طباعة هذه الصفحة

^ الطبيب رشيد حميدي:

كــورونا لا يتسامـح أمــام أي استهتــار

فتيحة كلواز

أكد الطبيب المختص في الصحة العمومية رشيد حميدي على ضرورة وعي المواطن بان الرفع التدريجي للحجر الصحي، لا يعني أبدا العودة الى تلك الحياة التي كنا نعيشها قبل اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تمخضت عن الازمة الصحية الاستثنائية، لان أي استهتار او استهزاء بقواعد السلامة والحماية ستكون عواقبه وخيمة خاصة وأننا لم نصل بعد الى صفر حالة إصابة.
نفى حميدي نفيا قاطعا في اتصال مع «الشعب»، ان يكون الرفع التدريجي للحجر الصحي مرادفا لترك قواعد السلامة التي استدعتها الازمة الصحية الاستثنائية، وقال ان التمسك بها والحفاظ عليها سيكون خطوة اساسية ومفصلية إذا أردنا الخروج من الوضع الوبائي الحالي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار ان المواطن هو المفتاح لتجاوز هذه المرحلة والسلاح الأقوى في معركة الجزائر ضد كورونا، وبدونه لا يمكن لأي إمكانيات مهما كان تقدمها التكنولوجي فعل شيء امام انتشار  كوفيد-19.
وكشف حميدي، ان قواعد السلامة كالتباعد الاجتماعي من خلال تفادي الأماكن المكتظة والمزدحمة، احترام مسافة الأمان الصحي التي لا تقل عن 1متر، وكذا ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة كالأسواق والأماكن العمومية، والمواظبة على غسل اليدين وتعقيمها بالمطهر الكحولي سلوكيات ضرورية لا يمكن تركها بمجرد رفع الحجر الصحي سواء بصفة كان بصفة جزئية او كلية.
واضاف يقول:» نحن أمام وضع وبائي خاص يؤكد ان فيروس كورونا لا يتسامح امام أي استهزاء او تهاون في إتباع الإجراءات الوقائية الاحترازية، وأي تخلي عن قواعد السلامة سيعيدنا الى نقطة الصفر وكأننا لم نفعل شيئا في مجابهة هذه الجائحة، ما يستدعي العودة الى الحجر الصحي و تفاقم المشكل من جديد.
وربط حميدي تفادي انتشار الوباء بصفة أكبر باحترام الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يوصي بها جل المختصين لأنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الصحية، فرغم فرض الحجر الصحي نلاحظ ان الفترة الصباحية تعرف اكتظاظا وازدحاما للمواطنين في مختلف الأماكن والمساحات الكبرى، مرجعا السبب الى غياب الوعي لدى بعض المواطنين بضرورة التزام الوقاية كارتداء الكمامة واحترام مسافة الأمان الصحي، ففي بعض المدن هناك احترام واضح لها وفي مدن أخرى لا يوجد أي وعي او شعور بالمسئولية اتجاه انتشار هذا الوباء.
 وهنا أصر على ضرورة تطبيق القانون بكل صرامة لمنع أي انزلاق في الوضع الوبائي، فإجبارية ارتداء الكمامة تفرض تدخل قوة القانون لأي مخالفة لهذا الاجراء، فرض غسل اليدين في كل مكان كالإدارات وحتى الشوارع ان أمكن، أيضا يجب تفادي مرافقة الأطفال الى الأماكن المعروفة بالاكتظاظ لمنع أصابتهم بالعدوى. وحتى في الشواطئ ان اعيد فتحها او الحدائق، فلابد من احترام تلك القواعد ان أردنا تجاوز الازمة الصحية.
اما فيما تعلق برفع الحجر الصحي، فشدد حميدي على ضرورة احترام وتطبيق القانون بكل صرامة ما يساهم في تراجع العدوى وعودة الحياة الطبيعة تدريجيا،وما عدى ذلك يجب الاستمرار في فرضه حتى لا تذهب كل الجهود التي بذلت طوال شهور كاملة سدى، لان الجزائر لم تتجاوز بعد الموجة الأولى لاستمرار تسجيلها لحالات إصابة جديدة، ما يعني أن أي اختلال في اتباع قواعد السلامة سيمدد من الحالة الوبائية فيها.