في إطار التحضيرات الجارية لاستقبال الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2025 – 2026، تشهد مختلف بلديات ولاية تبسة ديناميكية تنموية واسعة في قطاع التربية، من خلال إنجاز واستلام عدد معتبر من الهياكل والمنشآت التربوية التي من شأنها تحسين ظروف التمدرس وفك الضغط عن المؤسسات التعليمية القائمة.
تمّت برمجة دخول ستة مجمّعات دراسية جديدة خاصة بالطور الابتدائي موزّعة عبر بلديات بلحاف الدير، الشريعة، والقطبين السكنيين الجديدين بكل من تبسة والحمامات، وهي منشآت ستساهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ وتخفيف الاكتظاظ داخل الأقسام، كما تمّ استلام عشرة حجرات توسعية عبر عدد من الابتدائيات لتعزيز القدرة الاستيعابية للمؤسسات القائمة، فضلاً عن إنجاز 12 مطعماً مدرسياً لضمان الإطعام المدرسي في ظروف صحية ملائمة.
وفي الطور المتوسط، استفادت الولاية من أربع متوسطات جديدة على غرار متوسطة سكانسكا، بكارية مركز، بلحاف الدير والعقلة الملحة، إضافة إلى متوسطة محوّلة لتعزيز التغطية التربوية، فضلاً عن إنجاز 15 حجرة توسعية على مستوى بعض المتوسطات المستقبِلة لعدد كبير من التلاميذ، هذه الهياكل من شأنها تخفيف الضغط وتوفير ظروف تعليمية أفضل.
أما فيما يتعلق بالطور الثانوي، فقد تمّ استلام أربع ثانويات موزعة على كل من حي العرامي بتبسة، القطب السكني الجديد بالونزة (ثانوية مجاهد لوصيف صالح بن حناشي)، إضافة إلى ثانوية جديدة بالعقلة المالحة وأخرى بالعوينات، ومن المنتظر أن تسهم هذه المؤسسات في تحسين ظروف التمدرس بالطور الثانوي، والتقليل من مشكل الاكتظاظ الذي كان مطروحاً في بعض البلديات.
وحــدات كشــف ومتابعـة
إلى جانب المؤسّسات التربوية الجديدة، استفادت الولاية من وحدة كشف ومتابعة على مستوى إحدى المتوسطات، وأخرى على مستوى إحدى الثانويات، إضافة إلى نصف داخلية، ما يعكس حرص السلطات على تدعيم الخدمات التربوية والصحية لفائدة التلاميذ.
وتأتي هذه الإنجازات في سياق الجهود المبذولة لتدارك النقائص المسجلة في السنوات الماضية، خاصة في البلديات والأقطاب السكنية الجديدة التي عرفت توسّعاً عمرانياً ملحوظاً، كما تمثّل هذه المشاريع إضافة نوعية للقطاع التربوي بولاية تبسة، بما يضمن تحسين التحصيل العلمي للتلاميذ، ويوفّر لهم ظروفاً دراسية أكثر راحة وأمنا.
وبذلك تكون ولاية تبسة قد خطت خطوة مهمة نحو استقبال الدخول المدرسي الحالي بجدية واحترافية، مجسّدة بذلك إرادة السلطات المحلية في جعل التربية في صدارة أولوياتها، انسجاماً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى الارتقاء بالمدرسة الجزائرية.
كما تسعى هذه المشاريع إلى تعزيز البنية التحتية التربوية، وتوفير ظروف أكثر ملاءمة للتمدرس، مع الحرص على تجهيزها وربطها بمختلف الشبكات حتى تكون جاهزة قبل الدخول المدرسي المقبل، غير أنّ التأخر المسجل في بعض المشاريع، خاصة الثانوية الجديدة بالعوينات، يبقى من أبرز الانشغالات التي يطالب الأولياء بتسويتها بشكل عاجل، ضماناً لحق أبنائهم في تعليم جيد في بيئة تربوية مناسبة.