خاطرة

الورم الخبيث

بن دادة وداد

 لكل داء دواء ،أما داء السرطان فدواؤه الداء ذاته. من قال أن الموت واحدة ؟ يجهل حقيقة موت صامت. من قال أن الوفاة هي خروج الروح وحمل على الأعناق ؟ إن الموت يا أحباب أيضا له أشكال. ميت وهو على قيد الحياة، ملك الموت يخطف الروح، لكن مريض السرطان يموت كل يوم ، وكل دقيقة ،في كل جزء من الثانية. معاناته في صمت، عيناه تبصران كيف أن الأورام السرطانية تسرق ابتسامته، سعادته، ضحكه ومرحه... في المرآة يسترق النظر إلى نفسه يبصر لون وجهه الشاحب الذي بث السرطان فيه سمومه، فاستبدل خدودا وردية باصفرار يكاد يكون بياضا، نار تشعل  الروح ،وتنخر العظام، فلا يصبح للحياة عنده طعما.
 السرطان بالنسبة لمرضاه عدو شرس لا سبيل للتخطيط في كيفية محاربته ومجابهته، فكيف لعبد ضعيف طفل صغير أن يعرف معنى العدو والتخطيط؟ لكن... وقد أقول بالمختصر إن الأورام الخبيثة  لا تميز بين جسم طفل صغير ولا كبير تنتشر ،وتتكاثر دون توقف لتسيطر على الأعضاء المصابة وقد تصل لأعضاء أخرى ،ليأتي دور العلاج الذي لن يكون أقل ألما ووجعا ولا أرحم من دائه وأورامه التي توخز ، وتنخر الجسم نخرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025
العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025