بعد مرور عام عن فاجعة

وقفة استذكار لعائلات ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك

البليدة: لينة ياسمين

مرت سنة كاملة على فاجعة حادث سقوط الطائرة العسكرية، بحدود مطار بوفاريك العسكري شمال البليدة، وكان للذكرى وقفة مع عائلات 257 ضحية، توافدوا إلى مكان الحادث، وبكوا في حزن أبناءهم وأزواجهم وأولياءهم، حاملين في أيديهم وردا وصورا للضحايا في صمت حزين.

بتخوم مطار بوفاريك العسكري، التقت عائلات الضحايا الشهداء، قادمة من ولايات عين الدفلى وباتنة والبويرة وتيبازة والبليدة والمدية والشلف، مرفوقين بصغار الضحايا، وبأيديهم حمل الوالد والأم، والزوجة والابن والبنت والجد والجدة، صورا للضحايا، وبكوهم في هدوء، كيف لا وهي الفاجعة التي دوت ومسّت كل عائلة جزائرية في الداخل والخارج، وتناقلتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وتناولت خبر الحادث المؤسف بإسهاب، كيف سقطت الطائرة العسكرية «اليوشين 76، في صبيحة 11 أفريل من العام 2018، وهي تحمل على متنها ما لا يقل عن 257 راكب، غالبيتهم من الجنود والطاقم القائد للطائرة، لتوصلهم إلى ثكناتهم العسكرية، لكن شاء القدر ولخلل ما، تمايلت أجنحة الطائرة الضخمة، وبدأت ترتجف بين نسمات الهواء، لتهوي في حقل على مقربة من حي سكني شعبي، قالت شهادات تواترت وقتها، إن قائد الطائرة تحايل في دهاء وزمن ثمين، وأبعد ما استطاع الطائرة، لتسقط وسط أرض وليس فوق رؤوس الناس، لتنفجر وتشتعل بها النيران، وتسارع سيارات الإطفاء والإسعاف، للتدخل، إلا أن الوقت لم يكن كافيا، ومات جميع الركاب بعد أن تطايرت أجزاء من الطائرة هنا وهناك، وأعلن الحداد في كل دار وبيت بالجزائر، حزنا لاستشهاد 257 راكب، وهم في طريقهم لأداء واجباتهم.
الذكرى الأليمة كانت حزينة فعلا، خاصة وأن بعضا من الذين حضروا من تلك العائلات حملوا بأيدهم صورا لآبائهم أو أبنائهم أو أزواجهم، وبكوا في حرقة موتاهم الشهداء، وفي خضم المشهد الحزين، قالت طفلة تيتمت، التقطوا صورة لأبي، إنه عندي ربه شهيد، يرقبني من فوق السماء، وأنا سأحفظ اسمه وذكرياته، وعلى بعد متر أو مترين، حملت سيدة صورة لابنها، وقالت لقد ربيته وحيدا ولم يكن لدي مال وأنا المطلقة، وتحملت وتحاملت على الزمن، ووفرت له قلما وكراسا وكتابا، وتعلم ونال الشهادة ثم البكالوريا، والتحق بصفوف جيشنا، وكان له ما يرغب، وأصبح ينفق علي، بعد أن تعبت وأصبحت عاجزة، لكنه اليوم رحل ولم يعد يأتي ليزورني في عطله، لقد رحل وأخذ معه قلبي وعقلي، وليس لي إلا الدعاء له بالرحمة.
وفي خضم المشاهد الحزينة، أبدت عائلات أسفها، لعدم بناء وإنجاز نصب تذكار للضحايا الشهداء، بمكان وقوع الحادث، وأعربوا عن أملهم في أن تسارع الجهات الوصية، لإنجاز معلم، يخلد أسماء الشهداء، حتى يظل ذكرى أمام الأيام والتاريخ، فيما أعربت عائلات أخرى عن أملها في أن يتم مساعدتها في ظروفها الصعبة، خاصة وأن من تلك العائلات، من كان أبناؤهم الشهداء أو أزواجهم أو آباؤهم، هم مصدر أرزاقهم، وهم يسألون عن إعانات وفق ما يقتضيه القانون، تعينهم في يومياتهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024