طباعة هذه الصفحة

أصبح يستعمل كسياج

العاصمـة..البلاستيـك يشـوّه وجـه “المتيجــــة”

أمين بلعمري

 لا شك أنّ الأشجار المثمرة لا نستمتع بذوقها وبأكل بثمارها فقط، ولكنها قبل ذلك تسر الناظرين إليها، حين ينع أزهارها وتدلي ثمارها، ومن منا لا تغمره السعادة والراحة النفسية عندما تقع عيناه على مزارع الحمضيات والكروم، وغيرها من الأشجار المثمرة التي قبل أن تكون منتوج نستهلكه، هي زينة وبهجة تسر الناظرين.

      للأسف الكثير من أصحاب تلك المزارع والحقول أصبحوا لا يكتفون بتسييج حقولهم بالأسلاك والقصدير بل يحيطونها بستائر من البلاستيك التي لا تحجب الرؤية فقط، ولكن تشوّه المنظر البيئي وخاصة عندما تهب الرياح وتمزّق ذلك السياج البلاستيكي.
ولكم أن تتخيلوا ذلك المشهد الفظيع، الذي أصبح مشهدا يوميا يصادفنا في كل سهل المتيجة، الذي ما زال يتهدده زحف الاسمنت المسلّح بعدما أتى على الكثير من الأراضي الفلاحية الخصبة التي كانت تدر الخير العميم من الفواكه والخضروات.
ظاهرة سلبية أخرى إلى جانب المناظر المشوهة بسبب السياج البلاستيكي، حيث أن الكثير من أصحاب الحقول والمزارع قاموا -للأسف - بالاستيلاء على المسالك الفلاحية الموجودة على الحواف أو وسط الحقول، والتي من المعروف أنّها تركت عن قصد من أجل السماح للسكان أو المواطنين، بشكل عام قصد ممارسة الرياضة أو النزهة بعيدا عن زخم المدن وضجيجها كحق لكل مواطن يحفظه القانون لكل جزائري، إلاّ أنّ كل تلك المسالك أوصدت بالأبواب والجدران أمام المارة وكأنها ملكية خاصة، لهذا نشاهد الكثير ممّن يمارسون رياضة الجري أو الهرولة يلجؤون إلى حواف الطرق، السريعة منها أحيانا، معرّضين أنفسهم لخطر موت أكيد بسبب تصرفات ملاك مزارع، سواء كانوا من الخواص أو من أولئك الذين استفادوا منها في إطار الامتيازات الفلاحية دون أدنى مراعاة لروح المواطنة ولا لمعاني الصالح والملكية العموميّين؟!