طباعة هذه الصفحة

أحزاب ومنظمات المجتمع المدني بصوت واحد:

الشعب الجزائري سيختار رئيسه في جو ديمقراطي

جلال بوطي

توسعت دائرة المواقف الحزبية والرسمية الرافضة للتدخل في الشأن الجزائري الداخلي بعد الجلسة التي عقدها البرلمان الأوروبي حول الجزائر، ولاتزال موجة الاستنكار الواسع تصدر عن كل منظمات المجتمع المدني والطبقة السياسية بكل أطيافها، مؤكدة في بيانات وصلت قاعة تحرير «الشعب» أن الشعب الجزائري وحده السيد في إدارة شؤونه الداخلية.


رفض أي وصاية خارجية `الأرندي :

أعرب التجمع الوطني الديمقراطي، عن استنكاره الشديد للائحة البرلمان الأوروبي المتعلقة بالوضع في الجزائري، واعتبر الخطوة تصرفا استفزازيا سافرا صدر عن هيئة أوروبية وذكر الحزب البرلمانيين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على شؤون الجزائر السيدة، أن الشعب الجزائري انتصر على الاستعمار وتجاوز المحن لوحده ويسجل بكل فخر حراكه الشعبي السلمي.
وأكد الارندي في بيان، أن الشعب الجزائري قادر على استكمال مساره لانتخاب رئيس جمهورية في جو ديمقراطي شفاف، ويحرص على التمسك بمبدأ الدولة الجزائرية المرتكز على عدم التدخل في شؤون الآخرين، لا يقبل أي وصاية جهة خارجية.

التحالف الوطني الجمهوري :
مراجعة مستويات التعاون

من جهته، تلقّى التحالف الوطني الجمهوري بكل أسف واستغراب إصدار البرلمان الأوروبي للائحة غير ملزمة متعلقة بالوضع السياسي الداخلي في بلادنا، وأدان الحـزب بأقصى العبارات المحاولات اليائسة للبرلمان الأوروبي التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، وهو الأمر الذي يشكل تعارضا صريحا مع التزامات الاتحاد ذات الصلة باحترام سيادة الدول وتعزيز التشاور والحوار وترسيخ قيم حسن الجوار.
وأعرب التحالف الجمهوري عن ثقته الكاملة في قدرة الشعب الجزائري الالتفاف حول مؤسساته الدستورية، وعلى الرّد وفي الوقت المناسب على هذه التحرشات المفضوحة والمرفوضة، من خلال إنجاح المسار الانتخابي الذي اختاره الشعب لنفسه بكل حرية وسيادة، بما يكفل تحقيق تطلعات الجزائريين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، نحو تكريس الحريات وتعزيز الممارسة الديمقراطية.
ومن خلال الرفض القاطع لأي وصاية أو دروس مهما كان مصدرها، و هو الرفض الذي قد يستدعي مستقبلا، مراجعة مستويات التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع الشركاء الذين يصّرون على عدم احترام المبادئ السامية والراسخة للسياسة الخارجية للجزائر، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.

التجديد الجزائري: اللائحة تدخل سافر

وفي سياق ذي صلة وصف حزب التجديد الجزائري خطوة البرلمان الأوروبي بالسافرة والتدخل غير المقبول نهائيا سيما وأن الجزائر تستعد لانتخاب رئيس جمهورية بكل ديمقراطية وشفافية، واستنكر الحزب في بيان له تحوز الشعب نسخه منه التدخل في الشؤون الداخلية، ودعا إلى الوقوف بثبات إلى جانب الجيش في التصدي لهذه المؤامرة الخبيثة.

جمعية التجار: تصريحات مستفزة

بدورها أدانت منظمات مدنية البرلمان الأوروبي وقالت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين إن تصريحات النواب الأوروبيين مستفزة ودنيئة، واستنكرت الجمعية في بيان لها، تسلمت الشعب نسخه منه تلك المحاولات البائسة، ونددت بتلك التصريحات التي تتنافى مع الأعراف الدولية وتتناقض مع مبدأ المصالح المشتركة.

