بسبب الإهمال ونقص الحراسة

غابة الصنوبر بمسيسنية في خطر

بجاية: بن النوي توهامي

تتعرّض غابة الصّنوبر بـ «مسيسنية» التي تشكّل حزاما أخضر يغطّي مجمل أراضي البلدية، والتي تمتد إلى غاية البلديات المجاورة، إلى إجهادات بيئية اتّخذت أوجها متعدّدة، خاصة أن لديها دورا كبيرا في البيئة، وتتمثل أساسا في أشجار الصنوبر الحلبي الذي يعد من الأشجار الراتنجية على غرار الصنوبر البحري والصنوبر الثمري على المستوى البيئي.

في هذا الصدد يقول أحد القاطنين بالمنطقة: ‘’للأسف الشديد لم يتم تخصيص عدد كاف من حراس الغابات لحماية هذه الثروة من أيّة اعتداءات وحوادث محتملة، وهي اعتداءات غالبا ما تكون ناجمة عن النشاط البشري، تسبب للنظام البيئي أضرارا جسيمة ذات عواقب وخيمة، فإذا كان قطع الأشجار يشكّل جنحة يعاقب عليها القانون، فما هي يا ترى الجهود المبذولة من أجل قمع أو على الأقل كبح تلهف واندفاع بعض الأشخاص، إلى ارتكاب ما يمكن وصفه بالمجازر تجاه هذه الثروة التي من المفترض أن تكون ملكا للعامة؟ والواقع الواضح والمؤسف هو أنه لا يتم بذل أي جهود معتبرة، حيث يكفي النظر إلى عدد العيّنات الهائلة التي يتم اقتلاعها بشكل دوري، من أجل تحويلها إلى أعمدة خشبية أو من أجل إحراقها للتدفئة.
 ولكن ما يزيد من حدة هذا التشويه والفساد عوامل كثيرة، من بينها التلوث المتزايد الذي تنجر عنه نتائج جد سلبية، ومعدل وفيات الأشجار المرتفع بسبب الأمراض والآثار الكارثية لحشرات جاذوب الصنوبر التي تسبب في تساقط الأوراق، بالإضافة إلى المناخ الذي له عواقب لا يستهان بها، هذا دون إهمال دور نقص المياه والارتفاعات المحسوسة في درجات الحرارة، التي تعرقل التجدد الطبيعي لهذه الثروة الغابية فضلا عن أنها تجعلها مستضعفة أمام الحرائق’’. ويقول أحد القاطنين من قرية مسيسنة: «ينبغي أن يشعر الكل بالمسؤولية تجاه هذا الأمر، وأن نعمل معا على المحافظة على هذه الغابة، التي تعد رئتي المنطقة التي تمدنا بالهواء الذي نتنفسه وتحمي أرضنا وتقدم لنا مواردها، فأقل ما يمكننا فعله هو الاعتناء بها، مع التكفل بالجانب التحسيسي والتوعوي بشأن البيئة حيث أنها رهان كبير وأمر ضروري، من أجل المحافظة على هذه المساحات الحيوية التي تمثلها هذه الأنظمة البيئية’’.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024