أولت المديرية العامة للأمن الوطني إهتماما خاصا لمختلف الإصدارات المتعلقة بالمجال الأمني التي تم عرضها خلال معرض الكتاب ، الذي أسدل عنه الستار مؤخرا على غرار الإصدار الأول من نوعه تحت عنوان “ الإعلام الأمني في الجزائر”، للإعلامية الدكتورة كريمة عباد وكذا كتاب، “ الأمن الوطني ...رهانات وتحديات”، للكاتب قاسي عيسى إطار متقاعد بالأمن الوطني ، بتنظيمها منتدى خاصا حول إصدارات الشرطة في سيلا 2018 .
البداية كانت بتقديم كتاب “الإعلام الأمني في الجزائر: برامج الشرطة في التلفزيون العمومي أنموذجا”، للدكتورة كريمة عباد الذي يعد أول تجربة جنينية، تؤسس لهذا النوع من الاعلام المتخصص الذي تفتقر إليه مكتباتنا باستثناء بعض المذكرات و الرسائل العلمية التي تم إنجازها حول الموضوع، تجربة مزجت مابين العمل الأكاديمي والميدان الإعلامي فهو يشكل مقاربة نظرية و تطبيقية تأتي ضمن السياق العام لمحاولة تأهيل مفهوم و مرتكزات “ الإعلام الأمني “.
إصدار علمي، تناول في جوهره تجربة رائدة لصحفية محترفة في مجال الاعلام الأمني رافقت خلال 20 سنة من مسار عملها المهني الذي تعدى 26 سنة، مختلف مصالح الشرطة الجزائرية في الميدان، خلال السنوات الصعبة التي عرفتها الجزائر، جسّدت من خلالها تجربتها في مجال الاعلام الأمني عبر هذا الكتاب القيّم الذي سيكون بمثابة سند للطلبة، الصحافيين والباحثين.
الكتاب وبحسب القراءة التي قدمتها عنه الدكتورة كريمة عباد خلال كلمتها، يتمحور حول الإعلام الأمني بشكل عام والذي يؤسس للمرتكزات النظرية التي تحكم التغطية الإعلامية للمواضيع الأمنية مستندة الى تحقيقات ميدانية حول الشرطة الذي كان نموذجا تطبيقيا تم إسقاط هذه المرتكزات عليه و إخضاعها للتحليل العلمي ، مستندة أيضا على برامج الشرطة في التلفزيون العمومي الجزائري كأنموذج.
استطردت تؤكد الدكتورة عباد أن الإعلام الأمني يشكل مقوما أساسيا ضمن منظومة الشرطة المجتمعية التي تبنتها في جزئها المتعلق بالعلاقة التفاعلية بين وسائل الإعلام و الشرطة، الكتاب الذي ضم 272 صفحة ذكر خلاله الجانب النظري الذي يحدد أهمية الاعلام الأمني، النشأة، الوظائف، الخصائص والأهداف، متضمنا في الوقت ذاته رسالة إعلامية أمنية حول كيف يكون ومختلف الضوابط الواجب توفرها، معرجا أيضا على الجانب المتعلق بالعلاقات التفاعلية بين الشرطة، المجتمع والإعلام.
المنتدى كان فرصة توجهت من خلاله الإعلامية عباد للدعوة لإثراء هذا الجانب بالأدبيات التي تؤدي الى ترسيخه كمجال إعلامي متميز ، يواكب حجم الإهتمام المتزايد الذي توليه مختلف وسائل الإعلام لهذا النوع من الإعلام المتخصص.
ليفسح المجال بعدها لتقديم كتاب “ الأمن الوطني ...رهانات وتحديات”، لمؤلفه عيسى قاسمي تطرق من خلاله الى تاريخ الشرطة عبر العصور وتطور نظامها في الجزائر قبل الاستقلال، معرجا على مسار عملية اختيار رجال الشرطة، وتكوينهم، مركزا من خلاله أيضا على مكانة المرأة في المجتمع والشرطة.
كما سلط المؤلف قاسمي الضوء على مختلف المراحل التي مرت بها مؤسسة الشرطة الوطنية، معرجا الى حاجة المجتمع الى مؤسسة شرطية قوية وعلاقة المواطن بالشرطة وغيرها من المحاور التي عكست اهتمامه بتقديم مسار هذه المؤسسة عبر مختلف مراحل نشأتها والتطور الذي عرفته المؤسسة حتى تصبح مؤسسة أمنية بإمتياز .
كان للمؤلف إطار الشرطة المتقاعد، عيسى قاسمي،من جهته إلحاح كبير بضرورة كتابة مؤلفات تحمل تجارب قيمة بإمكانها أن تفيد الجيل الصاعد في مسيرة بناء وتشييد الوطن.
