النص الكامل لبرقية تعزية الرئيس بوتفليقة لأسرة المجاهد محمد الصالح يحياوي

الشعب / واج

 

بعث رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة المجاهد محمد الصالح يحياوي, الذي وفته المنية اليوم الجمعة, هذا نصها الكامل:

 "لا تطاوعني الكلمات ولا أحتمل وقع الزرء على النفس وأنا أعزي في أخ عزيز, رفيق سلاح شجاع, ومناضل صلب في دفاعه عن المبادئ السامية والمثل العليا, إنه المجاهد والمناضل والصديق الحميم, والخل الودود محمد الصالح يحياوي الذي ألفته ميادين النزال, وتماهت معه ساحات الوغى مع أولئك الذين استبسلوا سنين المعارك الكبرى على قمم الجبال وسفوحها وفي كل واد ومنحنى, ما لانوا يوما ولا بدلوا تبديلا, عاشوا على الكفاف حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا.

إن ابن مدرسة جمعية العلماء المسلمين الذي نهل في السلسبيل الصافي لذلك النبع المتدفق رحمة واستقامة وعزة وحبا للوطن, هذا الشبل, شبل الثورة لم يتخلف يوم  حصحص الحق وهب نساء ورجال إلى حمل عبء ثقيل تتقاعس عنه الفحول وتتهيبه الأبطال, ومنازلة جحافل محتل ألقى سدوله الكثيفة على وطن عزيز وشعب أبي مدة قرن ونيف, ظن بعدها المحتل أن جذوة الحرية قد خمدت في النفوس, واستكان الشعب إلى سلطة البطش والقهر إلى أن انفجرت ثورة التحرير, وهب المجاهدون يدقون حصونه المتهاوية وعروشه الخاوية, ورغم انعدام التوازن في القدرة بين قوة الشر وقوة  الخير, فان المخلصين رجحوا بإيمانهم كفة الحق ليستّأثروا بعون من الله وبأزر من شعبهم.

وقد التحقت بالرفيق الأعلى قوافل تترى الواحدة اثر الأخرى لينعموا بما وعدهم الحق, وبقيت ثلة كان لها فضل الإسهام في بناء صرح الدولة الحديثة. وما الأخ  محمد الصالح إلا واحد من هذا الرعيل الذي فرض بشمائله شرف الاقتداء وحق  العرفان بالتضحيات الجسام, إنه اليوم بين يدي الرحمن نتضرع إلية سبحانه وتعالى أن يحتسبه مع من سبقوه على محجة الاستشهاد ومسيرة الإخلاص للوطن في الجهاد والاستبسال, وقبل أن أعزي أسرته وأهله ورفاقه في السلاح وكل محبيه أعزي نفسي فيه وأبكيه, كما بكيت وأبكي كل وطني عزيز رحل أو يرحل عنا.

اللهم بوئه مقاما عليا في جنات الخلد, واحتسبه مع الأبرار من عبادك الصالحين,  وأمطره بوابل من خزائن رحمتك التي وسعت كل شيء, وأنزل في قلوب أهله وفي قلوب جميع من يمت إليه بنسب أو سبب الصبر الجميل والسلوان العظيم. وأؤكد لهم في هذه المحنة الأليمة وقوفي إلى جانبهم, معربا لهم عن تعازي الحارة ومواساتي الخالصة.

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024