الصحية على أمل توفر اللقاح، إلا أنهم يصطدمون في كل مرة بأنه غير موجود، أو انتهى حيث أن الجرعات التي يتم توفيرها لا تكفي لتغطية احتياجات جميع الرضع، وهو ما جعل الأولياء يتذمرون من هذه الوضعية، التي تتكرر سنويا، ويتساءلون عن دور مديرية الصحة لولاية عنابة في توفير اللقاح الذي أنهكهم البحث عنه، على اعتبار أن الانتظار لا يتعلق بيوم أو أسبوع، بل بعدة شهور، في ظل عدم تحرك الجهات المعنية لتوفير اللقاح، ولامبالاة القائمين على القطاع الصّحي بعنابة.
ويناشد الأولياء وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للنظر في هذه الوضعية التي تثير مخاوفهم، كونها تتعلق بصحة أطفالهم، والوقوف على سبب ندرة هذا اللقاح المهم وعدم توفير الجرعات بما يكفي، معتبرين ذلك بمثابة التلاعب بمصير أبنائهم، خصوصا وأن المراكز الصحية الجوارية تكتفي فقط بدعوة الأولياء للتقرب يوميا للمركز، فلربما سيكون الحظ حليفة أحدهم، وتكون الجرعة المتوفرة من نصيب ابنه.