طباعة هذه الصفحة

وقفة تأبينية للمجاهد الراحل عبادو:

تاريخ حافل بالنضال... ودعم كبير للبحث العلمي في مجال التاريخ

فريال بوشوية

 صاحب المقولة الشهيرة «الثورة الجزائرية حررت إفريقيا» الراحل المجاهد السعيد عبادو، كان له الفضل في إعطاء دفع للبحث العلمي في تاريخ الثورة مؤسسا لشهادة ماجستير في الثورة العام 1992، وفق ما أكد أستاذ التاريخ محمد لحسن زغيدي، رحل الأمين العام الأسبق للمنظمة الوطنية للمجاهدين والوزير الأسبق للمجاهدين، بتاريخ حافل بالولاية التاريخية السادسة إبان الفترة الاستعمارية كما مكن من طبع عديد الكتب التاريخية.

طبعة، أمس، من منتدى الذاكرة، المنظم بالتنسيق بين جمعية مشعل الشهيد ويومية «المجاهد»، تميزت بالوقفة التأبينية التي تناولت خصال المجاهد الراحل السعيد عبادو بحضور ابنيه لخضر وأسامة، إذ سلط المشاركون فيها من زملائه في النضال ومن رافقوه بعد الاستقلال من مؤرخين وأصدقاء الضوء على مساره الحافل إبان الفترة الاستعمارية، التي نضال كثيرا من أجل استصدار قانون يجرم الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال سواء لدى توليه منصب وزير المجاهدين أوطيلة توليه منصب أمين عام للمنظمة الوطنية للمجاهدين.
وقال الأمين العام لوزارة المجاهدين خلال تولي الراحل عبادو هذا المنصب الحكومي محمد لعروسي، إنه مدرسة في الوطنية والإخلاص والعمل والوفاء للوطن، كان شعاره دائما «طلب المسؤولية خيانة، ورفضها خيانة»، مذكرا بأنه بادر بإنشاء مديريات ومتاحف وطنية عبر كامل التراب الوطني، وأشرف على تجهيزها بتسجيلات، وإلى ذلك بادر بإطلاق عملية تسليط الضوء على تاريخ الثورة، موازاة مع الحرص على زرع مبادئ وقيم الثورة في الأجيال الصاعدة، بتأسيس لجان مشتركة مع الوزارات على غرار وزارة التربية الوطنية.
من جهته، المدير العام لمتحف المجاهد الدكتور مصطفى بيطام، أعلن تخصيص الرقم 392 من جمع الشهادات، إلى المجاهد السعيد عبادو داعيا إلى المساهمة بقوة، من خلال تقديم شهادات تخص تاريخه النضالي وما قام به بعد الثورة، وقدم المجاهد والوزير الأسبق محمد كشود نظرة وافية عن حياة الرجل والمجاهد الذي كان رفيقه في الدراسة بمعهد ابن باديس، مؤكدا بأنه رجل تقي نقي وجدي في عمله إلى أقصى حد، يدافع عن قضايا المجاهدين وحقوقهم.
وتوقف الأستاذ زغيدي مطولا عند المسار التاريخي للرجل، لافتا إلى أنه من أبرز المجاهدين الذين عملوا في سبيل الذاكرة الوطنية رافقه 40 سنة، واستنادا إلى شهادته فان المنظمة الوطنية للمجاهدين عاشت فترة نوعية مطلع الثمانينيات في عهده وبلغ نشر ثقافة التاريخ أوجها، من خلال تنظيم ملتقيات مخصصة تعنى بجوانب الثورة، كما أسس اللجنة الوطنية للأعياد الوطنية ومتحف المجاهد، وتم طبع 150 مؤلف ومجالس للولايات التاريخية.
رفيقه في الدرب والنضال معراج جديدي تحدث عن مسعاه لسن قانون يجرم الاستعمار الفرنسي، فيما أكد عمر بلحاج عن المنظمة الوطنية للمجاهدين عن أعمال الرجل، وخلص إلى القول سنبقى أوفياء له ولأعماله الثورية في سبيل تحرير الوطن».