طباعة هذه الصفحة

خلال ندوة تاريخية حول ذكرى استشهاد زبانة

زيتوني: تغليب لغة الحوار للخروج من الأزمة

سهام بوعموشة

 التشاور التوافقي ضروري لتجاوز الوضعية الاستثنائية

دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني، لدى إشرافه، أمس، على الندوة التاريخية التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد حول المسار النضالي والجهادي للشهيد أحمد زهانة المدعو زبانة بمناسبة الذكرى 63 لاستشهاده للحفاظ على أمانة الشهداء وصون الوديعة، بالتمسك بالقيم السامية للثورة، وتغليب لغة الحوار البناء وتقاسم المشاورات والطموحات من أجل غد أفضل وتجاوز الوضعية الإستثنائية التي تشهدها الجزائر.
إستهل وزير المجاهدين تدخله بالإشادة بالفقيد المجاهد سعيد عبادو الذي أدى واجب التحرير وواجب البناء في الجزائر المستقلة، واصفا الشهيد البطل ورفيق دربه الشهيد عبد القادر فراج برمز الفداء والتضحية من أجل الوطن، والبطل الذي سجل إسمه بحروف من ذهب ونور على صفحات كتاب تاريخ الجزائر ليبقى خالدا خلود العظماء الأشاوس، واسمه سيظل مرادفا للشجاعة والإخلاص ومن أولئك الذين نالوا شرف غرس الثورة في الأفئدة والنفوس بتقدمهم صفوف من وهبوا حياتهم فداء للحرية والكرامة والسيادة التي ننعم بها اليوم.
وأضاف زيتوني أن سي إحميدة، كان من رجال الحركة الوطنية ومن الأعضاء البارزين في المنظمة الخاصة ومن الرعيل الأول الذين أعدوا العدة وتحضير المناضلين والمجاهدين لتفجير الثورة التحريرية المباركة، وهو الذي أشرف على عمليات ناجحة في نواحي وهران في 1 نوفمبر 1954.
وأبرز الوزير أنه بالرغم من أن القدر اختطف زبانة مبكرا من صفوف الثورة التحريرية، إلا أن بصماته في صناعة مسيرة أمتنا لن يمحوها الزمن أبدا، كما جسد الشهيد من خلال أعماله البطولية حيا وشهيدا قمة التفاني في حب الوطن وذروة الوعي بالمسؤولية والتحلي بالجرأة والإقدام الذي زعزع أركان المستعمر وتحدى المقصلة.
وحسبه فإن استشهاد أحمد زبانة لم يكن نهاية مجاهد شجاع، إنما كان نهاية خطط العدو في ترهيب المجاهدين فغرس روح التضحية في أفئدة وروح بنات وأبناء الشعب الجزائري برمته، وتركهم على العهد لمواصلة الكفاح إلى أن يتكلل بتاج الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.
وقال:»إننا نقف وقفة إجلال لإستلهام العبر والقيم العليا، التي عاشوا من أجلها واستشهدوا من أجلها، والغاية من ذلك مواصلة إعلاء صرح الجزائر، وجعل كلمتها رسالة قوية مؤسسة راسخة تستمد قوتها من قوة تاريخها وتلاحم أبناءها».
وأكد زيتوني أن تاريخ 19 جوان 1956 سيبقى خالدا في ذاكرة الأجيال وستظل سيرة أحمد زبانة في هذا اليوم وسائر الأيام، ومن خلالها كل شهدائنا الأبرار، مضيفا أن تاريخ الجزائر ملحمة متواصلة وأننا نقف وقفة إكبار عاقدين العزم على مواصلة رسالة الشهداء الأمجاد.
 داعيا الأجيال لإستلهام مقوماتنا الأصيلة وثوابتنا الراسخة المجيدة المبنية على تغليب لغة الحوار البناء الشامل والتشاور التوافقي الحكيم، وتقاسم الانشغالات والطموحات ومشاطرة الجميع، وكذا التلاحم والتجند الدائم للحفاظ على أمانة الشهداء وصون وديعتهم بالتمسك بالقيم والمبادئ السامية لثورة نوفمبر وبذل الجهود للسمونحوالريادة العالية وتجاوز الوضعية الإستثنائية التي تشهدها بلادنا، وكسب رهانات المرحلة ومواجهة تحدياتها لاسيما منها في محيطنا الإقليمي. مشيدا بالمجاهدين الأحرار على ما بذلوه من تضحيات لتحرير الجزائر.
وأضاف وزير المجاهدين أن، المسؤولية اليوم عظيمة أكثر من أي وقت مضى عظمة الوديعة وهي مسؤولية الشرف والمحافظة على الوطن، من أجل غد أفضل لشبابه لتحقيق تطلعاته في الرقي والازدهار، ولوطننا المجيد الذي فداه شهداءنا بدمائهم الطاهرة.
من جهته، قال الدكتور يوسف تلمساني أن ما تميز به زبانة بشهادة أحد محاميه أنه طلب من جلاديه نزع قيود اليدين، للتقدم ووضع رأسه في المقصلة وكانت أمنيته الأخيرة هي الصلاة وتحرير رسالة لوالدته، مضيفا أن المقصلة توقفت عند رأسه ثلاث مرات فثار المحامون لإطلاق سراحه، لكن السلطات الفرنسية أصرت على قتله، وما لاحظه المحامون هوأن رأس زبانة ظل ملازما لجسده وهذا ما لم يحدث أبدا في التاريخ إلا مع الشهيد زبانة. واستعرض الأستاذ بجامعة الشلف رضا بن عتو نبذة عن حياة الشهيد ومساره النضالي والجهادي.