طباعة هذه الصفحة

في ذكراها الثالثة

آمال مرابطي بسمة عالقة بقاعة التحرير

نور الدين لعراجي

لا يزال ذلك اليوم راسخا في ذاكرة أسرة جريدة الشعب، وهي تتلقى خبر الحادث المروري الذي اودى بحياة الزميلة امال مرابطي، مراسلة الشعب من ولاية قالمة، على الطريق السريع، في المدخل الغربي من ولاية البليدة كانت المأساة، وكأن الاقدار فضلت ان تكون مدينة الورود البليدة، هذه البقعة الجغرافية من الجزائر، اخر موطن تحملين منه جثة هامة الى مثواك الاخير .
قبل الليلة المشؤومة نشرت الفقيدة على صفحتها «بالفايس بوك» صورا تبين الاخوة المغاربة وهم على الشريط الحدودي تحت رايتهم ومن الجهة الاخرى يتجمع الجزائريون، وينظر الاشقاء الى بعضهم البعض، عبر سياج من الاسلاك الحديدية الفاصل بينهم و كأنها كانت تريد نثر تلك الحدود للم الشمل بين الاشقاء الذين فرقت بينهم السياسات .
وفي الغد عادت ادراجها من ولاية تلمسان نحو موطنها قالمة رفقة اسرتها، وهي في المقعد الخلفي من سيارة والدها، تحمل جهاز الكمبيوتر، تدون تلك الخرجات، وإرسالها الى التحرير في شكل استطلاع، لكن الاقدار توقفت عند نقطة النهاية .
أمال مرابطي وهي في عمر الزهور، لم تكن تعلم ان الحياة ستتوقف عند اخر ريبورتاج نشر لها، ولم تطلع عليه، فهي لا تكتب في القسم الوطني فقط، بل في كل الاقسام لها قسط من الكتابة والمقالات، حتى انها اصبحت فلسطينية بالتبني وهي تكتب عن الاسرى الفلسطينيين، ومعاناتهم في سجون الاحتلال، رافقت معاناتهم بالكتابة والتحليل والحوار، فنقشت حروف اسمها على كل زنازن الاحتلال، وصاراسمها اشهر من نارعلى علم بين الفلسطينيين انفسهم، ولحظة سماع خبر وفاتها، أقيمت لها تأبينية كبيرة بالأقصى، حضرها قادة وزعماء، بل رثاها ابناء القدس بقصائد وكلمات بقيت شاهدة على مكانتها عند الاشقاء العرب .
صورتها لا تزال عالقة بقاعة التحرير، وعن طريق محرك البحث «غوغل»، حروف اسمها شاهدة على مرورها من هنا، قلما وإنسانة وزميلة وشابة في عمر الزهور، وداعا أمال ...وداعا ايتها الرفيقة في علياء الجنان ..وسلام لك من الامكنة التي تعرفينها هنا ...تحية اليك بحجم المحبة ...ومسافات الغفران .