احتلّت البليدة المرتبة 17 على المستوى الوطني في قائمة الناجحين في دورة جوان 2018 لنيل شهادة نهاية التعليم الثانوي البكالوريا، بتسجيل نسبة مئوية قدّرت بـ 53.62 بالمائة، وهي النسبة التي اعتبرها الكثيرون من المهتمين بالشأن التربوي، بالمهمة والجيدة، بالنظر الى الاضراب الذي مس القطاع ولائيا ووطنيا، والذي دعت اليها نقابة أساتذة التعليم ثلاثي الأطوار «الكنابست»، والذي استمر لما يقارب الـ 3 أشهر كاملة.
عقب الإعلان مباشرة عن قوائم الناجحين في شهادة البكالوريا لدورة جوان من السنة الجارية، تحوّلت شوارع أحياء عديدة في البليدة الى ليلة ملونة بالألعاب النارية، لم تتوقف إلا مع الساعات الأولى من صبيحة أمس، جاب فيها الناجحون في مواكب تشبه مواكب العرسان والعرائس مختلف الشوارع، خاصة وأنها تزامنت مع ليالي صيفية جملية وهادئة، أطلقوا فيها العنان إلى حناجرهم بالزغاريد والأغاني التي كانت تنبعث من سياراتهم، وخاصة الأغنية الخالدة التاريخية «جابوها جابوها» للمطرب المخضرم رابح درياسة.
وفي سياق الحدث التربوي الهام، أعرب المتحدث باسم الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، مصطفى بن قاسي لـ «الشعب»، عن سعادته بالنتائج المحققة بولاية البليدة والتي اعتبرها بالمرضية جدا، ومهنئا الناجحين والناجحات، ليعود بالتعليق على نسبة النجاح والتي بلغت في الولاية 53.62 بالمائة، على أنها مرضية جدا جعلتها تحتل المرتبة الـ 17 على المستوى الوطني، خاصة وأن البليدة في مؤسستها التربوية الثانوية عرفت على امتداد 3 أشهر تقريبا (من نهاية نوفمبر إلى غاية شهر مارس الماضيين)، اضطرابات كبيرة بسبب الاضراب الوطني الذي دعت اليها نقابة الكنابست وقتها، وهو ما أدخل التلاميذ في دوامة من الخوف والفوضى والارتباك، أثّرت سلبا على تركيزهم ومعنوياتهم. وأضاف بأن ما يثير الرضا أكثر أن المؤسسات التربوية التي شهدت موجة واستجابة في عدد المضربين، سجلت نسبا جيدا جدا في نجاح التلاميذ مثل ما حصل بثانوية محمد بوضياف بالعفرون، والتي بلغت بها نسبة النجاح ما يقارب الـ 80 بالمائة، وضمت معدلا ممتازا في تخصص العلوم، بلغ الـ 17.85 بالمائة، لتتوالى قائمة الناجحين بنسبة تراوحت بين الـ 50 و60 بالمائة، بالمؤسسات دوما التي عرفت موجة من الفوضى، كما أنّ سياسة الاستخلاف التي لجأت إليها الادارة الوصية لتعويض المضربين، أتت بثمارها ونجحت في تدارك الأزمة، متمنيا للتلاميذ الناجحين التوفيق في بقية مشوارهم الدراسي، والتوفيق أيضا للمؤطرين والمساهمين من قريب أو بعيد في استقرار القطاع.
