طباعة هذه الصفحة

«العيش معا في سلام»

قيم مجسدة بإعجاب من الشعب الجزائري منذ 22 فبراير

اليوم العالمي للعيش معا في سلام الذي يرمز إلى مجموعة من القيم التي يجسدها الشعب الجزائري منذ 22 فبراير الماضي، مطالبين بشكل سلمي وبروح تضامنية لا مثيل لها، بنظام سياسي جديد يقوم على دولة القانون يحتفل به اليوم.
قد أثار التجند الشعبي والمظاهرات الجماعية المنظمة منذ هذا التاريخ للمطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي، إعجاب العالم بأسره من خلال روح التحضر وسيرها السلمي بجميع ربوع الوطن.
وتحلى الشعب الجزائري، بدرجة عالية من الوعي السياسي والتمسك العميق بالعمل السياسي السلمي خلال هذه المظاهرات التي خلت من المواجهات وجرت في إطار تميز بالتضامن والمساعدة. كما تميزت هذه المظاهرات بخروج عائلات جزائرية بأكملها وبمشاركة جميع شرائح المجتمع والفئات المهنية.
كما شاركت الجالية الجزائرية في الخارج في هذا «الحراك» (الحركة الشعبية) مبدية بذلك تمسكها الشديد بالوطن الأم. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون «جيش، شعب خاوة، خاوة» و«سلمية، سلمية» وهي شعارات دوت جميع التراب الوطني كرست بذلك الإرادة في إصلاح عميق للبلد مع السهر على حماية استقراره ووحدته.
وقد جابت صور لشباب وهم ينظفون الشوارع عقب هذه المظاهرات وصور لآلاف الأشخاص وهم يفسحون الطريق وبانتظام أمام مرور سيارة إسعاف أرجاء العالم. وبدا الشعب الجزائري في كل مرة في صورته الحقيقية: فخورا ومتمسكا بالسلام.
وحرصت من جهتها قيادة الجيش الوطني الشعبي على الإشارة الى «الانسجام القوي بين الشعب وجيشه»، معربة في هذا السياق عن «رفضها القاطع لإراقة قطرة واحدة من دم الشعب منذ بداية المسيرات الشعبية وعزمها على سد الطريق أمام كل من يحاول هز استقرار البلد والمساس بوحدة الشعب».
وأكدت أيضا «وقوفها إلى جانب الشعب قصد بلوغ أهدافه الرامية إلى إحداث التغيير المرجو».
وتم ترسيم اليوم العالمي للعيش معا في سلام من طرف منظمة الأمم المتحدة سنة 2017. وتعتبر اللائحة المتعلقة بهذا اليوم، ثمرة مبادرة من الجزائر حيث تمت المصادقة عليها بالإجماع من طرف 193 بلدا عضوا في منظمة الأمم المتحدة.
ويتمثل الهدف من اللائحة (130 / 72) للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في تشجيع «التعبئة المتواصلة للجهود المبذولة من طرف المجتمع الدولي لصالح السلم والتسامح والتكامل والتفاهم والتضامن».
ودعا الشيخ خالد بن تونس مؤسس الجمعية الدولية الصوفية العلوية الذي يعتبر صاحب مشروع ترسيم يوم دولي للعيش معا في سلام، بمناسبة إحياء الطبعة الثانية لهذا اليوم، إلى إنشاء «دور للسلام» على مستوى روضات الاطفال والمدارس الابتدائية قصد «تلقين الأطفال ثقافة السلم بفضل بيداغوجية بديلة»، مؤكدا أن مثل هذه الدور موجودة في الجزائر والمغرب وهولندا.
وفي حديث للجريدة الفرنسية نيس-ماتان، أوضح الشيخ بن يونس أن جمعيته تعمل مع جامعات في كندا وألمانيا ومنظمات غير حكومية ومنظمة اليونسكولنشر ثقافة السلم في جميع مدارس العالم.