طباعة هذه الصفحة

أكدت أن سجن رموز الفساد يمثل إنجازا نوعيا ومكسبا كبيرا

«حمس» تؤكد أن الحراك الشعبي السلمي حقق أهداف عديدة

جلال بوطي

قال القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش،أمس، أن الحرَاك الشعبي حقق أهدافا عديدة تمثل إنجازا نوعيا ومكسبا كبيرا ، لم يكن لأحد يحلم بها قبل رحيل العصابة وسجن رموز الفساد، داعيا إلى محاربة الاختلافات الإيديولوجية داخل الحراك لبلوغ مشروع الدولة الوطنية في كنف الحرية والعدالة.
ذكر حمداودش أن اكبر الأهداف التي تحققت منذ انطلاق الحراك الشعبي السلمي في 22 فيفري الماضي هوتحرر العدالة واستقلاليتها من خلال الزج برموز ورؤوس الفساد التي أدخلت الجزائر في دوامة طيلة عشرين سنة، مشيرا إلى أن بروز دور الجيش يؤكد كذلك تحرره من العصابة التي أسهمت في شل كل المؤسسات لصالح بقاءها في الحكم.
وأوضح النائب عن حمس ،أمس، في منشور له عبر صفحته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انه واهم من يعتقد أن تحقيق بعض الإنجازات والأهداف هومبرر كافٍ للقبول بشيطنة الحرَاك والاقتناع بقرصنته والتلويح بتخوينه، لأن اللوم سيكون على مَن ينخدع بالقيام بنصف ثورة، والتي هي مقبرة حقيقية لأصحابها إذ أن خصوم الحرَاك لهم القدرة على العودة والسيطرة بما لهم من إمكاناتٍ مؤسسيةٍ وماليةٍ وإعلاميةٍ كبيرة.
ومع ظهور بعض الأفكار الأيدلوجية خلال مسيرات الجمعة الأخيرة للحراك أشار حمدادوش انه من المؤسف أن الحرَاك الشعبي لا يزال يأكل أبناءه عندما يتم الإصرار على الاستقطاب الإيديولوجي والصراع الحزبي بخلفياتٍ تاريخية، التي لا تزال جامدةً عند لحظاتٍ زمنيةٍ غابرة، مؤكدا انه أصبح بأس مكونات هذا الحرَاك بينه شديد عبر تحطيم كل الرموز واستهداف كل المرجعيات وشيطنة كل القيادات والدخول في منطق المنافسة قبل الوصول إلى الملعب الديمقراطي الحقيقي فتعود الأحزاب والتيارات إلى نفس المربع الذي تتقنه الأنظمة الشمولية عبر سياسة فرق تسد دون الاعتبار بالماضي.
وقال حمدادوش أن بعض رموز النظام البوتفليقي والتي كانت حاميةً له ومدافِعةً عنه استطاعت أن تحدِث شرخًا في المعارضة وفي الحرَاك الشعبي، واللوم لا يقع عليها فتلك هي مصلحتها وبالتالي ذلك هوحقها، كاشفا أنها تخوض معركةً وجودية بقدر ما يقع اللوم على مَن أعطى لها الفرصة في ذلك عندما يرفض التنسيق والعمل التشاركي بين مكونات الحرَاك والقوى السياسية والإصرار على التمايز والعمل وفق أجندات خاصة والتصعيد بسقفٍ سياسي لا يقبله التوافق السياسي ولا الواقعية السياسية في مثل هذه الظروف.
في مقابل ذلك ابرز النائب عن حمس انه سيكون جميلاً عندما تتكامل وتتبادل الأدوار بين مكونات الحرَاك الشّعبي عندما يكون ضمن إستراتيجية واضحةٍ وخطة متفقٍ عليها تجمع بين العاطفة القوية للشعب في الشارع وبين عقلانية النّخب السياسية في الحوار والحلّ الإجرائي مع السلطة.
 واعتبر أن حملة محاربة الفساد وسجن رؤوسه الكبيرة مثل: السعيد بوتفليقة والجنرالين توفيق وطرطاق، وألويةٍ في وزارة الدفاع والنواحي العسكرية والمؤسسات الأمنية ورموزٍ سياسيةٍ كقادةِ التحالف الرئاسي، ووزراء كبار، ورجال أعمال...تمثل إنجازا نوعيا ومكسبا كبيرا للحرَاك الشعبي والذي يعود له الفضل في توفير الغطاء والشرعية الشعبية له والأصل أنه واجب طبيعي وليس إنجازا خارقا يمن به أحد على الشعب.