طباعة هذه الصفحة

المنتخبون وجها لوجه مع المواطنين ببومرداس

بين أولويات المطالب وتحديات الواقع وتركة العهدات السابقة

بومرداس..ز/ كمال

تشكل عدد من المطالب الأساسية مثل السكن، مياه الشرب، غاز المدينة، التهيئة الحضرية والهياكل القاعدية نقاط مشتركة بين المواطنين عبر العديد من بلديات بومرداس إن لم نقل أغلبها التي توارثت تركة ثقيلة من الملفات العالقة داخل إدراج المكاتب وأخرى عبارة عن مشاريع أشغال متوقفة في منتصف الطريق بعد أن استهلكت عشرات المليارات من الأموال العمومية دون أن يعود  ذلك بالفائدة على المواطن الذي يتطلع دائما إلى تحسين إطاره المعيشي وتوفير أدنى الحاجيات الضرورية التي ظلت مطالب متكررة أحيانا عن طريق الشكاوي وأحيانا أخرى عن طريق الاحتجاج والاعتصام..

اتفقت جل الخطابات الانتخابية التي شهدتها الحملة الانتخابية للمحليات الماضية ببومرداس على ضرورة تحريك وتيرة التنمية المحلية عبر بلديات الولاية انطلاقا من المطالب الأساسية التي رفعها المواطنون وهي التي شكلت النواة والمحاور الأساسية لبرامج المترشحين في محاولة للعب على هذا الوتر الحساس الذي يعتبر المدخل الرئيسي لاستمالة الناخبين وإشباعهم بجملة من الوعود البراقة التي تصطدم في النهاية بعراقيل ميدانية جمة البعض منها متوارث من المجالس السابقة والبعض الآخر مستحدث أملته نتائج الانتخابات التي أفرزت مجالس ورؤساء بلديات يفتقدون إلى التجربة وتقنيات العمل بسبب التحالفات ومزايا الأصغر سنا التي أتت أيضا بأميار لم يحلموا خلال حياتهم بهذا المنصب الحساس هم الآن في مواجهة حقيقية ومباشرة مع المواطن الذي سئم من الوعود ويطالب بحلول واقعية لمشاكله التي تعدت في بعض المناطق من ولاية بومرداس حدود المعقول حينما لا يجد شاب أو طفل صغير فضاء للترفيه وممارسة هوايته الرياضية فكيف الحديث عن المرافق والتهيئة الشاملة، لقد تنوعت آراء المواطنين الذين تحدثنا إليهم عن الموضوع وتداخلت لكنها تعود لتلتقي في النهاية في هموم مشتركة واحدة مرتبطة بالتنمية المحلية وضعف نسبة المشاريع المبرمجة للنهوض بمناطق ريفية عدة تنتظر تجسيد وعود المسؤولين، وقد اخترنا عينات لموضوعنا من بلديات لم تنل حظا كبيرا من برامج التنمية المحلية التي جاء بها المخطط الخماسي 2010 / 2014 الذي يشارف على نهايته حيث كانت البداية من بلدية دلس بشرق بومرداس التي تعاني من نقص عدد المشاريع، لكن هذا الوضع المتردي انعكس أكثر على قرى ومداشر البلدية المقدرة بحوالي 17 قرية وهنا علق السيد ج، علي موسى ممثل إحدى القرى بالقول: “أمام تعنت السلطات المحلية لبلدية دلس وتراكم مشاكل سكان هذا التجمع السكاني الكبير منذ عشرات السنين بادرنا إلى انشاء تنسيقية محلية تجمع ممثلين لكافة القرى من أجل التحرك بقوة واحدة وتصور موحد لكل المطالب اليومية التي يكابد المواطن في تحقيقها دون جدوى وقد لخصها لممثل الشعب في غاز المدينة، الهاتف الثابت، حق الاستفادة من إعانات للسكن الريفي التي حرم منها السكان نتيجة لعدة عراقيل إدارية أبرزها تصنيف هذه المنطقة الريفية التي تبعد أقصى نقطة فيها وهي قرية حواسنة في الحدود مع بلدية أعفير بحوالي 15 كلم بمنطقة شبه حضرية وهو ما عطل بشكل تام هذا المشروع على الرغم من حصول حوالي 200 شخص لقرار استفادة من صندوق السكن منذ سنة 2005 ، مثلما قال ومطالب أخرى كثيرة ينتظرها سكان هذه القرى منها ملحقة للبلدية، مرافق رياضية كقاعات الرياضة والملاعب المجاورة الغائبة تماما ما عدا شبه مساحة بقرية البرارات ونقص التهيئة في طرقات ومسالك المنطقة وهي مطالب متجددة سيتم رفعها إلى رئيس البلدية ورئيس الدائرة من أجل معالجتها والنظر فيها بجدية ومسؤولية كما قال وقوفا عند الوعود المقدمة أثناء الحملة الانتخابية.
