طباعة هذه الصفحة

الروائي أمين الزاوي:

الثقـافة في عهـده تعـززت

سميرة لخذاري

أكد الأديب والمثقف أمين الزاوي، أن مرحلة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، بما حملته من انفتاح على الأصوات المختلفة، وتطلع للديمقراطية، اتسمت بجدل واسع بحثا عن خروج الجزائر بعيدا عن الاشتراكية، كما فُتحت خلالها أبواب جديدة للأدب الجزائري ومختلف الفروع الثقافية الأخرى.
وقد قال الروائي أمين الزاوي لـ «الشعب» أن مرحلة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد تميزت بخاصيتين، الأولى أنها المرحلة الأكثر حركة على مستوى الكتابة، حيث بين أنها الفترة التي ظهرت فيها الكثير من الأسماء والأقلام البارزة في عالم الكتابة والأدب والتي استطاعت أن تثبت وجودها على المستوى العالمي، حيث ذكر في هذا الشأن الزاوي بمجموعة من تلك الأسماء ويتعلق الأمر بكل من الروائي الكبير رشيد ميموني بروايته ''نهر المحول''، صاحب النصوص الكثيرة والمتميزة المثقف الكبير الطاهر جاووت، إضافة، حسب ذات محدث «الشعب»، إلى التكريس المميز والملحوظ للروائي الكبير ياسمينة خضرا الذي استطاع في هذه الفترة أن يكسر كل الأضواء الباهتة ويخرج أكثر إلى الساحة الأدبية والميدان الثقافي العالمي عموما.
كما وصف أمين الزاوي، في حديثه مع «الشعب»، بالفترة الذهبية للثقافة الجزائرية، حيث عرفت خلالها هذه الساحة إنعاش الميدان الثقافي في الجزائر بعديد الفضاءات التي تعنى بالفنانين والمثقفين، التي اعتبرها محدثنا أهم مشاريع أساسية رمزية، منها رياض الفتح لقاعات السينما وعديد الصروح التي تخدم هذا الميدان المهم في بناء ورسم الهوية الوطنية، حيث قال الزاوي في هذا الصدد ''ويبقى إلى اليوم مقام الشهيد رمزا للجزائر ووجهة لزوارها من مختلف أنحاء العالم لما يحمله من تراث ومخزون تاريخي مهم يخص البلاد''، إضافة إلى تدشينه لأحد أكبر الجامعات الجزائرية، وهي جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، رغم السعر المتدني لبرميل البترول الذي كان يتراوح بين ٥ و١٠ دولارات.
وقد أشاد أمين الزاوي بالمجهودات التي بذلها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، خدمة للمثقف والثقافة، حيث التفت، حسبه، التفاتة مميزة لهذا الميدان، وأسندت في مرحلته مسؤولية تسيير مختلف المؤسسات والهيئات الثقافية لشخصيات بارزة خدمت وشرفت الثقافة الجزائرية أحسن تشريف، حيث كان على رأس وزارة الثقافة في تلك الفترة المثقف الكبير عبد المجيد مزيان، رحمه الله، وعلى رأس مديرية الثقافة مثلا بوهران عبد المالك بورطال، قائلا في هذا الشأن ''الشاذلي احترم المثقفين، وضعهم في أماكنهم وخاطبهم بلغة الاحترام''.
وقد كشف الزاوي لـ «الشعب» عن الميزة الأساسية التي رآها في الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد من خلال الملاحظات والحقائق التي عاشها وهو طالب جامعي، حيث قال ''عرفت الشاذلي رحمه الله وأنا طالب بوهران حين كان قائدا للناحية العسكرية الثانية، واشهد انه كان رجلا قريبا جدا من العامة''، حيث استذكر الزاوي في هذه اللحظة زيارات الشاذلي التي كان الطلبة يحظون بها في الجامعات والأحياء الجامعية أيضا، والتي كانت تأتي ''مجردة من البروتوكولات والحرس''، إضافة إلى التقاء الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد مع الصحفيين في النوادي الإعلامية، حين كان الزاوي في بداية مشواره الذي كانت انطلاقته من جريدة ''الجمهورية''، حيث قال «الشاذلي رحمه الله يتميز بكثير من الخجل وله خاصية حب الاستماع للآخر».