طباعة هذه الصفحة

في ذكرى وفاته الأولى، حضرها رفاق السلاح بالمسيلة

العقيد محمد الصالح يحياوي رجل بوزن أمة

المسيلة: عامر ناجح

 خاصمه بومدين ستة أشهر ثم صالحه معتذرا

 شيخي: أحد رجالات الحركة الإصلاحية وصاحب المواقف المشرفة الثابتة

أجمع المتدخلون خلال  إحياء الذكرى الأولى لوفاة العقيد المجاهد محمد الصالح يحياوي صباح أمس بدار الثقافة قنفوذ الحملاوي بالمسيلة، على أنه رجل إجماع وطني من دون منازع  وتصدق فيه كلمة «رجل بوزن أمة « نظير مواقفه البطولية ودفاعه المستميت عن الجزائر.
قدم نخبة من المجاهدين ورفقاء السلاح شهادات حية في الذكرى الأولى لوفاته انطلاقا من الثبات على مواقف الرجل، مدافعا عن حياض البلد ضد كل من تسول له نفسه المساس بالجزائر كاتبا بذلك تاريخه بأحرف من نور، على صفحات من ذهب. بعد أن خاض أكثر من 50 معركة وحمل في جسده ما يقارب 17 رصاصة.
من بين من تعاقبوا على المنصة المجاهد عبد المجيد معتوق أحد رفاق محمد الصالح يحياوي والذي أكد أن العقيد يحياوي، هو فعلا رجل بوزن أمة، عاش يحمل في جسده رصاصات الاحتلال الفرنسي الغاشم ويعتبر نموذجا حيا للشباب الجزائري في تلك الفترة، ليكونوا على خطاه انطلاقا من مبادئه وإصراره على دعم الجبهة الوطنية.
في ما أشار مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي في مداخلته أن الفقيد يحياوي يعتبر من رجالات الحركة الإصلاحية، خاصة الدور الذي لعبه في الفترة التي مر بها حزب جبهة التحرير الوطني ومواقفه المشرفة والثابتة، ويسجل له حين قال للرئيس الراحل هواري بومدين « مشينا معك  مشية الموافقة وحان الوقت لنمشي معك مشي المشاركة «. فاغتاظ بومدين  من يحياوي، وخاصمه لمدة زمنية قاربت 6 أشهر ثم عاد إليه وخاطبه قائلا : «تريد أن تمشي معي مشي المشاركة فلك ذلك «، وعاد بومدين حسب المتحدث إلى تغيير نظرته للأمور  وخاض معه نقاشا مستفيضا واسعا حول الميثاق الوطني آنذاك.
واعترف عبد الحميد شيخي أن المرحوم طلب منه شخصيا أن يجعل إدارة الحزب تخضع لقوانين الدولة الجزائرية، وسأله كم يستغرق من الوقت لتعريب إدارة الحزب فقال له حوالي ستة أشهر فرد يحياوي للمتحدث : «انطلق ولا تبالي».
من جانبه المجاهد ورفيق الدرب جمال الدين ميهوبي أشار إلى أن المجاهد محمد الصالح يحياوي يمتاز بالعديد من الخصال والموافق التي تحسب له على غرار التضحية والثبات على مواقفه وعلى الحق وعلى مبادى أول نوفمبر، إلا أنه استطرد قائلا لقد عانى الفقيد معاناة كبيرة أيام الثورة بتلقيه 17 رصاصة في مواضع مختلفة من جسمه، تم نزع جزء منها  والبعض منها دفنت معه في جسده.

عالج طول حياته بالأردن ولم تطأ أقدامه فرنسا

ونوه المتحدث إلى أن المجاهد محمد الصالح يحياوي التحق بالثورة في سن 19 سنة بعد موافقة والده بعد أن أثبت جدارته وقدرته على الالتحاق بصفوف الثورة ولم تطأ أقدامه أرض فرنسا إلى غاية وفاته لاعتبارها عدوه الأول والأخير.
في حين أكد شقيق المرحوم « عبد السلام يحياوي» أن أخاه العقيد محمد الصالح يحياوي  يعتبر من الذين لا يحبون تمجيد أنفسهم خاصة عند بداية كتاباته عن الثورة باعتبارها توثيقا لما لاحدث ووقع في الجزائر. مشيرا إلى أن أخاه محمد الصالح يحياوي تربى ببلدية عين الكلبة والتي تسمي اليوم عين الخضراء. ولها تاريخها الثوري.
وكشف المتحدث أن الرئيس هواري بومدين كان يحترمه لمواقفه الصادقة تجاه الوطن.
أما المجاهد محمد الأمين بن يحي فقد أكد أن المرحوم يمتاز بالعديد من الخصال الطيبة وله تاريخ نضالي طويل، ويذكر أنه سنة 1956 هجم العدو على معهد ابن باديس بقسنطينة، ثم دمر المدرسة، وحين عودته إلى مسقط رأسه، قرر الالتحاق بصفوف الثورة، بعد اعتقال الشيوخ، حيث كان عضوا بالناحية السادسة الولاية الأولى المنطقة الثانية بعين التوتة كمحافظ سياسي وقدم الكثير للثورة.

عبد الكريم عبادة: العقيد يحياوي هو من عين الشاذلي  بن جديد رئيسا

في حين أشار المجاهد مساعدي المنحدر من منطقة بوحمامة أن المجاهد محمد الصالح يحياوي، لم يعارضه في أي شيء في حياته، خاصة وأنه يعتبر رجلا تلقى الرجال على يديه معنى الجهاد الحقيقي، ثم سلم المتحدث صورا لأول مره تتعلق بإصابة المرحوم في جبال الأوراس يحتفظ بها منذ الثورة والدموع تنهمر من عينيه.
في ما تحدث عبد الكريم عبادة عن أحد المواقف التي حدثت له مع المرحوم خلال في فترة وفاة الرئيس هواري بومدين، فعاتبه لأنه جاء متأخرا، قائلا له الجزائر بحاجة إلى تاطيركم ولابد أن تتجندوا مقدما اسم العقيد الشاذلي بن جديد ليكون رئيسا للجمهورية على الرغم من أنه يملك جميع الميزات والصفات التي تؤهله ليكون هو الرئيس.