البروفيسور طايبي لـ«الشعب»:

دول أوروبية تعترف بقدرة الجزائر على حل الأزمة الليبية

فتيحة كلواز

الانفراج السياسي الذي عرفته الجزائر كان وراء النشاط الديبلوماسي الذي عرفته الجزائر بشأن الأزمة الليبية، وصرح البروفيسور محمد طايبي في اتصال مع «الشعب» أن التحول الذي عاشته الجزائر بعد الانتخابات الرئاسية التي أعطتها شرعية دستورية وسياسية مكنها من تفعيل دورها الاستراتيجي والمحوري في حل القضايا الإقليمية.
قال المحلل السياسي البروفيسور محمد طايبي إن الحركية الديبلوماسية التي تعرفها الجزائر هذه الأيام من خلال زيارة وزير خارجية كل من ليبيا وتركيا في إطار مساع حثيثة لإيجاد حل للأزمة الليبية ليست عودة بمعنى الغياب كما هو متداول في بعض الوسائل الإعلامية لأنها عودة مرتبطة أساسا بعاملين اثنين طرآ على المنطقة وعلى الجزائر بصفة خاصة، العامل الأول هو حل إشكالية الشرعية الدستورية والسياسية التي كانت مطروحة عندنا بسبب الأزمة السياسية التي عاشتها من قبل، الأمر الذي فتح المجال أمام المعاملات السياسية مع كل الدول، وأصبحت الجزائر دولة قائمة على أسس دستورية شرعية انتخابية ورئاسية ما سمح بإزالة الموانع والتحرر من الحواجز التي كانت تستعمل كورقة ضغط ضدها.
أما العامل الثاني الذي تحدث عنه فهو أن اشتداد اللعب الاستراتيجي في منطقة الساحل وليبيا أثبت أن الجزائر دولة محورية على المستوى الميداني وليس السياسي فقط، معتبرا في ذات السياق مجيء وزيري خارجية ليبيا وتركيا إلى الجزائر فهما واعترافا واضحا بوزنها ودورها الأساسي في رؤيتها للمخارج والحلول للأزمة الليبية، كما أوضح أن الدول الأوروبية مثل ايطاليا، ألمانيا وإلى حد ما فرنسا دون أن تعلن ذلك قد فهمت أنها لا يمكنها أن تتحمل كثيرا وبصفة مستمرة تبعات الأزمة الليبية على أوربا خاصة الضفة الجنوبية منها وكل المخاطر التي تجرها عليها من باب ضياع المصالح، وكذا تخوف هذه الدول من هجرة وتدفق المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين على سواحلها.
كل هذه العوامل حسب طايبي جعلت من الجزائر قوة اهتمام واضحة من مختلف الأطراف المعنية بحل الأزمة الليبية قائلا في الوقت نفسه إن هذه الحركية الدبلوماسية ستعطي الجزائر مكانة خاصة في معادلة إيجاد الحل الدبلوماسي بعيدا عن الحرب، وهي المكانة المشهورة والمعروفة بها عكس كل الذين يتقاتلون في ليبيا وهذا مهم جدا لأنهم  يتقاتلون من أجل مصالحهم الخاصة.
موضحا في نفس الوقت أن الخبرة الدبلوماسية للجزائر العريقة ومصداقيتها وحكمتها هي التي لفتت الانتباه إليها ما جعل الدول التي في حاجة إلى الوساطات النافعة تريد من الجزائر لعب دور محوري من أجل إيجاد الحلول والمخارج التي تضمن مصالح الجميع دون أن يكون ذلك على حساب مصلحة الشعب الليبي صاحب المصلحة الأولى والأخيرة لأنه الخاسر الأول والأخير إن اندلعت حرب على الأراضي الليبية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025