طباعة هذه الصفحة

فتح أبواب الديمقراطية بمفهومها الحقيقي

الفريق ڤايد صالح: الانتخابات ستتم في آجالها المحددة

 وضع البلاد على السكة الصحيحة يستوجب تحديد الأولويات

في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الخامسة، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بتفقد وتفتيش وحدات الفرقة الأولى المدرعة ببريكة.
في البداية وبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء عمار عثامنية، قائد الناحية العسكرية الخامسة، وبحضور اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، استمع الفريق إلى عرض قائد الفرقة الأولى مدرعة حول المهام الرئيسية لهذه الوحدة الكبرى.

تفقد وحدات الفرقة الأولى المدرعة ببريكة

إثر ذلك التقى الفريق بإطارات وأفراد الفرقة أين ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التخاطب المرئي عن بعد، أكّد من خلالها على أن وضع البلاد على السكة الصحيحة يستوجب بالضرورة تحديد الأولويات وأن الأولوية التي تفرض نفسها في هذه الظروف التي تمر بها الجزائر هي إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها المحدد، محذرا في نفس الوقت من الأجندات المشبوهة التي تحاول عرقلة هذا المسار الواعد.

تعطيل الحل الدستوري، يعني تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية

«إن وضع البلاد على السكة الصحيحة يستوجب بالضرورة تحديد الأولويات، ولا شك أن الأولوية التي تفرض نفسها في هذه الظروف التي تمر بها الجزائر، هي إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها المحدد. كنا قبل الآن نتكلم عن ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية، أما اليوم فإننا على يقين تام بأن هذه الانتخابات ستتم في الآجال المحددة لها، بفضل قوة إدراك الشعب لخفايا أجندة بعض الأطراف المعروفة التي لا تمت بأي صلة لمصلحة الشعب الجزائري، أجندة أمليت عليها من طرف جهات معادية للجزائر قوامها بذل كل الجهود المغرضة من أجل تعطيل الحل الدستوري، أي تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية، لأن هذه الأطراف المعادية تدرك جيدا بأن إجراء الانتخابات الرئاسية تعني بداية فتح أبواب الديمقراطية بمفهومها الحقيقي. وهذا ما لا يعجب هذه الشرذمة التي تتصرف بمنطق العصابة المتمثل في تطبيق مبدإ التغليط والاختباء وراء شعارات أصبحت اليوم مفضوحة أمام الرأي العام الوطني. هذه الشعارات التي تتغنى بالديمقراطية من جهة، وتعمل بكل ما في وسعها من أجل عدم بلوغها من جهة أخرى.

العصابة أمام بديل مجهول العواقب وغير محسوب التداعيات

إنهم يعيشون أزمة حقيقية وجدوا أنفسهم من خلالها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بما يفرزه الصندوق وإما العيش بمعزل عن الخيار الشعبي، وتلكم نتيجة لا يتقبلونها إطلاقا. ومن هنا فهم يسعون إلى بديل ثالث مجهول العواقب وغير محسوب التداعيات لأنه بعيدا تماما عن مصلحة الشعب الجزائري، بديل عدمي الروح عقيم الثمار ومسدود الأفق ويعرض أمن الجزائر واستقرارها إلى مخاطر لا حصر لها. هذه المخاطر التي يتصدى لها الجيش الوطني الشعبي بكل حزم وعزم وإرادة لا تلين، ويقف لها بالمرصاد بكل القوة التي يحوز عليها؛ قوة يسندها سمو المهام الموكلة ونبل مواقفه المتمسكة دوما بالشرعية الدستورية وبالمرجعية النوفمبرية وبعظمة العهد الذي قطعه أمام الله وأمام التاريخ حيال الوطن والشعب.

من يسبح ضد تيار الشعب سيجرفه السيل لا محالة

فللجيش إمكانات معتبرة، أقول إمكانات معتبرة، سيعرف كيف يضعها في خدمة الوطن والشعب، فليطمئنّ الشعب الجزائري كل الاطمئنان، بأن جيشه لن يخلف وعده مهما كانت الظروف والأحوال، وسيستمر في مرافقته عبر كافة أرجاء الوطن وطيلة هذه المرحلة الحساسة إلى غاية تمكينه من إجراء الانتخابات الرئاسية في كنف الأمن والأمان والسكينة، رغم أنف هذه الشرذمة القليلة الباغية التي أخطأت في تقدير حجمها الحقيقي وأفرطت في التعاظم المزيف وتحاول بكل كِبْر وعناد أن تسبح ضد تيار الجزائر أرضا وشعبا وتاريخا وقيما وطنية عريقة، ومن يسبح ضد مثل هذا التيار سيجرفه السيل لا محالة.

