طباعة هذه الصفحة

الفلاحة بغرداية

انتعاش القطاع والرهان على تصدير المنتوج

غرداية: لحرش عبد الرحيم

شهد قطاع الفلاحة بغرداية خلال السنة الحالية انتعاشا كبيرا في تنوع بعض المنتوجات الفلاحية، منها ما أضحت الولاية تصدّره لأول مرة كون أنّ هذه الولاية تتربّع على مساحة إجمالية تقدر بـ ٠٠٠ . ٦٥٦ . ٨ هكتار، منها ٣٧٠ . ٩١١ . ١ هكتار مساحة فلاحية إجمالية، غير أنّ المساحة الحقيقية الصالحة للفلاحة فتقدّر بـ ٧٤٥ . ٣٢ هكتار، وهو الأمر الذي يبدو بعيدا كل البعد عن استغلال هذه الأراضي، بحيث ينقسم القطاع الفلاحي بغرداية إلى قسمين، الأول يسمى الواحة القديمة أو الواحاتي والثاني خاص باستصلاح الأراضي.وكشف السيد هرويني الشيخ، رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بغرداية، أنّ المديرية خصّصت غلافا ماليا معتبرا قدّر بـ ٥٥ مليار سنتيم لإيصال شبكة الكهرباء لعدد كبير من المستثمرات الفلاحية، التي ظلت تعاني من مشكل الكهرباء لآلات الضخ وغيرها، حيث ينتظر إنجاز المشروع من طرف مؤسسة سونلغاز التي تأخّرت في الإنطلاق نتيجة الضغط الكبير الذي تشهده المؤسسة من انقطاعات متكررة شهدتها الصائفة الماضية تسعى لإصلاحها، حيث سيقوم المشروع بتغطية ٢٠٠ كلم من الأراضي موزعة على مستوى الولاية بالنسبة للمحيطات الفلاحية.
وشكّل والي ولاية غرداية أحمد عدلي لجان تطهير على مستوى الدوائر للمراقبة، حيث يكمن دورها في مراقبة عشرات المحيطات الفلاحية التي لم تستثمر بعد منذ سنوات والتي أضحت تعرف من طرف المواطنين بمحيطات الأشباح، إذ أصبح يستعمل أصحابها حيل بإحاطتها بالأشجار للتمويه بأنها أراضي مشغولة ومنتجة، لكن واقع الأمر عكس ذلك تماما حيث صرح أحد الفلاحين بجانب هذه الأراضي أنّها لم ترى الماء فيها منذ سنوات، وأنّ أصحابها يتودّدون إليها أحيانا من أجل النزهة، كما سيضفي التقرير المرفوع إلى المسؤول الأول حصيلة حول نشاط العشرات من الفلاحين الخياليين ومدى استفادة هؤلاء من أنواع الدعم.

 عشرات الشباب ينتظر توزيع الأراضي لاستثمارها

 ومن المقرر أن تفصل كل اللجان المشكلة على مستوى دوائر وبلديات الولاية حسب صنف الإستفادة من الأراضي، حيث علمت ''الشعب'' من مصادر رسمية أنّ اللجان المكلّفة بدراسة الملفات بكل من دوائر بريان والضاية بن ضحوة ومنصورة، ستجتمع لدراسة الملفات والفصل نهائيا في قوائم المستفيدين قبل نهاية السنة الحالية.
ويبلغ سكان ولاية غرداية ٤١٣٠٠٠ نسمة، منهم حوالي ٢٥٠٠٠ مواطن يشتغل في قطاع الفلاحية أي بنسبة ٢٥ بالمائة، كما لا يتجاوز الشباب العاملين بضع مئات نتيجة العزوف الكبير لهذه الفئة، حيث يرجع عدد منهم المشكل إلى عدم توفير التسهيلات المادية، بحيث أنّ منح أراضي خالية وبعيدة عن المنطقة بكيلومترات دون توفير الماء ولا الكهرباء يمنع فئة الشباب من استصلاح الآلاف من الهكتارات، كما أنّ عملية جميع الإستصلاح على المستوى الوطني ساهمت بشكل كبير في تغيير المئات منهم لنشاط آخر.
وشهدت ولاية غرداية لأول مرة في تاريخها انطلاقة كبير وتزايد هائل في عدد مربي النحل، حيث بلغ عدد مربي النحل المختصين ١٦٤ فلاح، اكتسبوا خبرتهم من مختلف المناطق والتجارب، حيث تنتشر تربية النحل في مختلف المناطق من الولاية خاصة دائرة القرارة، كما شهدت الولاية تحسّن كبير في إنتاج الزيتون والكروم والحمضيات، حيث قدّر الفلاحين المختصين في هذه الأنشطة ما يفوق ٥٠ فلاح مختص.
والجديد في ذلك تدعّم الولاية بمعصرتين، حيث كان يقوم المنتجين بأخذ الكميات لعصرها في معاصر خارج الولاية، ومع توفر المعاصر في كل من القرارة وبنورة ستساهم هذه الأخيرة بشكل كبير في زيادة الإنتاج المحلي والوطني، حيث توعّد والي الولاية في وقت سابق تحويل المناطق الخالية مناطق خاصة بزراعة الزيتون والحمضيات والكروم كون أن الفلاحين نجحوا في هذه العملية.

غرس ٤٥٠ هكتار من الذرة الصفراء وتصدير عدد من المنتوجات

 وقامت الولاية بغرس ٤٥٠ هكتار من الذرة الصفراء في أواخر جويلية ينتظر إنتاجها شهر نوفمبر ستستعمل كأعلاف في إطار إتفاقية مع الديوان للوطني لتغذية الأنعام بالجلفة، حيث وحسب رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني فقد تمّ تنظيم أيام تحسيسية للفلاحين للقضاء على مشكل نقص الأعلاف للمواشي، كما أنتجت الولاية ٦٥٥٠٠٠ قنطار من الخضار المتنوعة والمنقسمة إلى زراعة شتوية وصيفية، وحسب الفلاحين فقد أصبحت مدينة حاسي لفحل تصدّر البطيخ والدلاع بكميات معتبرة ولأغلب الولايات.