أعفير، تاورقة، تيمزريت، عمال وغيرها..المشاكل ذاتها    
نفس الاهتمامات عبر عنها مواطنون في بلديات اعفير، تاورقة، تيمزريت، عمال، زموري، أولاد عيسى وغيرها من البلديات الأخرى الفقيرة التي تعاني أكثر من غيرها من غياب المشاريع التنموية وأساسيات الحياة أهمها مياه الشرب وغاز المدينة مثلما يعانيه مواطنو بلدية أعفير بشرق بومرداس التي يكابد سكانها من أجل الحصول على قطرة ماء بعد أن جفت حنفياتهم على الرغم من الوعود الكثيرة بمعالجة الملف وإيصال ماء الشرب الذي كان مصدرا لعدة احتجاجات وقد علق رئيس بلدية اعفير السيد علي عمراوي عن الموضوع في حديثه للشعب..”لقد ورثنا مشكل غياب مياه الشرب وأزمة التزود بقارورات غاز البوتان نتيجة افتقاد البلدية لشبكة غاز المدينة منذ سنوات، وبالتالي واجهنا خلال بداية عهدتنا بالمجلس البلدي يقول رئيس بلدية اعفير مشاكل جمّة لتسوية الملف أمام الحاح وضغط المواطنين على تزويدهم بمياه الشرب وفي أقرب وقت وقوفا عند الوعود المقدمة لهم من طرف والي الولاية بحل نهائي للمشكل إلا أن رئيس البلدية وخلال هذا الحديث أكد أن مشروع تزويد البلدية من محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات متوقف بسبب اعتراض ملاك الأراضي ومطالبتهم بالتعويضات.
 نفس الأمر بالنسبة لنظام سد تاقصابت المتوقف عند نقطة انجاز محطات الضخ ومشكل آخر لا يقل أهمية عن الأول هو غياب غاز المدينة الذي تحول إلى هاجس يومي للسكان على حد قوله وهي نفس الاهتمامات أبداها سكان تاورقة وأولاد عيسى المحرومون هم أيضا من شبكة غاز المدينة، حيث وعد نائب المجلس الشعبي البلدي لأولاد عيسى السيد مصطفى شبلال بمعالجة القضية ووضعه في أولويات المرحلة القادمة، خاصة وأن الدراسة موجودة للإنطلاق في ربط السكان بهذه المادة الحيوية.
بالمقابل عرضت بعض المجالس البلدية ببومرداس مشاكل وانشغالات أخرى ليست أقل حدة من سابقتها لكنها أكثر تعقيدا وتداخلا ليس باستطاعة السلطات المحلية لوحدها معالجتها كمشكل السكن الاجتماعي والتشغيل لمحاربة أزمة البطالة وهنا أكد عضو المجلس البلدي السابق المرشح في القائمة الفائزة بالمجلس البلدي لبلدية قورصو السيد حمود عثماني في حديث لـ«الشعب” بأن مواطني البلدية ركزوا في مطالبهم على تحسين مستوى الخدمة العمومية، صيانة الطرقات والاهتمام أكثر بالبيئة مع تسطير مزيد من حصص السكن الاجتماعي لتلبية المطالب المتزايدة، بالاضافة إلى التشغيل الذي يعتبر حسب المتحدث قضية وطنية ليست متعلقة ببلدية قورصو لوحدها، أما عن باقي الانشغالات الأخرى المطروحة في بلديات الولاية كمياه الشرب وغاز المدينة فقد اعتبرها محدثنا أقل حدة ما عدا بعض القرى والأحياء التي تنتظر دورها في الاستفادة كحي ذراع الزمام، حي بن بختة، حي البروك وحي التوة التي تفتقد إلى غاز المدينة، من جهته طرح أعضاء من المجلس البلدي المنتخب عن القائمة الحرة لبلدية زموري مشكل الدعم الفلاحي الذي ينتظره سكان المناطق النائية بالبلدية بالتعاون مع محافظة الغابات، وهذا في إطار السياسة الريفية المندمجة التي أقرتها الحكومة لدعم استقرار سكان المناطق الريفية والجبلية التي ينتظر تفعيلها.