إحتله تجار الأرصفة لسنوات طويلة

طريق “زوج عيون” يعود للراجلين والسيارات

جمال أوكيلي

إعادة تهيئة وترميم البنايات

عاد الطريق العمومي بشارع محمد بوراس المعروف باسم “زوج عيون” المتاخم لساحة الشهداء إلى الراجلين، بعد أن احتله تجار الأرصفة طيلة سنوات، منعوا على إثره حركة المرور سواء بالنسبة للسيارات أو الحافلات.
اليوم تغيّر الديكور رأسا على عقب، عقب قرار السلطات المحلية تطهير هذا المكان كليا، وطرد وملاحقة كل من تسوّل له نفسه، تحويله إلى سوق يتوافد عليه الناس من كل حدب وصوب خاصة الذين أجبروا على مغادرة سوق بومعطي ليجدوا أنفسهم مرة أخرى يمارسون هذا النشاط بعيدا عن نقاطهم الأصلية، بحوالي ١٠ كيلومترات أو أكثر.ـ
كما كان يتردّد عليه، أناس حاملين معهم بضاعتهم صباحا هناك من يعيدها معه مساءً وهناك من يودعها لدى البعض أصحاب المحلات بعد أن ضمن حيزا خاصا به وفره له البعض من الأشخاص الذين يأخذون “حقّهم” كل مساء وإلا يمنعونه من عرض مالديه.. أو يطلب منه الذهاب إلى جهات أخرى غير هذا المكان.
ويجد مالكو المحلات أنفسهم في ورطة أمام كل ما يقوم به هؤلاء من إخلال بحالة الطريق العمومي والرصيف كذلك، وكم من مرة أشعروا بعدم عرقلة حركة الناس وترك المزيد من الممرات، لكن للأسف كأنها صيحة في واد، لا حياة لمن تنادي وفي كثير من الأحيان تندلع حركة كرّ وفرّ بين هؤلاء وأعوان الأمن غير أنهم يعودون ثانية، عندما تهدأ عملية الطرد.
كل هذه المظاهر السلبية اختفت والذي يمر عبر هذا الشارع لا يصدق النقلة التي يعيشها اليوم بفعل إبعاد التجار الفوضويين ومنعهم من أي محاولة العودة بدءا من مسجد “كتشاوة” إلى غاية ثانوية الأمير عبد القادر.. عند مدخل باب الوادي.. حيث انتشروا على طول هذه المسافة، بأعداد هائلة رفقة بضاعتهم .. لا يتركون هامشا حتى لمرور السيارات أو الحافلات، ناهيك عن الأشخاص الذين يأخذون هذا المسلك يوميا.. كل هذا التداخل حوّل المكان إلى جحيم يتفاداه المارون يوميا مفضلين طريق شارع أول نوفمبر باتجاه باب الوادي.. حتى لا يتأخروا عن الالتحاق بمواعيدهم أو الانتقال إلى منازلهم.
وقد عبّر لنا، قاطنو هذه الجهة عن ارتياحهم لعودة الشارع إلى الراجلين وطرد كل التجار الفوضويين الذين اقتحموا هذا المكان عنوة واستغلوه لسنوات طويلة بالرغم من الملاحقة اليومية لمصالح الأمن للحيلولة دون مواصلتهم لهذا النشاط غير القانوني.
 ويبدو اليوم هذا الطريق في حُلّة أخرى، بعد أن قامت الولاية بتنظيف وإعادة طلائه باللون الأبيض ويزداد رونقا مع انطلاق ميترو ساحة الشهداء، وكل من يزور المكان يلاحظ التغيير الجذري في المشهد العام، وقد طلب من التجار الشرعيين عدم وضع بضاعتهم على الرصيف أو إخراجها إلى الزوايا المجاورة.
وجلّ هؤلاء التجار الفوضويين غادروا هذا المكان نحو ما يعرف بـ “الأقواس” شارع بوزرينة” بعيدا عن الأنظار.
وحاليا كل من يريد دخول القصبة السفلى ناحية جامع علي بتشين أو من مدخل كتشاوة يجد كل المنافذ مفتوحة، خلافا لما كان سائدا في السابق كل الاتجاهات مسدودة، يستحيل المرور بالسهولة المطلوبة نظرا لاكتظاظ الممرات بأولئك التجار، ووجود بضاعتهم على الأرض كحاجز يعرقل أي حركة سير نحو أعماق القصبة، وهكذا ينتهي هذا الكابوس بالنسبة لساكني هذه الجهة، يكفي فقط القيام بإطلالة ليتأكد كل واحد ما مدى الالتزام والحرص على تصحيح وجه هذه الأحياء، خاصة مع عمليات الترميم الواسعة التي تشهدها العاصمة هذه الأيام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024