أدوات جذب سياحي جديدة بأعالي الشريعة

نحو إعادة بعث محطّة الكراسي المعلّقة وآلات سحب المتزلّجين

البليدة: أحمد حفاف

ستتعزّز المنطقة السياحية بأعالي جبال الشريعة، ولاية البليدة، بأدوات جذب سياحي جديدة على المدى القريب، في إطار تثمين القدرات السياحية التي تزخر بها، وجعلها مصدرا أساسيا لتحقيق التنمية المحلية.

أمر والي البليدة، أحمد معبد، قبل أسابيع، بتشكيل لجنة من مختلف القطاعات، قامت بمعاينة محطة الكراسي المعلقة، وآلات سحب المتزلجين بهدف إعادة بعثها من جديد.
تتشكل هذه اللجنة من ممثلين عن مديريات السياحة، الأشغال العمومية، النقل، الطاقة، محافظة الغابات والحظيرة الوطنية للشريعة، والتي اجتمعت بمقر الولاية، وقامت بالمعاينة الضرورية لتجسيد المشروع التنموي في المدى القريب.
في هذا الصدد، قال مدير السياحة لولاية البليدة، عبد الوهاب ممو، إن السلطات المحلية قد أبدت اهتماما كبيرا بقطاع السياحة، واستغلال القدرات الطبيعية وقدرات الاستثمار في كل ولاية وبلدية، فولاية البليدة تملك - يؤكد محدثنا - قدرات سياحية جد هامة، وتتمثل في المقومات الطبيعية بالمناطق الجبلية مثل الشريعة.
وتابع المتحدث يقول إن محطة التزلج بأعالي الشريعة قد تدهورت حالتها بعدما ظلت تشتغل لسنوات وبسبب قدمها أيضا، وطلب منا إصلاحها من أجل تحسين السياحة في المنطقة، ولأجل ذلك، تشكّلت لجنة من قطاعات مختلفة لدراسة إمكانية تصليح هذا المرفق، حيث تم القيام بالمعاينة الضرورية، والمشروع في طور الدراسة، وتبقى محطة التزلج مكمّلة لمحطة المصعد الهوائي، الذي يعتبر وسيلة من وسائل الجذب السياحي.
وثمّن مسؤول قطاع السياحة قرارا مماثلا اتخذه الوالي لفائدة الحرفيين، الذين يلعبون دورا مهما في ترقية السياحة، والمتضمن منح 12 خيمة لفائدة الحرفيين؛ وذلك بهدف تنظيم معارض بصفة منتظمة لفائدة الناشطين في مجال الحرف والمنتوجات التقليدية، وتنظم هذه المعارض في عطلة نهاية الأسبوع، وخلال الفترات التي تشهد حضورا مكثفا للزوار.
وتقوم بلدية الشريعة بتنظيم المعارض للحرفين بالتنسيق مع مديرية السياحة وغرفة الحرف والصناعة التقليدية، مع الإشارة إلى أنّ أصحاب الفنادق رحّبوا - في وقت سابق - بإبرام اتفاقيات لبيع منتوجات الحرفيين التي تكرس هوية وثقافة المنطقة، وتعتبر بدورها أداة جذب سياحي.
تطوير رياضة التّزحلق
 من جهته، ثمّن رئيس بلدية الشريعة، سمير سماعيلية، مشروع إعادة بعث محطتي الكراسي المعلقة وآلات سحب المتزلجين المتوقف عن العمل منذ نهاية الثمانينيات، وقال بأنّه سيشكّل إضافة للمنطقة التي عرفت مؤخرا عمليات تهيئة لساحات اللعب للأطفال وفضاءات للعائلة، بحسب تعبيره.
وأكّد رئيس المجلس الشعبي البلدي بأنه يعمل على إعادة بعث نادي التزحلق لتطوير هذه الرياضة من جهة، وإضافة مرافق جديدة تجلب السياح، وقال في هذا الصدد: «نود إعادة بعث نادي التزحلق في الشريعة، ومن أجل ذلك اطلعت على تجربة بعض الدول على غرار كوريا الجنوبية، خاصة وأن أبناءنا في الشريعة تلقّوا دورات تكوينية هناك».
هذه التجربة تتمثل في وضع بساط اصطناعي للتزلج، يسمح بممارسة رياضة التزلج على طول أيام السنة، أي خلال أربعة فصول، فنستغل تساقط الثلوج في الشتاء، وفي الفصول الأخرى نستعمل الثلج الاصطناعي، ويمكن أن تستقطب مدينة الشريعة كل الأندية التي تمارس هذه الرياضة، وزيادة على ذلك، فإن هذه الرياضة هي وسيلة للاستجمام والترويح عن النفس.
مطالب بتوفير الغاز للسكان والسياح
 نظرا للبرودة الشديدة التي تعرفها بلدية الشريعة خلال مدة تقارب ستة أشهر من الأيام الأخيرة لفصل الخريف وفصلي الشتاء والربيع، بات من الضروري ربطها بشبكة غاز المدينة لفائدة سكانها، وكذا السياح الذين يزورونها يوميا.
وفي هذا الصدد، يأمل رئيس البلدية سمير سماعيلية، الاستجابة لهذا المطلب من قبل السلطات العمومية، من أجل توفير الغاز في الشريعة، سواء بربطنا بشبكة غاز المدينة أو بوضع محطات لغاز البروبان لتوفير هذه الطاقة بشكل دائم لفائدة السكان والسياح.
وتابع المتحدث قائلا: «صحيح أن عدد سكان بلديتنا لا يفوق ألفي نسمة، لكن عدد السياح يقارب مليونين سنويا، وربط منطقتنا بالغاز سيخفف من معاناة السكان لمجابهة البرد الشديد، ويسمح بتوفير التدفئة للسياح بالفنادق، وبالأحرى تحسين الخدمات السياحية»، وأضاف بأن جل بلديات البليدة تم ربطها بشبكة الغاز، ونحن ننتظر يقول: «دورنا من أجل ترقية السياحة وتحقيق التنمية المحلية، وهذا ما رحب به الوالي الجديد الذي أولى أهمية كبيرة بتطوير المنطقة».
ويُشكل المصعد الهوائي للشريعة من مدينة البليدة، أداة جذب سياحي في غاية الأهمية، كما يسمح بنقل أكثر من 35 ألف راكب شهريا، وهو وسيلة النقل الأفضل لقاطني بلدية الشريعة، سيما في فترة الاضطرابات الجوية وتساقط الثلوج.
وأعيدت تهيئة هذا المصعد الذي يبلغ طوله قرابة 8 كيلومترات في سنة 2016 بعد ثلاثة سنوات بقي خلالها خارج الخدمة، وتوقف عن العمل أيضا خلال جائحة كورونا التي ضربت العالم مؤخرا.
ويُساهم هذا المصعد كثيرا في التخفيف من حدة الازدحام على الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة، خاصة خلال نهاية عطلة الأسبوع أو فترة الثلوج، كما يضمن لمستعمليه من السياح الذين يقصدون المكان من مختلف ولايات الوطن، مناظر طبيعية خلابة وسط أشجار الصنوبر الشاهقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19423

العدد 19423

الأحد 17 مارس 2024
العدد 19422

العدد 19422

السبت 16 مارس 2024
العدد 19421

العدد 19421

الجمعة 15 مارس 2024
العدد 19420

العدد 19420

الأربعاء 13 مارس 2024