طباعة هذه الصفحة

فوائـض غــير مسبوقة في الخضـروات والفواكه الموسميـة

الزراعة المحلية تجني ثمار الإصلاحات الاقتصادية

سفيان حشيفة

البطاطــا والطماطم والبطيــخ والعنـب بأسعــــار زهيـــدة

شهد القطاع الزراعي في الجزائر نهضة غير مسبوقة في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية إلى جانب الخضروات والفواكه الموسمية، وذلك بفضل العناية الخاصة التي أولاها له رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2025.

تصبو السلطات الجزائرية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في مختلف المحاصيل الزراعية الاستهلاكية في الأمد القريب، تماشيًا مع التوجيهات والتعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال كل اجتماعات مجلس الوزراء، الذي التزم بالنهوض بالقطاع الفلاحي وتحقيق الاكتفاء في القمح والشعير والذرة في 2025 و2026.
وقد عرفت محاصيل الخضر والفواكه في الموسم الفلاحي الصيفي الحالي وفرة كبيرة أدت إلى تراجع الأسعار إلى الحد غير المتوقع، حيث استقرت مادتي البطاطا والطماطم الأكثر رواجًا منذ بداية شهر جوان الفارط بين 20 و30 دج للكيلوغرام الواحد لدى الفلاحين المنتجين، وفي حدود 50 و60 كلغ الواحد في أسواق التجزئة وللمستهلكين، مما أثار قلق المزارعين من حصول كساد في ظل تواصل هذا الانخفاض المخل لقيمة المنتجات.
كما تهاوى سعر البطيخ الأحمر بعد تسجيل وفرة إنتاجية هائلة إلى أقل من 10 دج للكيلوغرام الواحد في بعض الولايات المنتجة، وهو نفس الوضعية والسعر التي يشهدها محصول البصل منذ شهر ماي الماضي، مع تدوين انخفاض محسوس في الثوم والفلافل بأنواعها والخص والجزر والكوسة الباذنجان والخيار واليقطين والبسباس والبيطراف والفول والفراولة والليمون وغيرها من المنتجات الموسمية التي شُرع في حصادها قبل شهرين.
وأوعز بعض المتابعين سبب هذه الوفرة الفلاحية، إلى دخول عدة ولايات عبر الوطن خط زراعة وجني المحاصيل بقوة في الفترة الموسمية، سواءً في شمال البلاد أو جنوبها، إثر منح تسهيلات وتحفيزات للفلاحين من طرف الدولة الجزائرية.
وفي ظل هذه المعطيات، بدأت سياسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الإصلاحية والتدعيمية للفلاحة الجزائرية تتجلى واقعًا في الميدان، وتُؤتي ثمارها على جميع الأصعدة، في انتظار ضبط احتياجات السوق المحلي بشكل دقيق، والتوجه نحو تصدير الفوائض إلى الخارج شتاءً وصيفًا.
إلى ذلك، أفاد الباحث في العلوم الزراعية بجامعة تولوز، الدكتور غرناوط محمد لطفي، أن الجزائر حققت نجاحات زراعية هامة، وتتجه بالفعل نحو بلوغ الاكتفاء الذاتي في كافة المنتجات الفلاحية.
وقال الدكتور غرناوط محمد لطفي، في تصريح خصّ به “الشعب”، أن شعبة البطاطا بالتحديد وكمادة واسعة الاستهلاك، عرفت نموا استثنائيا هذا العام، حيث باتت تتصدر بعض ولايات الجنوب الإنتاج الوطني للمحصول في الفترة الشتوية.
وأدى تنويع وتكثيف زراعة الخضر وبعض الفواكه، بحسب غرناوط، إلى تلبية الطلب المحلي كليا، وفتح المجال أمام تنشيط الصادرات الوطنية مستقبلا لمنتجات القطاع الأخضر. ‏‎
‏‎وضرب المتحدث مثالا بمنتوج التمور، الذي أصبح شعبة فلاحية إستراتيجية، تمثل موردًا هامًا مستدامًا للعملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، تحتل فيها الجزائر موقعًا عالميًا بإنتاج يقدر بـ1.24 مليون طن سنويًا، بحسب تصنيف منظمة الأغذية والزراعة FAO لسنة 2024، حيث تصدر كميات كبيرة منها إلى أسواق أوروبا وآسيا وأمريكا. ‏‎
وجاءت هذه الطفرة النوعية في الإنتاج الزراعي، بفضل الإصلاحات والإنجازات المحققة في القطاع الفلاحي، خاصة في عهد الرئيس تبون، حيث تم ضخ استثمارات ضخمة في مجالات البنية التحتية الزراعية ومياه الري وتكثيف البذور الموطنية وتوفير الأسمدة المحلية المدعمة، ساهمت كلها في توسيع المساحات الخضراء، ورفع قدرات السقي من أقل من 500 ألف هكتار في بداية 2000، إلى أكثر من 1.3 مليون هكتار سنة 2025، يذكر الدكتور غرناوط محمد لطفي.