طباعة هذه الصفحة

لمنع تفشي الحمى القلاعية والجذري ببجاية

تعبئة المصالح البيطريّة ببلدية ‘تينبدار’ لتلقيح المواشي

بجاية: بن النوي توهامي

سطرت بلدية ‘تينبدار’ بواسطة مصلحة التّطهير والنّظافة التابعة لها، مخطط لتلقيح الأبقار بهدف منع ظهور أية بؤر للحمى القلاعية والجذري، وذلك على سبيل الوقاية من هاذين المرضين، مع العلم أن المصالح البيطرية لهذه البلدية قد سبق أن أطلقت حملة تلقيح الأغنام والأبقار، امتدت من 24 إلى 28 من الشهر الفارط.
 في إطار المبادرات الوقائية الاستباقية ضد هذه الأمراض الحيوانية المنشأ،  تهدف عملية التلقيح “المجاني” بحسب السيد سلماني بيطري، أولا إلى تقوية وتعزيز مناعة مجمل الماشية التابعة للولاية ومراقبة باقي الأمراض الحيوانية المنشأ،  وكذا الكشف عنها والمباشرة في العلاجات ضد الطفيليات الداخليّة والخارجيّة التي تخصّ الأغنام والأبقار.
ولهذا الغرض ووفقا لذات المتحدث،  فقد سُخّرت كلّ الإمكانيات ووُضعت تحت تصرف فريق العمل، الذي من شأنه ضمان السّير الحسن لحملة التلقيح التي ستجري عبر عدّة مراحل، مع العلم أنها ستمسّ مجمل قرى البلدية لحماية المواشي من الانتقال المحتمل الذي يمكن أن يكون معديا.
تجدر الإشارة إلى أن المصالح الصّحية لبلدية تينبدار باشرت في حملة التلقيح هذه، وقد تم خلال هذه الفترة إعداد برنامج من أجل تعميم العملية على كامل قرى البلدية، وسيكون على البيطريين خلال الأيام الخمسة المخصّصة لحملة التلقيح، ضمان التّغطية الصحية لثلاث قرى يوميا، بدءا بقرية ‘إقر أعمر’، ‘ أيت تواتي’ و ‘برماتو’، ومن ثمة إروفلان، تادكانت، تينبدار، ‘تيغزراتين’،’الحي’، ‘أمريج القايد’، ‘تالة تاقوت’، ‘شبيردو’، ‘تالة أوزرو’، ‘إخليجن’، ‘تيقزيرت’، و’أغلاد لعلام’، فضلا عن كون هذه الحملة ذات المنفعة العامة إجبارية فهي أيضا مجانية.
 من جهتها، تقول البيطرية علاوة في هذا الصدد، يعتبر الجذري مرضا فيروسيا جدّ معدٍ، يصيب المجترات الصغيرة، فهو عبارة عن مرض جلدي يصيب الأغنام، ويتجلى في أعراض تتمثل في آفات جلدية معمّمة، وهو مصنّف ضمن الفئة ‘أ’ من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ما يعني أنه مرض خطير، وتعرف نسبة الوفيات المنجرة عنه ارتفاعا بين حيوان الحمل لكونه حيوانا مستضعفا ليس له قدرة على  مقاومة الفيروس، وعليه تهدف حملة التلقيح ضد الجذري إلى منع انتشار هذا المرض الذي يبلغ ذروته، خلال فصل الشتاء والصيف، خاصة أنه من بين أخطر الأمراض الجذرية الحيوانية، فهو فتاك ومعدٍ يمكن انتقاله عن طريق التطعيم.
أما الحمىّ القلاعية، فهي مرض حيواني يمكن أن يصيب الأبقار و الأغنام والماعز، وتتجلى في ظهور قرحات مخاطيّة على شكل تقرحات سطحية ولكن موجعة، تصيب الغشاء المخاطي الفموي والشفتان واللسان والأنف.، ويرى البياطرة، أن احتمال الإصابة ضعيف جدا عند الإنسان، ولكن من السهل على حيوان مصاب أن يسبب العدوى لحيوان آخر غير مصاب بالحمى القلاعية.
 ما من شك في أن المقاومة الشديدة للفيروس في الهواء الطلق تفسر قدرة العدوى التي تميّز المرض، مع العلم أن الفيروس يقاوم حتى في الأوساط التي تنخفض فيها درجة الحرارة، وجدير بالذكر أن قيام بعض الحيوانات باستنشاق الجزيئات الفيروسية يؤثر بشكل كبير على أجزاء وجهها، خاصة أن الظروف المناخية غير الملائمة تعزّز انتشار الفيروس الذي يمكن أن ينتقل عن طريق الرياح على مسافات طويلة يمكن أن تصل حتى 300 كلم.