يكفينا فخرا أننا في خدمة الشعب وخطواتنا مباركة

إن مثل هذا العزم القوي الذي يتحلى به الجيش الوطني الشعبي يعود بالأساس إلى الثقة في الله عز وجل، ثم شعوره بأنه موضع ثقة الشعب الجزائري المخلص والأصيل والبطل الذي أثبت أكثر من مرة وعبر تاريخه الطويل أنه شعب المعجزات؛ شعب يعرف كيف يستشعر المخاطر والتهديدات التي تحيط بوطنه ويعرف بالتأكيد كيف يواجهها ويتغلب عليها ويفشل مخططات أعدائه. فمن هذا المعين الشعبي الغزير يرتوي الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ومن هذا الزخم القيمي النبيل تستمد القيادة العليا لجيشنا قوتها المعنوية.
يكفيني شخصيا ويكفي كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي شرفا، أن نشعر جميعا بأننا في خدمة هذا الشعب الأبيّ، وبأن كل الخطوات التي نخطوها معاً هي خطوات مباركة من طرف الأغلبية الغالبة من شعبنا، ولنا في نبض الشارع وصوت الشعب عبر كافة أرجاء الوطن ما يعكس هذا الرضا وما يبارك هذا التوجه، ولا شك أن من يتوكل على الله مخلصا فسيكون التوفيق حصاده، ولله الحمد والمنّة على ذلك.
 «إنه منعرج تاريخي نسأل الله أن يكتبنا من المساهمين، رفقة كافة الخيّرين والمصلحين من أبناء هذا الشعب الطيب، في إرساء سفينة الجزائر إلى بر الأمن والأمان».
الفريق أكّد أن أنجع سبيل يكفل للشعب الجزائري كسب كافة الرهانات الحاضرة والمستقبلية، هو الانتباه للمغالطات المتكررة والمستمرة التي تتبناها بكل وقاحة الشرذمة الضّالة التي تريد أن تفرض رؤيتها المنحرفة على أغلبية الشعب الجزائري.

مغالطات مستمرة تتبناها بكل وقاحة شرذمة ضالة

«لقد استطاع الشعب الجزائري حتى الآن أن يبلغ محطة بالغة الحساسية في تاريخ الجزائر بفضل وعيه وغيرته على وطنه، وتحمّله لمسؤوليته بالكامل بكل جدية ووعي وإصرار على مواجهة هذا التحدي الذي تمثله هذه الأجندة المعادية سالفة الذكر، والأكيد أن أنجع سبيل يكفل للشعب الجزائري كسب كافة الرهانات الحاضرة والمستقبلية، هو الانتباه للمغالطات المتكررة والمستمرة التي تتبناها بكل وقاحة هذه الشرذمة الضالة التي تريد أن تفرض رؤيتها المنحرفة على أغلبية الشعب الجزائري».
 من خلال توظيف فروعها الإعلامية داخل وخارج الوطن وتجنيد بعض الأبواق المأجورة التي تنعق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، هذا علاوة على التسخير المغرض للمسيرات الشعبية والطلابية عبر المواظبة على تصدّر هذه المسيرات والحرص على رفع بعض الشعارات الفارغة، بصفة متكررة، تخدم رؤيتهم السقيمة وتتماشى تماما مع ما ترمي إليه أهدافهم.
فكيف لهذه الأهداف المسمومة أن تتحقق وللجزائر رجال صدقوا النية، وعقدوا العزم على إخراج بلادهم من أزمتها. فعلى أبناء الشعب الجزائري بكافة فئاتهم أن يساهموا في إنجاح هذا المسعى الوطني الهام، وأن يكونوا كما عهدناهم دوما في خانة الأوفياء للوطن.
ولا يسعني في الختام، إلا أن أحيي هذا الوعي المتزايد وهذا الإدراك القوي للمصلحة العليا للجزائر التي ما انفك يظهرها الشعب الجزائري بكل وضوح ومثابرة وإخلاص وهي خصال ليست غريبة على شعبنا الأصيل الذي نحن على ثقة تامة بأن مشاركته ستكون قوية ومكثفة في انتخاب رئيس الجمهورية المقبل، بكل حرية ونزاهة وشفافية وحسن اختيار.

شعبنا سيبقى مسنودا بالجيش في كل الظروف والأحوال

 وليتأكد شعبنا أنه سيبقى دوما مسنودا بالجيش الوطني الشعبي في كل الظروف والأحوال. وسيسجل التاريخ أن الجزائر استطاعت أن تبلغ مبلغها بفضل هذا التكاتف وهذا التضامن القوي والمنقطع النظير، الذي يجمع الشعب الجزائري بجيشه خدمة للوطن. ففي سبيل هذا الوطن الغالي سيبقى الجيش الوطني الشعبي متمسكا بقوة، بكل المواقف الثابتة والمبدئية والشجاعة، وسيظل مرافقا للشعب إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية، وذلك هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا بكل همة واقتناع وإصرار».