الملحقـون الإعـلاميون والثقافيون في فـترة الحكومـة المؤقتـة

دور كـبير وفعال في نصرة القضيـــــة الجزائريـــة... لكنـه مغــيب

حياة كبياش

 غيبوا بالرغم من الدور الكبير الذي لعبوه للتعريف بالقضية الجزائرية على الصعيد الدولي، أنهم الملحقين الاعلامين والدبلوماسيين منهم من قضى نحبه على غرار، محمد يزيد وحامد روابحية وقليل منهم من ما يزال على قيد الحياة.
هذا الدور الكبير تحدث عليه بإسهاب جمال يحياوي مدير مركز الدراسات للحركة الوطنية، لدى تنشيطه، أمس، لمنتدى الذاكرة المخصص للحكومة المؤقتة في ذكراها 61 ( تأسست سنة 1958) المنظم من قبل جمعية مشعل الشهيد بمقر جريدة المجاهد.
شكل اللقاء الذي نظم تكريما للمجاهد محمد يزيد وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة (1958 -1962)، فرصة لإبراز دور الإعلام في الحكومة المؤقتة، وفعالية الملحقين الإعلاميين الذين كانوا منتشرين في جميع أنحاء العالم في الدول العربية، آسيا وحتى الدول الاسكندينافية، لم يتركوا بلدا أوقارة إلا وكان لهم فيها موقع قدم، وقد عملوا بفعالية كبيرة للتعريف بالقضية الجزائرية ودافعوا من أجل تحقيق العدالة والحرية.
قال يحياوي إن هؤلاء الذين دافعوا بالقلم والدبلوماسية عن استقلال الجزائر لم يكونوا مجرد رجال وإنما نواة تشكلت من كفاءات جزائرية درست وتكوّنت لتحمل القضية على أكتافها وتجوب بها العالم مدافعة عن الحق في الحرية والانعتاق من مختلف المنابر وبمختلف اللغات.
ذكر يحياوي أن النواة الصلبة المتشكلة من الملحقين الاعلامين والثقافيين المنتشرين عبر دول خاصة العربية كانت عبارة عن جهاز دبلوماسي، وإدارة موازية، فمكتب القاهرة الذي كان يديره المرحوم توفيق المدني كان مهما جدا حيث بلغ صدى الثورة من خلال «صوت العرب»، محمد الصديق بن يحي في جاكارتا وبوقادوم في إسبانيا، ومحمد سعدي في السوربون وهو المؤرخ صاحب كتاب «décoloniser l’histoire «...
كما أبرز دور الراحل محمد يزيد (توفي عشية الاحتفال بـ1 نوفمبر سنة 2003) في الجانب الإعلامي والدبلوماسي وهوالذي وصل إلى هيئة الأمم المتحدة ورافع من هناك لصالح القضية الجزائرية وتمكن بفضل حنكته السياسية من إقناع الدول بعدالة القضية وحق الجزائر في استرجاع حريتها واستقلالها المسلوبين.
أوضح المتحدث أنه بالإضافة إلى الدور الإعلامي الذي قام به هؤلاء المناضلون للتعريف بالقضية الجزائرية، العمل على تدويل القضية الجزائرية أي جعلها قضية تهدد الأمن والسلم العالميين وبالتالي على كل الهيئات الدولية وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة إيجاد حل لهذه القضية، «التي ليست مجرد صراع داخلي أوحرب بين بلدين».
أكد يحياوي أنه بالرغم من تنوع تشكيلة هذه «النواة الصلبة» من حيث المشارب والميول السياسية، إلا أن خطابها كان موحدا يدافع على قضية واحدة وهو الحرية والاستقلال، وقد كانت كل البيانات والتصريحات الصادرة من مختلف دول العالم في خدمة القضية الجزائرية، «وهذا مهم جدا «، مشيرا إلى أن كل الانتماءات الحزبية والإديولوجية للإعلاميين والدبلوماسيين آنذاك انصهرت في بوثقة واحدة وهوإخراج فرنسا من الجزائر «ولا تفاوض حول هذه المسالة «.
ويذكر أنه تدخل في اللقاء بعض المجاهدين والأساتذة الجامعيون، وقد حاول كل واحد منهم تناول زاوية من هذا الموضوع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024