طباعة هذه الصفحة

طريق «الكورنيش» خطر دائم يداهم السّائقين

نداءات إصلاح منعرج «تازة» في خبر كان

جيجل: خالد العيفة

عرف الكورنيش الجيجلي الكثير من حوادث المرور خصوصا على مستوى الطريق في جزئه الخطير على مستوى المنعرج الواقع بين منطقة تازة والكهوف العجيبة بزيامة منصورية، أودى بحياة رئيس بلدية العوانة الأسبق عز الدين صويلح، بعد سقوط سيارته في شاطئ صخري وهو عائد إلى مسقط رأسه عبر طريق الكورنيش.
كثيرا ما رفع مواطنو الجهة الغربية من الولاية ومستعملو الطريق الوطني رقم 43 الذي يربط ولايتي جيجل وبجاية، مطالبهم للسلطات الولائية من أجل التدخل وكسّر جدار الصمت حيال ما يحدث بطريق الكورنيش وتحديدا على مستوى النقطة التي غرقت بها سيارة رئيس بلدية العوانة، والتحرك بسرعة من أجل معالجة النقاط السوداء التي باتت بمثابة فخ لمستعملي هذا الطريق، ومصيدة حقيقية لعدد من المركبات التي سقطت في البحر على مستوى المنعرج المحاذي بمنطقة «غار الباز»، وهي إحدى أهم النقاط السوداء التي مازالت بالطريق الرابط بين جيجل وبجاية، رغم الشروع في إنجاز جسر على مستوى هذه المنطقة بغرض معالجة بعض هذه النقاط لتسهيل الحركة المرورية خصوصا خلال موسم الاصطياف، وطالبوا بإيجاد حل لمشكل انزلاق السيارات وسقوطها في البحر على مستوى المنطقة التي انقلبت بها سيارة رئيس بلدية العوانة، خصوصا وأن الحادثة سبقتها عدة حوادث مماثلة كانقلاب سيارة سياحية أخرى كان يقودها شاب من الطاهير، والذي قضى سائقها نحبه بنفس المكان رفقة ابن عمه الذي جاء للبحث عنه، وكان نفس المنعرج قد شهد عدة حوادث أودت بحياة عدد من الأشخاص ومن بينهم طالبان جامعيان من الطاهير، وكذا تاجر ينحدر من عاصمة الولاية.
وتبقى السرعة الفائقة والسير في الاتجاه المعاكس، ناهيك عن ضيق الطريق كلها عوامل أساسية في وقوع الحوادث بهذا المقطع الخطير من كورنيش الجيجلي، الأمر الذي أدى بالمصالح الأمنية المختصة بالتنسيق مع الجمعيات النشطة في الميدان التحسيسي على غرار جمعية طريق السلامة، إلى تنظيم عبر الطريق الوطني رقم 43 ببلدية جيجل خيمة السلامة المرورية للنقاط السوداء تحت شعار «لنجعل طرقاتنا أكثر أمنا»، وهذا بالتنسيق مع قيادة الدرك الوطني بجيجل، والشركاء الفاعلين في مجال السلامة المرورية، فوج المشرق للكشافة الإسلامية الجزائرية لبلدية جيجل، مديرية النقل لولاية جيجل، مديرية الأشغال العمومية لولاية جيجل، ديوان مؤسسات الشباب لولاية جيجل وآخرين.
البرنامج تضمّن ومضات إشهارية حول السّلامة المرورية، وضع اللاّفتات الخاصة بالسّلامة المرورية بمحيط النشاط، معارض، التواصل المباشر مع مستعملي الطريق، توزيع المطويات التوعوية والتي تحث السائقين على ضرورة احترام مقاييس السلامة والأمن وقواعد المرور، ولفت انتباههم وإشراكهم والإحساس بالمسؤولية عن أرواحهم وأرواح غيرهم.
كما أن هذا النشاط جاء في إطار عملية رصد للنقاط السوداء عبر طرقات الولاية، والتي تقوم بها الجمعية على مراحل ومن ضمنها المحور المروري الخطير (محطة نيسان كلم 4 ـ معهد التكوين المهني كلم 3)، والذي يعدّ الأكثر تسجيلا لحوادث مرور دموية وبصفة دورية، ومواكبة للجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة الفاعلة في مجال السلامة المرورية، لهذا ترى جمعية السلامة المرورية أن الأمر يستدعي دقّ ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة من خلال القيام بدراسة مستفيضة لها، تشخيص أسباب وقوع حوادث متكرّرة بهذا المكان الذي أودى بحياة الأبرياء، واتخاذ التدابير العملية الضرورية للحدّ منها تأمينا لمستعملي هذا الطريق في أرواحهم وممتلكاتهم.
فرغم حملات التحسيس بمختلف أنماطها والمنظمة من قبل مصالح الأمنية المختلفة، والمجتمع المدني والجمعيات الناشطة في الميدان، إلا أن منحى حوادث المرور في ارتفاع متزايد مما يؤكد أنها لم تجد الاذان الصاغية لتجنب مضاعفات هذه الأخيرة. ويبقى العامل البشري السبب الرئيس، حسبما أكدته المكلفة بالاتصال والعلاقات العامة لأمن الولاية عزيزة جرورو، موضحة «أن ما نعيشه ونسمع به يوميا يعتبر مروعا»، مشيرة إلى العديد من الحوادث التي تقع يوميا عبر مختلف الطرق، مضيفة بأنها «مجزرة حقيقية لا يمكن التحكم فيها إلا باحترام قانون المرور»، كما أكّدت على أنّ «العمل التوعوي متواصل مع تكثيف الحضور بغرض تسهيل الحركة والتقليل من حدتها، والمشكل الأساسي يعود الى ذهنية المواطن المتمردة في عدم الالتزام بالقانون، والاستجابة لحملات التوعية والتحسيس».