طباعة هذه الصفحة

بسبب ضعف طاقة استيعاب المرافق السياحية ببومرداس

كراء الشقق نشاط مربح وغير مقنّـن

بومرداس: ز ــ كمال

بدأت ظاهرة كراء الشقق المفروشة من قبل الخواص تعرف مزيدا من الانتشار والتوسع بولاية بومرداس مع بداية موسم الاصطياف، حيث ازدهر هذا النوع من النشاط السياحي غير المقنن في السنوات الأخيرة استجابة للطلب المتزايد من قبل المصطافين والزوار الذين وجدوا في مقصد الولاية وجهة مفضلة لعدة اعتبارات منها أجواء الراحة النفسية والأمنية، ناهيك عن عقلانية الأسعار مقارنة مع بعض الوجهات السياحية التقليدية المعروفة وطنيا.
 
شقق مفروشة بكل الخدمات، لافتات معلقة على الجدران والأعمدة بها أرقام الهاتف وإعلانات عن كراء منازل جاهزة، وأخرى ملأت صفحات الفضاء الأزرق وبعض المواقع الالكترونية المتخصصة في الإعلانات وعملية البيع والشراء كواد كنيس، ظاهرة بدأت في الانتشار ببلديات بومرداس الساحلية مع انطلاق موسم الصيف والعطلة الصيفية للتلاميذ والموظفين استجابة للطلب المتزايد من قبل العائلات التي تفضل قضاء عطلة صيفية بهذه الولاية وأيضا تفضيل هذا النوع من الإيواء على الفنادق ومراكز الاستقبال الأخرى على قلتها ومحدودية طاقة استيعابها التي تكلف كثيرا بنظر الزائرين.
وحسب المتتبعين للملف والناشطين في هذا النوع من التجارة الموسمية البعيدة عن رقابة مديرية السياحة والسلطات المحلية، “فإن الكثير من المواطنين المالكين لسكنات قريبة من الشاطئ يفضلون تركها صيفا واستغلالها في مجال الكراء الموسمي الممتد على ثلاثة أشهر تقريبا بأسعار تفاوضية تمتد من 4500 دينار إلى أزيد من 8000 دينار وأكثر لليلة الواحدة، بالنسبة لبعض الاقامات المتواجدة بأحياء راقية بها مختلف الخدمات الأساسية بما فيها السكنات الجاهزة “الشاليهات” المتواجدة بمواقع قريبة من الشاطئ التي لا تزال تستغل في هذا النشاط منذ سنوات..
وقد ربط البعض انتشار هذا النوع من النشاط السياحي إلى أسباب كثيرة، أبرزها ارتفاع قوافل المصطافين وزوار الولاية الذي بدؤوا يقصدون شواطئ ولاية بومرداس في السنوات الأخيرة بأعداد وصلت الموسم الفارط إلى حوالي 13 مليون مصطاف نتيجة استتباب الأمن وامتلاك الولاية لشريط ساحلي يمتد على أزيد من 80 كلم من بودواو البحري غربي إلى أعفير شرقا مع وجود شواطئ خلابة وعذراء متنوعة بين الرملية والصخرية وحتى الغابية في حدود بلدية تيقزيرت التي يفضلها الكثير من أجل السباحة وممارسة هواية الصيد والتخييم، ناهيك عن قلة مرافق الاستقبال وعدد الأسرة في الفنادق الناشطة التي لا تستجيب للطلب المتزايد وغلاء الأسعار نظرا لقلة المنافسة، الأمر الذي دفع بالكثير من المستثمرين الشباب إلى التفكير في دخول هذا النشاط المربح، بإنجاز فنادق وقرى سياحية وإعادة إحياء المراكز والمخيمات العائلية التي كانت سائدة سابقا داخل الفضاءات الغابية، حيث كانت المناسبة قبل أيام بافتتاح مخيم”الساحل” بزموري في انتظار الانتهاء من باقي المشاريع الأخرى المبرمجة لإعادة إحياء قطاع السياحة بولاية بومرداس الذي يعتبر ثاني أهم مورد اقتصادي بعد القطاع الفلاحي.