استلمت ولاية الجزائر عددًا من المؤسسات التربوية الجديدة استعدادًا للدخول المدرسي لموسم 2025 ـ2026، وهذا بهدف تخفيف الضغط على المؤسسات التي تعرف اكتظاظا داخل الأقسام والعمل على تحسين ظروف تمدرس التلاميذ ورفع مستوى التحصيل، بالتوازي مع تجسيد خطة استباقية لمواجهة التقلبات الجوية خلال فصلي الخريف والشتاء.
في الجانب التربوي، تمّ الإعلان عن استلام منشآت تعليمية جديدة تعزز الهياكل المدرسية بالعاصمة، وتشمل 12 مدرسة ابتدائية و3 متوسطات وثانوية واحدة بنظام نصف داخلي، كما تمّ إنجاز 27 مطعمًا مدرسيًا ووحدة خاصة بالكشاف والمتابعة، إلى جانب 72 قسمًا جديدًا ضمن عمليات التوسعة، وهو ما يساعد على تخفيف الاكتظاظ الذي كان يعاني منه بعض التلاميذ خلال السنوات الماضية.
ولم تقتصر الجهود على توفير الهياكل فحسب، بل شملت أيضًا الجانب الاجتماعي المرتبط بالدخول المدرسي، حيث تقرر فتح 14 سوقًا جوارية مخصّصة لبيع الأدوات المدرسية بأسعار مقننة ومدروسة.
ويهدف هذا القرار إلى التخفيف من الأعباء المالية الملقاة على كاهل الأولياء، وفي هذا السياق، صرّح أحد أولياء التلاميذ قائلا: «فكرة الأسواق الجوارية ستساعدنا كثيرًا، خاصة في ظلّ ارتفاع أسعار الأدوات في الأسواق الحرة، ونأمل أن تعمّم التجربة على باقي المواسم الدراسية».
ولضمان جاهزية هذه الهياكل قبل موعد الدخول، شدّدت السلطات على ضرورة تكثيف وتيرة الأشغال على مدار الأسبوع، والإسراع في تزويد المؤسسات الجديدة بالتجهيزات اللازمة، كما تمّ التأكيد على المتابعة الميدانية لأشغال الإنجاز والتوسعة، خصوصًا تلك التي تعرف تأخرًا.
وفي الشق البيئي، أولت السلطات أهمية خاصة للتحضيرات المتعلقة بموسمي الخريف والشتاء، حيث تمّ إطلاق عمليات تنظيف شاملة للأودية والبالوعات لضمان انسيابية مياه الأمطار، إضافة إلى صيانة مضخات المياه وتنقية الأنفاق والطرقات السريعة.
كما يجري القضاء على النقاط السوداء ورفع الردوم، مع تسخير فرق تدخل ميدانية للتعامل بسرعة مع أي طارئ، وأكد مسؤول بمديرية الأشغال العمومية أن «العمل الاستباقي ضروري لتفادي المشاهد التي كانت تسجل في بعض السنوات السابقة بسبب الفيضانات المفاجئة، بينما يأمل المواطنون في أن تترجم هذه المشاريع على أرض الواقع بجودة عالية، يبقى الرهان الأكبر هو استدامة هذه الجهود وعدم اقتصارها على المناسبات الظرفية».