طباعة هذه الصفحة

المحامية بن براهم :

وقف إطلاق النار انتصار للشعب الجزائري

جلال بوطي

اتفاقيات ايفيان كانت مرحلة انتقالية حساسة

شكلت الذكرى 57  لاتفاقيات ايفيان، أمس،  محطة تاريخية أمام الباحثين لإعادة استذكار أحداث جوهرية في تاريخ الجزائر، حيث أكد المجاهد محمد كشود، والمحامية فاطمة الزهراء بن براهم صعوبة الانتقال الديمقراطي آنذاك، بالنظر إلى التحديات التي كانت ستواجه الدولة الفتية بعد الإستقلال.
 قالت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم إن المفاوضات بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وحكومة ديغول الفرنسية كانت حساسة، و تمخضت عنها اتفاقيات إيفيان، مؤكدة  أن المرحلة الانتقالية كانت «جد صعبة» من جهة الطرف الجزائري، الذي أشرف بعدها على تسيير الشؤون الداخلية والخارجية للشعب الجزائري، خاصة وأن المجتمع الجزائري كان «مضطرب داخليا».
سلطت المحامية بن براهم  والمجاهد كشود خلال منتدى الذاكرة، أمس، بيومية المجاهد الضوء على ندرة الأوراق الرسمية والأرشيف حول المرحلة الانتقالية التي تلت تسليم حكومة ديغول الفرنسية إلى الحكومة الجزائرية المؤقتة من أجل تسيير الشأن العام الجزائري داخل وخارج الوطن.
في هذا الصدد ذكرت بن براهم أن الحكومة الجزائرية باعتبارها الهيئة الرسمية الممثلة للشعب الجزائري انتهت في سبتمبر 1962، أي بعد شهرين فقط من استرجاع السيادة الوطنية، موضحة أن الشخصيات الوطنية التي تفاوضت مباشرة مع منظمة الجيش السري، على رأسهم عبد الرحمان فارس الذي تفاوض شخصيا 3 مرات مع جون جاك سوسيني الذي كان يترأسها حينها هذه المنظمة الفرنسية، داعية في ذلك إلى الكشف عن هذه الوثائق التي توضح كيفية تسيير الحكومة الانتقالية للشأن العام بعد استرجاعها من حكومة ديغول.
من جهته ذكر المجاهد محمود كشود إلى كيفية تفاوض الحكومة الجزائرية المؤقتة مع حكومة ديغول، ومدى تلاعب هذه الأخيرة بالمصطلحات، خاصة منها الدبلوماسية والاقتصادية «لمغالبة» ممثلي الشعب الجزائري. و في هذا الصدد، أبرز كشود فطنة ممثلي الشعب الجزائري رغم مستواهم الثقافي ووطنيتهم التي ركزت أكثر من أجل الحفاظ على ممتلكات الشعب الجزائري.
و ثمن المجاهد النتائج التي تمخضت من اتفاقيات إيفيان على غرار وقف إطلاق النار والاقتتال بين جيش التحرير الوطني وجيش حكومة ديغول، وذكر ان الإستعمار الفرنسي كان يسعى بكل قوة الى تقسيم الجزائر بعد ان تأكد من فشل مخططاته الأولى للقضاء على وهج الثورة التحريرية، وعمل على زرع الفتنة لعرقلة كل المسارات، مشيرا إلى ان الإختلاف بين قادة الثورة كان أمرا محتوما لكنه خدم الثورة.