احتفالا باليوم الوطني للشهيد المصادف لـ18 فيفري من كل سنة، نظمت، أمس، مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع كل من المسرح الجهوي كاتب ياسين والمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بعزازقة ومتحف المجاهدين السينما لولاية تيزي وزو، احتفالا وتكريما خاصا لأحد شهداء ثورة نوفمبر الشهيد «عيسات ايدير» الذي كان من بين احد مؤسسي الاتحاد العام للعمال الجزائريين إبان ثورة نوفمبر .
وطالبوا تصنيف دار الشهيد كتراث ثقافي وطني من طرف مصلحة التراث الثقافي لمديرية الثقافة، وأكد المتدخلون في الندوة انه كان من بين أحد أبطال الثورة التحريرية، حيث تم في ذات المناسبة قراءة السيرة الذاتية للشهيد من طرف البراعم الصغار، مشيرين انه كان من مواليد 1919 بقرية جمعة السريج التابعة لولاية تيزي وزو، تلقى تعليمه الأول بالمؤسسة البلدية ثم التحق بالمدرسة الواقعة بنفس المدينة بعدها انتقل إلى الجزائر العاصمة ليتابع دراسته بمدرسة المعلمين ببوزريعة.
الحياة العملية لعيسات ايدير بدأت سنة 1944 بالورشات الصناعية التابعة لعمال الملاحة الجوية، وقد أعطت مؤهلاته المهنية مكانة لا يستهان بها ليصبح مسؤول الرقابة الإدارية والمنازعات، ثم انتخب في اللجنة التنفيذية للعمال ضمن نقابة الكنفدرالية العامة للشغل المنبر الذي اشتغله للدفاع بقوة وإلحاح على مطالب العمال الجزائريين.
وفي عام 1949 حسب القراءة التي تمت في الحفل التكريمي، وجه عيسات ايدير نداء كان يهدف منه إلى تشكيل نقابة جزائرية للدفاع عن تطلعات و طموحات العمال الجزائريين، وأصبح بعد ذلك مسؤول اللجنة العمالية المنبثقة عن حركة انتصار الحريات الديمقراطية و أوكلت له مسؤولية تكوين مركزية نقابية وهو الأمر الذي يعارض السياسة الاستعمارية. بعد اندلاع الثورة المسلحة في 1954، تم القبض عليه بتهمة التحريض لصالح الثورة لكن تم إطلاق سراحه في 22 ديسمبر 1954. وفي خضم الثورة التحريرية تحت قيادة جبهة التحرير الوطني تم تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و كان أول أمين له.
وقد كرس عمله لصالح الثورة من خلال تنظيم و توجيه كفاحهم تحت قيادة جبهة التحرير الوطني و نظرا لنشاطاتهم التي امتدت إلى كامل أنحاء البلاد تم إيقافه بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتحويله من مركز تعذيب إلى آخر إلى غاية استشهاده.
