رغم أنّ فرنسا اعترفت بسقوط 40 ضحيّة فقط

حوالي 400 جزائري استشهدوا في مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس

خالدة بن تركي

 

لازال التاريخ يذكر مجازر 17 أكتوبر 1961 بالرغم من مرور 57 سنة وبشاعة المجزرة التي ارتكبتها فرنسا ضد متظاهرين جزائريين خرجوا إلى الشارع في احتجاجات سلمية للتنديد بقرار حظر التجول الذي فرض عليهم في باريس بتاريخ 5 أكتوبر من طرف محافظ الشرطة بابون، أين اعتبر المهاجرون القرار بالعنصري  خرجوا خلاله إلى الشارع في مظاهرات سلمية أقدمت   القوات الفرنسية على قتل العشرات منهم والإلقاء بهم في نهر السين دون تحديد عددهم من قبل المؤرخين، لتؤكد الشهادة الحية للمجاهد عبد القادر بخوش «أن 400 جزائري راحوا ضحية مجزرة 17 أكتوبر 1961».

قال المجاهد عبد القادر بخوش وضابط سابق بصفوف جيش التحرير الوطني وعضو المجموعة الخاصة المكونة للثورة للقيام بعمليات دقيقة داخل تراب الأراضي الفرنسية، أمس، خلال نزوله ضيفا على يومية «الشعب» - بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة - أن الحديث عن ضحايا مجازر 17 أكتوبر 1961 يقتضي المرور عبر الأحداث التي سبقتها أي عندما أطلقت الشرطة الفرنسية بأمر من محافظ شرطة باريس «موريس بابون» النار على آلاف المهاجرين الجزائريين الذين خرجوا للشارع في مسيرات سلمية ضخمة استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني واحتجاجا على قانون صدر ضدهم اعتبروه «تعسفيا».
وتضمّنت المظاهرات آنذاك حسب المجاهد عبد القادر بخوش مطالب عديدة تجسدت في شعارات حملها المهاجرون الجزائريون بعد 7 سنوات من الكفاح المسلح للمطالبة بالاستقلال وإلغاء حظر التجوال، الذي وصفوه «بالعنصري» والتأكد على مطلب التفاوض مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، والتأكيد أن جبهة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للثورة الجزائرية.
وقال المجاهد في سياق موصول «أن رغبة الجزائريين المهاجرين لم تكن سوى مظاهرة سلمية ليس أكثر، غير أن العدو الفرنسي أقدم في المقابل على مهاجمتهم وقتل العشرات منهم عمدا في الشوارع ومحطات متروالأنفاق والساحات العامة، والإلقاء بهم في نهر السين بشكل شنيع وفي عمليات قمع للمسيرات لم يحدد عدد ضحاياها بعد بالرغم من مرور سنوات على الحدث المأساوي والمجزرة التي يتذكرها التاريخ بالنظر لبشاعة المنظر وقساوة العدو الفرنسي».
وتتوافق أقوال الضابط بجيش التحرير مع ما جاء به التاريخ حول مجزرة 17 أكتوبر 1996، التي لم يحدد عدد ضحاياها بالرغم من الاعتقالات التي تمت في تلك الفترة وشملت 12 ألف جزائري احتجزوا في مراكز الشرطة وفي المحتشدات تعرضوا خلالها لأقصى أنواع التعذيب وبمختلف الوسائل، ولم تنتهي وحشية المستعمر الفرنسي عند هذا الحد بل قام بتجريد المتظاهرين من وثائقهم الخاصة لكي لا يكون التاريخ شاهدا على ما قدموه للثورة الجزائرية، وهو ما عرقل عمل المؤرخين في الوصول إلى هوية المتظاهرين وتحديد العدد الحقيقي لضحايا المجزرة الشنيعة بباريس .
واختتم المجاهد عبد القادر بخوش في رسالته النبيلة بالتأكيد أن ثورة التحرير المجيدة كانت نتيجة كفاح استمر سنوات ودماء أغرقت تراب الجزائر الخضراء، ولم يكن نتيجة جهود أشخاص كما يتداوله بعض المؤرخين الذين تناسوا الكثير من الأسماء خاصة النسوة على غرار زينة حراق وغيرهن اللواتي منحن للجزائر الكثير والكثير لأجل نزع الاستقلال من المستعمر الفرنسي، الذي حاول طمس الهوية الجزائرية بكل ما يملك من قوة وعرقلة عمل الجبهة لعدم تمكينها من افتكاك الاستقلال الذي ناد به كل جزائري سواء داخل الوطن أو خارجه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024