تحدث من قسنطينة عن «الغجر يحبون أيضا»

واسيني الأعرج: الرواية هي تمجيد للغجر الذين يقدسون الحرية 

قسنطينة/ أحمد دبيلي

استضاف، أمس، نادي «المزهر المسرحي»، التابع لمسرح قسنطينة الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، الروائي الجزائري الدكتور «واسيني الأعرج»، في لقاء أدبي حضرته نخبة كبيرة من المثقفين، الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
في تقديمه لهذا اللقاء الأدبي، قال الأديب والإعلامي «محمد زتيلي»، المشرف على «نادي المزهر المسرحي» أن هذا الأخير، عاد إلى نشاطه الثقافي من جديد من خلال شخصية غير عادية وهي الروائي العالمي «واسيني الأعرج» الذي تفتخر به الجزائر كأحد الأسماء الأدبية المرموقة بفضل ما قدمه من إبداعات في الحقل الروائي والذي ترجمته نحو 20 رواية من رواياته التي ترجمت في أغلبها إلى عدد كبير من اللغات العالمية.
في مداخلته، وقبل أن يخوض في بعض جوانب روايته الأخيرة « الغجر يحبون أيضا»، والتي كانت محور هذا اللقاء، تحدث الدكتور «واسيني الأعرج» عن الرواية بصفة عامة والتي قال عنها إنها هي الحدث والعمل الذي يدوم طويلا في بعض الأحيان، فهي تنبثق عن جهد كبير يبذله الروائي لإيصال هذا النص إلى الجمهور ويبقى هذا النص هو الجسر الوحيد بين القارئ والكاتب.
وأضاف الروائي أن العلاقة مع الرواية يجب أن تكون حيوية بأن تثير جدلا، لأن كل ما يكتبه الروائي هو جزء من اختبار إنسانيته وهو في نفس الوقت تحد لكل المشاهد القبيحة والجميلة منها، مشير إلى أن كل رواياته تتجه نحو هذا المنحى، فالرواية هي على حد قوله مدعاة للتأمل والتفكير.
وعن فحوى روايته «الغجر يحبون أيضا» قال «واسيني» إن أحداثها تدور في الخمسينات من القرن الماضي وتتحدث عن لعبة «مصارعة الثيران» الشهيرة، فهي في منطلقها تبدأ بعلاقة الرجل الإسباني بالجزائري، وهي تطرح فكرة كيف يواجه الإنسان قدره (اللقاء وجها لوجه بين الإنسان والحيوان في الكوريدا)، هنا يجد الإنسان نفسه أمام هذه الأقدار وكيف يواجهها على أرض الواقع؟، والرواية تثير أيضا ومن خلال أحداثها شخصية «الغجر» الذين كانوا موجودين في مدينة «وهران» آنذاك فهذا العمل الأدبي هو تمجيد لهؤلاء «الغجر» الذين يقدسون الحرية ويعتبرون أن كل الأرض أرضهم وأن هذه عملتهم على مر العصور والأزمنة؟.
وختم «واسيني الأعرج» هذا التقديم، بأن في الكتابة الروائية جزء أيضا لاشعوري يجب الانتباه إليه، رغم أن الإنسان في قرارة نفسه ـ حسب قوله ـ  لا يقبل أيضا بالازدواجية في الإنسان، الجانب الإنساني والجانب الحيواني المتوحش، فالذي يكتب رواية يكتب في الحقيقة من هذه الزاوية أوالدائرة.
الجدير بالذكر، أن هذا اللقاء تبعته مناقشة ثرية ومطولة تمحورت حول عنصر التاريخ في الرواية، ومدينة وهران في روايته «الغجر يحبون أيضا» كما تطرقت المناقشة إلى النقد الأدبي  واحتضان الجمهور الجزائري لأعمال كتابهم وأيضا اختيار الكاتب لشخصيات الرواية، وكيفية ولوج عالم الكتابة الروائية.     

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024