الإرهاب ، الهجرة غير الشرعية والشراكة الاقتصادية في الصدارة

18 إتفاقا في مجالات التعاون الثنائي منذ 2007

سهام بوعموشة

ربط الجزائر وإيطاليا بأنابيب الغاز الطبيعي أكبر إنجاز

يحل رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اليوم، بالجزائر لتعزيز الحوار السياسي بين البلدين رفيع المستوى اللذين تربطهما معاهدة صداقة وحسن  الجوار والتعاون الموقعة بالجزائر  في 27 جانفي 2003 من طرف رئيس  الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الإيطالي، وكذا تبادل وجهات النظر حول المسائل ذات الإهتمام المشترك على المستويين المتوسطي  والمغاربي وفي منطقة الساحل، منها مكافحة الإرهاب العابر للأوطان والهجرة غير الشرعية. بالإضافة إلى الوضع السائد في ليبيا والصحراء الغربية ومالي.
تعود العلاقات الإقتصادية بين الجزائر وايطاليا  تاريخيا إلى ألف سنة في المجال التجاري والثقافي والعلمي، سواء خلال الحقبة الفينيقية أو الرومانية أو العثمانية أو حتى خلال الفترة الاستعمارية، لتتعزز ثانية بعد الإستقلال، بتعين الطيب لولحروف كأول سفير للجزائر في ايطاليا، بعدما كان ممثل الحكومة الجزائرية المؤقتة في روما، حيث كانت أولوياته التعاون في مجال الطاقة والتعليم والأشغال العمومية والبنى التحتية. كما لا يمكن إغفال دعم إيطاليا للجزائر حين كانت تواجه لوحدها الإرهاب الهمجي في فترة التسعينيات.
تتمتع الجزائر بالعديد من المزايا والفرص، التي من شأنها أن تساعد على خلق مجالات شراكة وتعاون في شتى المجالات الإقتصادية من شأنه  تطوير ودعم العلاقات المتينة مع إيطاليا. وتعد فكرة مشروع ربط الجزائر وايطاليا، بأنابيب الغاز الطبيعي الذي يمر عبر تونس والتي جاء بها أنريكو ماتيو  من أهم الإنجازات التي قامت بها الجزائر بعد الإستقلال، تم إنشاؤه في أواخر السبعينات و تدشينه في 1983. وركزت العلاقات في تلك الفترة في مجال الطاقة والبحوث  وفي اكتشاف منابع النفط و الغاز.
موازاة مع ذلك، شكل مجال الطاقة لبنة أساسية في بناء العلاقات الجزائرية الايطالية، بخاصة بين كبرى الشركات، بحثا عن المصالح الحيوية والإستراتيجية التي تربط البلدين لاسيما وأن إيطاليا تفتقد للموارد الأولية، حيث قام مجمع سوناطراك بتأسيس علاقات شراكة تتمثل بالأساس في محطات التوزيع المبتكرة والحديثة مع مجموعة شركات ENI ومختلف فروعها :
 AGIP, SNAM Progetti, Saipem, Nuovo Pignone، لتتوسع بعدها الشراكة مع أكبر الشركات الايطالية منها:
 ABB Italie, Ansaldo Energia, ENEL et TERNA.
بالمقابل شكل  قطاع الأشغال العمومية محورا رئيسيا في التعاون الثنائي، من خلال  البنايات العمرانية والريفية التي قامت بإنجازها ايطاليا مثل: ميناء جنجن، تأسيس العديد من الآبار والطرقات، قنوات المياه والجسور وغيرها. بحيث شهدت العلاقات تطورا ملحوظا عقب توقيع اتفاق الصداقة وحسن الجوار عام 2003 بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الايطالي كارلو ازيليو شيامبي- إلى الجزائر والتي جاءت بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة عام 1999.
وللتذكير فقد عقد الطرفان الجزائري والإيطالي ثلاث قمم ثنائية منذ سنة 2007 وكانت آخرها سنة 2015 والتي تكللت جميعها بالتوقيع على أكثر من 18 إتفاق في العديد من مجالات التعاون الثنائي. علما أن سفارة الجزائر بروما شاركت في قمة منتدى الأعمال ايطاليا- الجزائر المنعقدة من 20-21 نوفمبر 2017 – بيسكارا والتي شهدت حضور 55 رجل أعمال جزائري و60 ايطاليا.
وبلغت القيمة الإجمالية للتبادلات التجارية بين الجزائر وايطاليا عام 2016 قيمة 9,421 مليار دولار، حيث بلغت صادرات الجزائر نحو ايطاليا قيمة 4,779 مليار دولار، بينما الواردات 4,642 مليار دولار. وعلى هذا الأساس احتلت ايطاليا المرتبة الأولى من حيث الصادرات  والمرتبة الثالثة من حيث الواردات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024