طباعة هذه الصفحة

في حوار مع «الصباح» التونسية، الدكتور محي الدين عميمور:

الإرادة الجماعية للأمة الجزائرية تريد خروجا آمنا من الأزمة

 هناك من حاول ركوب “الحراك” لتنفيذ أجندات خاصة

 جاحد من يتنكر لدور الجيش والأجهزة الأمنية في ضمان سلمية التظاهرات

 في حوار مع يومية «الصباح» التونسية، حدد الدكتور محي الدين عميمور، موقفه من الانتخابات الرئاسية التي تنظم هذا الخميس وما تحمله من دلالات سياسية وأبعاد على استقرار البلاد.
عن إجراء الاقتراع في موعده والأولويات الراهنة في المشهد، قال الدكتور عميمور إن هذا هو نفس المنطق الذي تتصرف به الأغلبية الساحقة من الجزائريين اليوم سياسيا في مواجهة أقليات فكرية وإيديولوجية، ليست كلها لائكية التوجه بل أن لبعضها انتماءات دينية، كانت تأمل في انتزاع السلطة خارج الإرادة الجماعية للأمة التي تريد خروجا آمنا ومضمون الفعالية من الأزمة الحالية، وهناك بعض الدلائل على أن الأغلبية الصامتة تدرك ذلك حتى ولو لم تلجأ إلى أسلوب الحشود الذي تتقنه التنظيمات المؤدلجة، ومن الدلائل على هذا تزايد التشنج الذي تتصرف به الشرائح المتناقضة مع الاختيار الشعبي والذي وصل إلى حد تجنيد مجموعات للتشويش على التجمعات الانتخابية، وتنسجم معه إرادات خارجية عبرت عنها منذ أسابيع صحيفة «لوموند» وهي تدعي بأن الانتخابات الرئاسية القادمة في الجزائر ستفرز رئيسا ضعيفا لن يتمكن من الاستجابة لمطامح الجماهير في القضاء على الفساد واسترجاع الثقة بين القمة والقاعدة، وهي سفسطة تخفي مطامع خارجية يمكن تخيلها، لأن ما كان يُقال في منتصف الأربعينيات عن ضعف «ترومان» بعد «روزفلت» وضعف «آتلي» بعد «تشرشل» أسقطه المنطق البسيط الذي يقول بأن كل فرد يملك الإمكانيات الإنسانية القاعدية للتصرف السليم سيكون قادرا على تحمل كل المسؤوليات، بشرط أن تعطى له الشرعية الوطنية الكاملة التي تجسدها انتخابات يتحمل بها كل مواطن مسؤولياته.
عن الأولويات أجاب عميمور، أنها تخص تحقيق الاستقرار الذي يضمن إنقاذ الاقتصاد الوطني وإقامة حياة ديمقراطية سليمة تضمن تكافؤ الفرص وتساوي التضحيات.
عن قراءة المتغيرات في ما يحدث بالحراك قال الدكتور إن ما تعرفه بعض شوارع العاصمة الجزائرية ومواقع محدودة أخرى لا يمكن مقارنته بحراك فبراير الجماعي الهائل، فقد انفضت معظم الجماهير عن التظاهرات بعد أن أدركت أن هناك من حاول ركوب الحراك لتنفيذ أجندات خاصة، وأعتقد أن الصور كافية لإثبات ذلك، خصوصا والجزائر مفتوحة أمام كل الكاميرات، بدون أن ننسى الآيفون والهواتف المحمولة.
والتهييج الحالي مقصود للتهرب من انتخابات يعرف المهيجون أنهم غير قادرين على كسبها، وهم ألفوا الإمساك بمقاليد الأمور خارج الإرادة الشعبية، وبممارسة الابتزاز واستعمال أسلوب الطائرة المختطفة. وحول لغز حفاظ الحراك الشعبي على سلميته قال الدكتور:» سيكون من الجحود الأحمق أن نتنكر لدور الجيش والأجهزة الأمنية في ضمان سلمية التظاهرات، بحيث لم تطلق رصاصة واحدة حتى في الهواء تحذيرا.
الرئيس القادم لكل الجزائريين
عن  خيار عدم السماح للمراقبين الأجانب بمراقبة هذه الانتخابات قال الدكتور إن معظم الانتخابات التي تمت وخصوصا في السنوات الأخيرة عرفت مراقبين أجانب تحملت الدولة نفقاتهم، ومع ذلك تعالت الاتهامات بالتزوير وسرقة إرادة الناخبين، وبالتالي فالاستعانة بمراقبين أجانب أصبح يُعتبر محاولة ساذجة فاشلة لتسول شهادات حسن السيرة والسلوك الانتخابيين، بالإضافة إلى أننا وصلنا إلى اليقين بأن علينا أن نثق بشعبنا، الذي يُحوّل حراك الحشود الهاتفة إلى وجود فعلي حول صناديق الانتخابات في البلديات والأحياء، ويتكامل مع الدور الذي يقوم به رجال الإعلام الوطني والدولي، ولم يحدث أن مُنع هؤلاء من القيام بمهامهم في أي مكان في القطر الجزائري.
وعن أي رئيس تحتاجه الجزائر في المرحلة القادمة، قال عميمور إن دور أي رئيس ومهمته أن يكون رئيسا لكل المواطنين، وبدون أن يحتضن أي مجموعة على حساب مجموعات أخرى، وأن يرفض منطق الطائرة المختطفة فيرفض أي محاولة ابتزاز تجعله يمارس الرشوة السياسية لضمان الحفاظ على «كرسيّ» الرئاسة. وقال إن في المترشحين الحاليين وطنيين يملكون من الكفاءة الأساسية ما يمكنهم من الخروج بالجزائر إلى برّ الأمان.