اتحاد التجار والحرفيين: الحفاظ على وحدة الأمة والمؤسسات

كما سجل الاتحاد العام للتجار والحرفيين باستغراب كبير موقف البرلمان الأوروبي ووصفه بالتدخل في شؤون الجزائر الداخلية، مستنكرا الموقف الجبان ضد الجزائر وشعبها، في حين أكد أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين ملتزم بالحفاظ على وحدة الأمة ومؤسسات الدولة الدستورية والاقتصاد الوطني.

الحزب الجزائري الأخضر: خرق صارخ  عن المواثيق الدولية

وتتوسع دائرة الاستهجان والإدانة من طرف الطبقة السياسية ضد البرلمان الاوربي منذ إصدراه لائحة حول الجزائر حيث اعتبر الحزب الجزائري الأخضر للتنمية اللائحة خرقا للأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية التي تنص صراحة على احترام الدول ودعم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف الحزب في بيان له، أمس، تلقت «الشعب» نسخة منه أن قرار البرلمان الأوروبي جاء في ظرف حساس تعيشه البلاد، من مرحلة ومحطة محورية وأساسية في التأسيس للانتقال الديمقراطي وبناء  جمهورية جديدة ترتكز على دولة الحق والقانون التي تصبو إليها كامل أطياف وفئات الشعب الجزائري الواحد، تطليقا للممارسات القديمة التي كانت تعمل في ظل فلسفة حكم مبنية على ضبط التوازنات الجيوسياسية على حساب مكاسب وخيرات البلاد والشعب الجزائري.
أمام هذه التطورات أكد البيان «أنه حان الوقت لتكاتف كل الجهود والضمائر الحية، والالتفاف حول مشروع وطني واعد ركيزته الأساسية في بعث ديناميته الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني».
كما أوضح أن تدخل الاتحاد الأوروبي لم يكن بالصدفة، فهو نتاج لتصور راسخ يكمن في الهيمنة الاستعمارية البالية التي ما زالت تحدد سلوك البرلمانيين الأوربيين في محاولة منهم للتأثير على الجزائر في ظل أجندات سياسية، تداعياتها الإبقاء على الأوضاع المعتادة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية دعا الحزب الجزائري الأخضر للتنمية مناضليه إلى تعبئة المواطنين للمشاركة بقوة في الاستحقاق لأنه المخرج الوحيد للأزمة السياسية، والدخول في مرحلة ترتيبية وتنظيمية بمشاركة الجميع.
منظمة المجاهدين: سابقة خطيرة تستدعي مراجعة العلاقات

وصفت المنظمة الوطنية للمجاهدين خطوة البرلمان الأوروبي بالسابقة الخطيرة في تاريخ العلاقات مع الجزائر تحرر بموجبها برلمان الاتحاد الأوروبي من كل الأعراف والتقاليد المعروفة في المحافظة على ودية العلاقات بين الدول ليقحم نفسه في شأن لا يعنيه من قريب أو من بعيد.
وأوضحت المنظمة في بيان لها أمس تلقت «الشعب» نسخة منه، أن ما قام به البرلمان الأوربي خطوة مأجورة بعدما أصبح آلية طيعة تخدم أهداف شرذمة من نواب، بعد أن تأكدت من مسيرة شعب الجزائر واختياره التخلص من رواسب الحقبة الاستعمارية الدفينة واستشراف آفاق بناء حاضره ومستقبل أجياله بكل سيادة وحرية هذا الطموح الوطني المشروع، لم يكن ليبلغ مداه دون أن يثير حفيظة الأعداء التقليديين الذين يشدهم الحنين لتحين الفرص واستغلال المناسبات لتوجيه ما يعتبرونه ضربات موجعة غايتها النيل من إرادة الشعب الجزائري.
في مقابل ذلك اعتبرت المنظمة أن دعوة البرلمان الأوروبي بخصوص توسيع نطاق الحريات وإطلاق سراح من يعتبرهم سجناء رأي وغيرها من الأطروحات المشبوهة تدخل في الشأن الجزائري، يلزم إدانتها بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد ومبادرة الدولة الجزائرية باتخاذ إجراءات عملية تسمح بمراجعة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.