«بومقر» حزينة على فراق الشهيد رمزي سعادي

ما يزال الحزن مخيما على منطقة بومقر التابعة لدائرة نقاوس بولاية باتنة، منذ وصول خبر مصرع أحد خيرة شبابها في حادث تحطم الطائرة العسكرية «هرقل س ـ 130» العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية، والتي كان على متنها أفراد من قوات الجيش الوطني الشعبي الذين لقوا مصرعهم في حادث مرور جوي اليم تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية.
ولأنّ من بين ضحايا الحادث المروع، شاب من بلدية بومقر، مجند في صفوف حرس الحدود التابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي، فقد خيّم الحزن وما يزال عل سكان منطقة الاوراس عامة وبلدية بومقر خاصة، كون الشهيد ولد بها وترعرع بين بساتينها الخلابة. الشهيد يدعى «رمزي سعادي»، يبلغ من العمر 22 سنة، ولد ببلدية بومقر التي زاول بها مرحلتيه التعليمتين الأساسية والمتوسطة، حيث كان تلميذا بالمدرسة الإبتدائية «كوليج» قبل أن ينتقل إلى متوسطة «بومقر القديمة» حي كان من بين أكثر التلاميذ التزاما وهدوء وتربية وأخلاقا كون المنطقة محافظة جدا، وتتميز بنشاطات تربية المواشي والفلاحة وزراعة الزيتون والمشمش.
الضحية فرد من عائلة فقيرة متكونة من 10 أفراد، يعيلها الوالد، الذي تكفل رغم الفقر بتربية وتعليم جميع أبنائه، حيث بعد نجاح الشهيد «ر ــ س» في دراسته ونيله لشهادة التعليم المتوسط، انتقل للدراسة بثانوية نقاوس المختلطة التي تبعد بحوالي 8 كلم عن بلدية بومقر التي يقطن بها الضحية، وكان الضحية حسب من عرفه ودرس معه من بين أكثر التلاميذ احتراما لأساتذته ومعلميه خلال كل مشواره الدراسي، حيث صدم، بحر الأسبوع الماضي، كل معلميه وأساتذته بخبر مصرعه.
ويروي بعض من يعرفه أنّ الضحية قرّر قبل سنة 2012 الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي، لإعالة أسرته المعوزة، وكان له ذلك، فخلال سنة 2012 وبالتحديد في شهر سبتمبر التحق بصفوف حرس الحدود بولاية قالمة، حيث كانت تلك المرحلة حسب من يعرفه من بين أسعد أيام حياته، لأنه تمكّن من الظفر بمنصب عمل لإعالة عائلته المعوزة. وعن أحلامه يؤكد كل من يعرفه، أن هدفه في الحياة كان توفير لقمة عيش حلال لأخوته ووالديه، اللّذين مزّقهما الحزن على فراقه.